Mar 02, 2018 6:51 AM
صحف

الغوطة محاصرة "بالمصالح" وايران تريد ضعف ما انفقته

اشارت صحيفة "القبس" الكويتية الى "ان سوريا تعتبر اكثر من أي وقت مضى في حالة حرب، وبقاء نظام بشار الأسد عبر الحقن الروسي- الإيراني بات مضمونا لفترة اطول، وهذا يعني ان الحل السياسي المتمثل بانتقال السلطة بعيد المنال حالياً، وان نيران الصراع ستزداد توهجاً بين النظام والمعارضة، يُضاف إليها صراعان آخران هما النزاع التركي الكردي والصدام الإيراني- الإسرائيلي، اضافة إلى الخلاف المستعر بين الولايات المتحدة وروسيا على اكثر من جبهة، ما يجعل من سوريا وعاء تعقيدات المنطقة اللامتناهية.

ولفتت الى "ان الاتهامات المتبادلة بين روسيا والولايات المتحدة بأن كلا منهما تسعى لتعزيز نفوذها في سوريا تُظهر جلياً تحول مسار الحرب هناك واستمرارها لفترة اطول. وامس قدّر سكرتير مجلس الأمن الروسي ألكسندر فنيديكتوف عدد القواعد العسكرية الأميركية في سوريا بنحو 20 قاعدة، معظمها في مناطق خاضعة لسيطرة قوات كردية وتمدها بأحدث الأسلحة، اضافة إلى الانتشار الأميركي في التنف، وجعلها منطقة عمليات مغلقة على طول 55 كيلومتراً على الحدود السورية الأردنية".

ونقلت "القبس" عن الخبيرة السورية في معهد دراسة الحرب جنيفر كافاريلا، قولها "ان الأسد يحاول استعادة زمام الامور من خلال الممارسات الوحشية ويستمر بحملة "الحصار والجوع والإستسلام" بعد أن وجد أنها فعّالة في ظل غياب المحاسبة الدولية. ومن الواضح أن النظام اتخذ قراره بالبقاء في السلطة مهما بلغت التكاليف ومن المستبعد أن يقوم بتعديل قراره بعد ان تغيرت الظروف لمصلحته واصبح يتمتع برفاهية التركيز أكثر على الجماعات المعارضة؛ بعد ان اصبح تنظيم "داعش" الارهابي لا يُشكّل اي عبء عسكري للنظام".

في الجانب الايراني، يبدو وبحسب الصحيفة الكويتية "ان طهران تناور من اجل البقاء بين اللاعبين الكبار في سوريا، ولتكسب لاحقا حصتها الاستراتيجية العسكرية المتمثلة في اقامة قاعدة دائمة لها، اضافة إلى حصتها في اعادة الاعمار، وهو ما بدا جليا من خلال تصريحات أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي الذي قال أن بلاده أنفقت 22 مليار دولار على الحرب السورية وأنها ستأخذ ضعف ما أنفقته لحماية بشار الأسد، مبرراً هذا الإنفاق بأنه جاء للحفاظ على الأمن القومي لإيران والدفاع عن مصالحها في المنطقة. ونقل موقع "إنتخاب" عن رضائي قوله “لم نحقق انتصاراتنا بإنفاق أموالنا، بل استطعنا أن نحققها من خلال إبداع قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وبالتالي إذا أعطينا دولاراً واحدا لشخص ما، فإننا سنأخذ ضعفه"، مشددا على "أهمية السيطرة الصناعية والتجارية على سوريا".

وختمت "القبس" بالاشارة الى "ان الاصرار الايراني على البقاء والتمدد في سوريا يبدو جليا، وقد كشفت تقارير امس الاول عن قاعدة عسكرية صاروخية دائمة لإيران قرب دمشق". واستشهدت بما قاله الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي لصحيفة “يديعوت أحرنوت” "إن نشر صور الأقمار الصناعية التي تظهر القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا، يعتبر إشهاراً للبطاقة الحمراء في وجه طهران، ما يُشكّل تمهيداً لعملية عسكرية إسرائيلية ضد صواريخها المنتشرة في الأراضي السورية، وقد تشكّل تشجيعا للرئيس الأميركي دونالد ترامب للتنصل من الاتفاق النووي مع إيران، إلى جانب تفعيل العقوبات المفروضة عليها"، مشيراً إلى "ان إسرائيل ترغب في إرسال رسائل إلى موسكو لكبح جماح النفوذ الإيراني المتزايد قبل فوات الاوان".

     

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o