عشية وصوله الى بيروت.. بومبيو يأمل بتغيير عون وباسيل مسارهما !
الحريري يثبّت الهدنة السياسية قبيل مجلس الوزراء: التسوية زواج ماروني
خطة الكهرباء على طاولة الحكومة والقوات: لمشروع متكامل..ومصالحة درزية على النار
المركزية- حَقَن الاتصالُ الذي حصل أمس بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، الاجواء المشحونةَ بين الجانبين، بجرعة "مخدِّرة"، ستساعد في إمرار جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل وإقامةِ وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو في الربوع اللبنانية التي يصلها الجمعة، بحدّ أدنى من الهدوء والسلام. لكن تبقى معرفة "أسس" التفاهم الذي أُبرم بين الطرفين وأَسهَم في خفض التشنّج، لتبيان مدى متانة أو هشاشة الهدنة العائدة، وسط مخاوف من ان تكون مبنية على مسكّنات ومراهم سطحية مؤقتة سرعان ما تنهار مفاعيلها أمام أول ملف شائك يطرح على الطاولة الوزارية.
تبريد وتطمين: في الاثناء، استمرّ الحريري في التبريد، وهدفُه تثبيت المناخات الإيجابية المؤاتية لجلسة الخميس. فتحدث بنبرة تفاؤلية اليوم، مؤكدا ان "التسوية زواج ماروني لمصلحة البلد وكلنا متفاهمون عليها" ومطمئنا الى ان "الزكزكات السياسية ستنتهي ولن يحصل خلاف من شأنه أن يوقف العمل، لا مع التيار الوطني الحر، ولا مع حركة أمل ولا مع الحزب التقدمي الإشتراكي ولا مع القوات اللبنانية ولا مع المردة، وحتى الخلافات المعروفة والعلنية مع حزب الله، فهناك قرار من طرفنا ومن طرفه أننا لن نسمح لها بوقف عمل الحكومة. واشار، خلال لقائه وفدًا من نقابة الصحافة الى ان "لا يمكن لأحد أن يوقف عمل الحكومة وخطة الكهرباء ستجهز قريبًا والاجتماعات بشأن الموازنة متواصلة وستُقر في أسرع وقت ممكن وستحمل طابعًا اصلاحيًا"، مضيفا "هناك تركيز على إقرار القوانين المتعلقة بسيدر، وخلال الأشهر القليلة المقبلة ستقر كل إصلاحات سيدر، لأن هناك اتفاقا بين كل القوى السياسية، وخصوصا بيني وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري". الى ذلك، قال الحريري ان الحكومة تتعاون مع المبادرة الروسية والدول الكبرى هي القادرة على فرض الحل، لأنها هي من تعمل على الحل السياسي في سوريا وبانتظار ذلك، علينا تشجيع العودة، والإفادة من الدعم الدولي لتحمل أعباء النزوح. إن مشكلة النازحين هي مشكلة لكل اللبنانيين وليس لطرف دون الآخر، والكلام بصراحة لا يفيد فنحن نريد نتائج عملية. أما الكلام عن التطبيع مع النظام، فإن لبنان يعتمد سياسة النأي بالنفس، ويلتزم بموقف الجامعة العربية وقراراتها من النظام السوري وسأل: أين هي مصلحة لبنان بوضعه "في بوز المدفع" في مواجهة الجامعة العربية والمجتمع الدولي"؟
العين على التعيينات: وسط هذه الاجواء "التصالحية" اذا، يستعد مجلس الوزراء لجلسة على جدول أعمالها 54 بندا، أبرزها سلّة تعيينات في المجلس العسكري، حيث أكد وزير الدفاع الياس بو صعب ان "لم تطرح فيتوات على الاسماء المقترحة". وأوضح في حديث تلفزيوني أن "التمهّل في اقرار البند كان للإجابة على استفسارات من اكثر من جهة متعلقة بثلاثة من الأسماء"، مشيرا الى ان "بعد الحصول على الإجابات أبقي على البند كما هو". واذا كان التفاهم الأزرق – البرتقالي، سيساعد في إنجاز هذه التعيينات، فإن الانظار تتجه لمعرفة ما اذا كان سيسمح ايضا بإمرار تعيينات أخرى في رئاسة "مجلس الانماء والاعمار" على سبيل المثال لا الحصر، وفي مواقع مسيحية، وسط استعداد الاطراف الحكومية "المسيحية" للتصدي لاي توزيعات غير عادلة.
..وعلى خطة الكهرباء: وفي وقت استقبل الرئيس الحريري اليوم وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني وبحث معها شؤونا تتعلق بملف الكهرباء واوضاع الوزارة، فإن العين ايضا ستتجه الى "خطة الكهرباء" التي أفيد اليوم انها ستدرج على جدول أعمال جلسة الخميس وسيتم توزيعها كملحق على الوزراء. فهل تأمّن توافق حولها، أقله بين التيار الوطني والمستقبل؟ وفي السياق، أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب زياد الحواط لـ"المركزية" "اننا لن نقبل بخطة بديلة بل نريد خطة اساسية"، جازما "بان استئجار بواخر لتوليد الطاقة من دون مشروع كامل لانتاج الطاقة الكهربائية لن نقبل به. كفى هدراً للمال العام". وقال "حلّها" وزارة الطاقة تضع خطة للكهرباء. نريد خطة متكاملة تلحظ انشاء معامل لانتاج الطاقة، اما خطة للانتاج على المدى القصير فهي قابلة للبحث والنقاش".
بومبيو يأمل: من جهة أخرى، وعشية وصول بومبيو الى بيروت، استقبل الرئيس الحريري السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد وعرض معها آخر التطورات والعلاقات الثنائية بين البلدين. وفي وقت سيتنقل الدبلوماسي الاميركي الجمعة بين بعبدا وعين التينة والسراي وقصر بسترس ويحل ضيفا الى مائدة النائب ميشال معوض مساء، فإنه سئل اليوم "كيف سيلتقي الرئيس عون والوزير باسيل وهما سهّلا وصول حزب الله إلى السلطة"؟ فأجاب "في عملي نتحدث مع الكثير من الناس الذين نأمل أن يغيّروا مسارهم". ووفق مصادر مطّلعة، سيدعو بومبيو بيروت الى الانخراط في عملية تطويق نفوذ ايران في المنطقة وفي لبنان، عبر تحويل حزب الله حزبا سياسيا أعزل، والى اطلاق ورشة اصلاحات اقتصادية حقيقية..
دعم بريطاني: وليست بريطانيا بعيدة من هذا التوجّه. فبعد اجتماعه برئيس حزب الكتائب سامي الجميل في الصيفي، قال السفير البريطاني كريس رامبلينع "تباحثنا في الشؤون الاقتصادية لبلدينا لا سيما في ما يتعلق بضرورة القيام بالإصلاحات الملحة بالنسبة الى لبنان. وناقشنا القرار المهم الذي اخذته المملكة أخيرا والمتعلق بحزب الله. وأكدنا التزامات المملكة تجاه الدولة اللبنانية والشعب اللبناني وهي ستستمر وتترسخ".
عدوان والجمارك: اما على صعيد انخراط البرلمان في عملية محاربة الفساد، فعقدت لجنة الإدارة والعدل اليوم جلسة برئاسة النائب جورج عدوان الذي قال بعد الاجتماع "بحثنا في جلسة اليوم موضوع الجمارك وما اثير في الإعلام حول هذا الموضوع، وندعو كل السلطات الى التحرك وضمنها النيابة العامة والتفتيش المركزي، لمعرفة أين تذهب الأموال والمخالفات على أي مستوى تحصل لمعالجتها بشكل جذري". واذ لفت الى ان "اللجنة قررت ان تضع يدها على ملف الجمارك وستتواصل مع وزير المال علي حسن خليل"، اعلن ان "ستكون لنا جلسة في هذا الموضوع قد تكون الأسبوع المقبل".
مصالحة درزية؟: من جهة ثانية، يبدو ان اتصالات تدور خلف الكواليس برعاية رئاسية، لرأب الصدع الدرزي – الدرزي. حيث اكد مدير الإعلام في "الحزب الديمقراطي" جاد حيدر لـ"المركزية" "ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يقوم بمساعٍ حثيثة وجدية لحلّ الأزمة الدرزية – الدرزية، وقد أخذ على عاتقه حلّ هذا الموضوع، والمصالحة ستكون برعايته وحضوره، تماماً كما التزم رئيس الحزب طلال ارسلان مع الرئيس عون في موضوع تشكيل الحكومة"، ولفت إلى "أن شيئاً يتحضّر منذ فترة، إنما لا موعد محدداً للقاء بعد".
الكويت: اقليميا، أفادت صحيفة "القبس" الكويتية عن إعتقال الأمن الكويتي رجل الأعمال السوري المقيم في الكويت مازن الترزي و4 من معاونيه. وأشارت الصحيفة إلى أن سلطات الأمن اعتقلت الترزي على خلفية اتهامه "بتبييض أموال لجهات خارجية، وطباعة منشورات من دون تراخيص". ولفتت الى ان "تم اعتقال سكرتيرة مازن الترزي ومعاونين لبنانيين له، بتهمة الانتماء لـ"حزب الله" والتخابر معه".
بومبيو في المنطقة: في غضون ذلك، يبدأ وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، اليوم، جولة شرق أوسطية، تشمل الكويت وتل ابيب ولبنان، تستمر حتى 23 آذار الجاري. وأوضحت الخارجية أن بومبيو سيتناول مع مسؤولي البلدان الثلاثة مواجهة أنشطة إيران المخلة بأمن المنطقة".