الحملة على سلامة تقف عند حدود "الشخصي" واجتماع مالي في بعبدا
بعد موقف عون... جعجع يرد: من عرقل خطة الكهربـــاء وكيف؟
بري في قطر والوفد البرلماني الى واشنطن والحرس الثوري "ارهابي"

المركزية- لم يكن ينقص لبنان في زمن استفحال الازمات على انواعها، والدوران السياسي في حلقات العجز عن مواجهتها، على رغم الوعود الطنّانة بولوج عالم الاصلاحات المنشود داخليا ودوليا ومكافحة الفساد الذي لم يطل حتى الساعة الا "الصغار"، سوى استهداف "ضامن الاستقرار النقدي" الذي جعل لبنان عصيّا على الانهيار في مواجهة كل العواصف التي ضربته في ازمنة القحط السياسي والفراغ الرئاسي والحكومي والاستهداف الامني، بفعل هندسته المالية الرشيدة التي يسعى البعض للقنص عليها لاغراض شخصية بحت، بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية.

فالحملة غير المبررة التي شنها وزير الاقتصاد منصور بطيش على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشغلت الاوساط السياسية والشعبية في آن، في موسم تعيين نواب الحاكم الاربعة والخلافات السياسية في شأنهم، شكلت موضع استهجان من الملمّين بأوضاع البلاد من مسؤولين سياسيين يدركون اهمية الدور الذي يضطلع به سلامة والدعم الذي يحظى به محليا ودوليا. الا ان ما بدد المخاوف هو ما تردد عن ان رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل لم يكن راضيا عن مواقف بطيش خصوصا انه احرجه عندما أكد في مؤتمره الصحافي انه يتحدث من موقعه الحكومي كوزير للإقتصاد ومن موقعه الحزبي المنتمي الى لائحة وزراء التيار الوطني الحر في الحكومة دون تردد، وسط معلومات عن ان باسيل طلب الى جميع مسؤولي التيار عدم المشاركة في هذه الحملة.

اجتماع مالي؟ وفي السياق، أكد عضو تكتل "لبنان القوي" النائب إدي معلوف أنّ "لا هجمة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة"، لافتاً إلى انّ "من المرجّح ان يكون هناك اجتماع مالي في قصر بعبدا للإسراع في إيجاد الحلول لإراحة الوضع الاقتصادي في البلد".

جعجع: اما على خط السجال الكهربائي، وبعدما اعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس ان "ملف الكهرباء رتب على خزينة الدولة اكثر من 40 مليار دولار، وسببه الاساسي الكيد السياسي. فبرغم اننا انجزنا سابقا خطة للكهرباء وتم التوافق عليها، الا انها تعرضت للعرقلة." غرد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر حسابه على "تويتر" قائلا "للذين يقولون أنه كان هناك خطة للكهرباء وجرت عرقلتها نسأل: من هم الذين عرقلوا الخطة؟ وكيف؟". وقال من جهة اخرى في حديث الى موقع "القوّات الالكتروني" "من المؤسف أن بعد كل التصاريح والمواقف التي نسمعها يومياً من الأحزاب اللبنانية كافة والمسؤولين الرسميين عن محاربة الفساد، أن تقوم أكثرية في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة بالموافقة على اتفاق بالتراضي بين وزارة السياحة وشركة خاصة للترويج السياحي في لبنان تفوق قيمته مليوني دولار اميركي". ولفت الى أن "كان من البديهي ان ترفض أكثرية في مجلس الوزراء اي عقد بالتراضي وان تطلب تحويله الى إدارة المناقصات. فأي رسالة يوجهها لبنان الى المجتمع الدولي والدول المانحة بموافقة مجلس وزرائه على عقود بالتراضي بهذا الحجم؟".

الخطة تقرّ الاثنين: في الاثناء، تبقى العين شاخصة في اتجاه جلسة مجلس الوزراء المقررة بعد غد الاثنين في قصر بعبدا والمخصصة لدراسة خطة الكهرباء واقرارها نهائياً. وعشية الجلسة، جالت وزير الطاقة ندى البستاني في معمل الذوق الحراري، حيث اكدت "ان خطة الكهرباء ستقر في جلسة مجلس الوزراء الإثنين المقبل والأجواء إيجابية جداً والجميع يتعاطى مع الخطة بطريقة إيجابية"، لافتة إلى "ان لا مشكلة في إدارة المناقصات وهناك بعض التفاصيل رفعناها إلى مجلس الوزراء ولن نتوقف عندها، لان الجميع يدرك اهمية تخفيف عجز الكهرباء وأيضا الوضع الإقتصادي الصعب وسنذهب جميعا لإقرار الخطة، لان الكل يريد أن ينطلق البلد إلى الأمام وتخفيف عجز الكهرباء".  

وضعنا قابل للاصلاح: وعلى الخط، اعتبر عضو تكتل "لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان، "ان وضعنا قابل للاصلاح من خلال إصلاحات الموازنة و"سيدر" إذا توافرت الإرادة"، مشدداً على "ضرورة ان تعقد الحكومة جلسة في أسرع وقت للموازنة والكهرباء".

عوائق امام الحكومة: من جهته، أكد المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى اثر اجتماعه برئاسة المفتي دريان حرصه "على مؤسسات الدولة والثقة بها ودعمها وتطويرها بالوسائل الحديثة والمتطورة وتفعيل العمل بها لكي تستعيد دورها الرائد وتتجاوز الأزمات التي المّت بها"، واشار الى "ان الوضع الاقتصادي في لبنان غير مطمئن، لان التأخير في العمل بنتائج مؤتمر "سيدر" يُسبّب قلقا لدى اللبنانيين وحذراً لدى المجتمع الدولي، ويعود ذلك الى العوائق التي توضع في وجه الحكومة الموكلة إليها معالجة امور الدولة والشعب".

باسيل يجول:  في مجال آخر، جال رئيس "التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في بيروت الأولى والثانية، وزار منطقة بدارو، ثم جال والوفد المرافق في أسواق المنطقة ومطاعمها، بعدما شارك صباحا بـ"ترويقة" في الجميزة. وخلال جولته في بدارو، قال باسيل "مهما اختلفنا في السياسة لا يجب ان نختلف على المبادئ وبيروت يجب ان تجمعنا وان نحمل رسالة في هذه المنطقة".

بري الى قطر: في مجال آخر، وبعد زيارة ناجحة الى العراق، انتقل رئيس مجلس النواب نبيه بري الى قطر للمشاركة في مؤتمر الاتحادات البرلمانية الدولية الذي ينعقد في الدوحة من 5 الى 10 الجاري، على ان يعقد على الهامش لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين العرب والاجانب، وسط ترجيحات بإمكان عقد لقاء مع امير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

...والوفد البرلماني الى واشنطن: من جهة ثانية، غادر الوفد البرلماني الذي يضم رئيسي لجنتي المال والشؤون الخارجية النائبين ابراهيم كنعان وياسين جابر ومستشار الرئيس بري علي حمدان بيروت متوجهين الى واشنطن التي يصلونها غدا، في زيارة تمتد نحو اسبوع، لتمثيل لبنان في مؤتمر دولي مالي واقتصادي  ينظمه بنك وصندوق النقد الدوليان، وعقد لقاءات مع مسؤولين في الادارة الاميركية، في وزارتي الخزانة والخارجية والكونغرس، ويحمل الوفد بحسب معلومات "المركزية" ملفا بالاصلاحات التشريعية والبنيوية التي عملت عليها لجنة المال وحددت فيها اكثر من محور اصلاحي، تمت التوصية باعتمادها في مشروع موازنة العام ٢٠١٩، وما تحقق الى اليوم من التشريعات المطلوبة لتحصين النظام التشريعي اللبناني وتطويره لمكافحة الفساد، وتعزيز الثقة بلبنان وجذب الاستثمارات بقطاعات متنوعة تساهم في بناء اقتصاده وتطوير معدلات النمو.

الحرس الثوري ارهابي! اقليمياً وفي جديد مسلسل الكباش بين الولايات المتحدة وايران، نقلت "رويترز" عن ثلاثة مسؤولين أميركيين توقّعهم ان تصنّف الولايات المتحدة فرق الحرس الثوري الإيراني على أنها منظمة إرهابية. وأضاف المسؤولون "ان من المتوقع أن تعلن وزارة الخارجية الأميركية هذا القرار الاثنين المقبل.

في المقابل، هدد عضو كبير في البرلمان الإيراني، بأن إيران قد تدرج الجيش الأميركي على قائمتها للإرهاب إذا أدرجت واشنطن الحرس الثوري على قائمتها.

حظر جوّي في ليبيا: ليبياً، وفيما تواصل قوات الجيش الليبي تقدمها داخل طرابلس ضمن عملية عسكرية واسعة تحت اسم "طوفان الكرامة" اطلقتها امس الاول، اعلن الجيش الوطني الليبي، غربي البلاد منطقة عسكرية يُحظر الطيران فيها، فيما تواصل قواته عملية عسكرية واسعة تهدف إلى تحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات. وأكد آمر غرفة عمليات القوات الجوية التابعة للجيش الليبي اللواء محمد المنفور في بيان أنه سيجري استهداف أي طائرة حربية معادية، كما سيتم قصف المطار التي أقلعت منه الطائرة.