البيان الوزاري الى الحكومة غدا و"الثقة الكبـيرة" الاسـبوع المقبــل
الاصلاحات بين خليل والبنك الدولي.. وجنبلاط لمواقع الممانعة: ارتاحوا
روحاني التقى المعلم: الاستقرار والامن في سوريا هدف ايران الاقليمي
المركزية- يشق البيان الوزاري طريقه نحو مجلس الوزراء بسرعة قياسية لم يألفها مسار اقرار بيانات الحكومات المٌشَكلة في لبنان منذ عقود. فوهج الحاجة المشتركة والكبيرة، لفرملة انهيار الدولة وضخ جرعة اوكسيجين في عروقها الاقتصادية، جعل الوقائع تفرض نفسها على صيغة البيان من زاوية وجوب اقراره بأسرع الممكن بحل التباينات على قاعدة "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم".
الى الحكومة غدا: فلجنة صياغة البيان الوزاري التي اجتمعت في الثانية بعد الظهر تنهي اليوم مهمتها لتحيل ورقتها الى مجلس الوزراء الذي يلتئم غدا لدرسها، تمهيدا لاحالتها الى مجلس النواب الذي يبدأ الثلثاء المقبل مبدئيا جلسات مكثفة لمناقشة البيان وإعطاء الحكومة "الثقة" المتوقّعة بغالبية كبيرة.
جلسة اخيرة: فقد رأس رئيس الحكومة سعد الحريري اجتماعا ثالثا واخيرا، للجنة خصص لقراءة نهائية قبل احالته الى مجلس الوزراء للمصادقة عليه غدا. وقد أبقي القديم على قدمه في المواضيع الاساسية كملف المقاومة في حين أضيفت فقرات جديدة منها المبادرة الروسية لاعادة النازحين.
مشروع البيان: وافيد ان مشروع البيان يؤكد ان لبنان ملتزم بسياسة مالية ونقدية متناغمة تعزز الثقة بالاقتصاد الوطني وتخفض نسبة الدين العام للناتج الإجمالي عن طريق زيادة حجم الاقتصاد وخفض عجز الخزينة، وان "المطلوب من الحكومة قرارات وتشريعات وإصلاحات جريئة ومحددة قد تكون صعبة ومؤلمة". وفي البيان ايضا ان "بدءا من موازنة 2019 لبنان ملتزم بإجراء تصحيح مالي بمعدل 1% سنويا على مدى 5 سنوات من خلال زيادة الايرادات وتقليص الإنفاق بدءا من خفض العجز السنوي لكهرباء لبنان وصولا لإلغائه كليا". ويلفت البيان الى ان الحكومة اللبنانية تلتزم العمل "في سياسة الاستقرار في سعر صرف العملة الوطنية باعتبارها أولوية للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي". وسيتضمن البيان "بندا حول تفعيل الجباية ومكافحة الهدر والتهرب الجمركي والضريبي". ويلحظ المشروع "تلزيم تراخيص بلوكات الدورة الثانية من التنقيب عن النفط في البحر قبل نهاية 2019". واشارت المعلومات الى ان "البيان الوزاري سيتضمن اعادة هيكلة القطاع العام من خلال دراسة شاملة للعاملين فيه تُبين أعدادهم وانتاجياتهم والشواغر والفوائض وتحدد على أساسها الحاجات الوظيفية للإدارات والمؤسسات والمجالس والأسلاك كافة".
بري مرتاح: في الاثناء، اعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقاء الأربعاء النيابي عن إرتياحه لتشكيل الحكومة. وقال ان امامها تحديات وإستحقاقات كثيرة نأمل في ان تباشر بالعمل لمواجهتها لتعويض الوقت الذي اهدرناه. وجدد التأكيد على ما كان التزم به وهو ان المجلس النيابي سيواكب عمل الحكومة بورشة عمل وعقد جلسات رقابية وتشريعية شهرية. واشار الى انه اذا ما أقر مجلس الوزراء غداً البيان الوزاري فإنه يعتزم الدعوة الى جلسة الثقة صباحاً ومساءً يومي الثلثاء والاربعاء المقبلين وبعد ظهر الجمعة اذا اقتضى الأمر.
..ويحذّر نفطيا: من ناحية اخرى، لفت بري الى أمر خطير يتعلق بما اقدمت وتقدم عليه اسرائيل من تلزيم وإستغلال مساحة محاذية للحدود البحرية الجنوبية للبنان، مشيراً الى ان هذا الامر يشكل تعدياً على السيادة اللبنانية ويستهدف مخزوننا وثروتنا النفطية ومياهنا. وقال: هذه المسألة لا يمكن السكوت عنها وسأثير هذا الموضوع غداً مع رئيس الحكومة الإيطالية الذي يزور لبنان ومع المسؤولين وجهات دولة معنية. واوضح ان لبنان لزم البلوك التاسع لثلاث شركات ايطالية وفرنسية وروسية وهذا الإعتداء الإسرائيلي يأتي على رغم ان هذه الشركات ابتعدت 25 كيلومتراً داخل الحدود اللبنانية الجنوبية البحرية.
الازمات وراءنا: وبالعودة الى التأليف وتداعياته الايجابية، طمأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين، أن المعطيات تبشر بمرحلة صعود في لبنان "لان الازمات باتت وراءنا، والوضع المالي يتحسن ومن المتوقع ان تبدأ الفوائد بالانخفاض قريبا". واشار خلال استقباله وفد تجمع رجال وسيدات الاعمال اللبنانيين في العالم برئاسة فؤاد زمكحل، "الى أن الصعوبات التي واجهتنا كانت كبيرة ضمن وطن مشاكله من داخله. لم تكن مشاكلنا من الخارج، لا بل ان مواقف لبنان السياسية والمنفتحة في الخارج، جلبت لنا كل التقدير والمساعدات التي نحتاج اليها، ولكننا اضعنا وقتاً طويلاً لتشكيل الحكومة، وخسرنا سنة في تحضير قانون الانتخابات. كل ذلك شكل ضغطاً على الوضع الاقتصادي، وما زاد الطين بلة، الجو السلبي الذي تم الترويج له و"التبشير" بالانهيار المالي والاقتصادي. وعلى رغم كل التطمينات والتوجيهات التي كنا نقدمها في خلال المرحلة الماضية لتخطي الأزمة، ظل هناك اصرار على "التبشير" بالانهيار". وطمأن رئيس الجمهورية الى أن "كل الجهود اليوم منصبة على الوضعين الاقتصادي والمالي، اضافة الى محاربة الفساد وملف النازحين السوريين".
خليل والبنك الدولي: وفي شأن غير بعيد، أكّد وزير المال علي حسن خليل خلال استقباله المدير الإقليمي للبنك الدولي ساروج كومار جاه استعداد الوزارة لنقاش موازنة 2019 والتي يتم مراجعة أرقامها وبعض التفاصيل وفق تطورات المرحلة الماضية. وأعرب خليل عن ارتياحه إلى النقاش الجاري في لجنة البيان حول الجوانب الاقتصادية والمالية. واعتبر أن المهم التزام الأطراف عند الدخول في أرقام وإجراءات الموازنة ليتسنى السير في مسار إصلاحي حقيقي. وعرض خليل مع المدير الإقليمي للبنك الدولي للمشاريع المشتركة بين لبنان والبنك لا سيما ما يتعلق بالحوكمة وإدارة العقارات ومشروع استحداث وظائف ومشروع الخدمات الصحية. وتطرق الجانبان إلى الإصلاحات المطلوبة التي يتضمنها البيان الوزاري والتي تتماشى مع مقررات مؤتمر "سيدر" وإعطاء الأولوية لإصلاح قطاع الكهرباء وخفض العجز في الموازنة ورفع نسبة الإيرادات.
الحسن والمشنوق: في غضون ذلك، وفي حين تتواصل عمليات التسليم والتسلم بين الوزراء السلف والخلف، سلّم الوزير نهاد المشنوق الوزيرة ريا الحسن مهام وزارة الداخلية، فأبدى خشية من "ان من يراهنون ويسايرون العقل للنظام السوري، ان هؤلاء يدفعون البلاد الى مزيد من الاشتباك السياسي بدلاً من ان تكون الحكومة الحالية بوابة امل جديدة للبنانيين. واخشى ان تكون العواصف التي تهب على الشرق الاوسط مجرد مقدمات لعاصفة اكبر تقتلع معها الكثير من قواعد السلامة الدستورية والسلام الوطني". واشار الى "ان البعض يقول لي ان ثقة الرئيس الحريري بي أصبحت "ماضيا مضى"، لكنني لن أصدق ذلك".
المستقبل-الاشتراكي: وفي وقت حافظت جبهة الاشتراكي- المستقبل على هدوئها اليوم، غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر تويتر كاتبا "اذا كان من نصيحة ابديها فأنه من المفيد ان يكون البند الاول في البيان الوزاري هو الاصلاح كما ورد في توصيات سيدر. اما تحاليل بعض مواقع الممانعة فأطمئنوا كل شيء على ما يرام وارتاحوا على تعبكم". واليوم زار الوزير اكرم شهيب ووائل ابو فاعور العائد من السعودية قصر بعبدا حيث اجتمعا مع الرئيس عون، واعلنا على الأثر ان الحزب الاشتراكي شريك في التسوية الوزارية مع الرئيس عون.
محاسبة شاملة: وسط هذه الاجواء، اكدت مصادر اشتراكية لـ"المركزية" ان السجال مع المستقبل انتهى على رغم ان مقاربتنا للملفات الخلافية ما زالت على حالها، واذا كانوا يتمسكون بمكافحة الفساد نؤكد لهم اننا لم ولن نغطي يوما فاسدا ومستعدون لرفع الغطاء عن اي مرتكب، لكننا في الوقت نفسه لا نقبل باعتماد السياسة الاستنسابية والانتقائية في اطار محاسبة مجتزأة لا تطبق الا على من يرتأون.
روحاني – المعلم: من جهة ثانية، وفيما يطل امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في السادسة والنصف مساء لمناسبة ذكرى انتصار الثورة الاسلامية، نقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن الرئيس حسن روحاني قوله خلال اجتماع مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن الاستقرار والأمن التام في سوريا هدف إقليمي مهم لإيران. وأضاف "أحد الأهداف المهمة للسياسة الإقليمية والخارجية للجمهورية الإسلامية هو الاستقرار والأمن التام في سوريا... وتهيئة الظروف الطبيعية في سوريا وعودة أهل هذا البلد إلى حياتهم الطبيعية".