الحكومة "على لياليها" وحل عقدة "التشاوري" على الطريقة الدرزيـــــة
"البيئة" للتيار وبحث عن "بديلة" لبري..وسلامة: الاقتصاد بخير رغم التحديات
عون لبيلنغسلي: نشارك بفاعلية في مكافحة الارهاب وغسيــــل الاموال
المركزية- بلغت أحدث موجات التفاؤل بامكان وضع حد للأزمة الحكومية الطويلة ذروتها في الأوساط السياسية المعنية بالمشاورات الجارية، مع حديثها عن احتمال اكتمال تشكيلة الحكومة الجديدة في غضون 24 ساعة، على امل أن يقترن هذا التفاؤل "بمصادقة" رسمية من المرجعين الأساسيين المعنيين بالتأليف، رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري الذي يزور عين التينة اليوم قبل ان يتوجه الى قصر بعبدا غدا بحسب التوقعات، فيقفل كانون الثاني على حكومة طال انتظارها.
"وسيط" اللقاء والتكتل: وأظهرت المعطيات التي توافرت عن المحاولة الجديدة لإحداث اختراق سياسي، أنه أمكن أخيراً تجاوز "مبدئي" للعقدة الأساسية التي تعترض التأليف، أقله على الصعيد الداخلي، وهي عقدة تمثيل "اللقاء التشاوري" الذي افادت المعلومات ان اجتماعه امس شهد سجالا حادا بين بعض اعضائه على تموضع الوزير الذي يمثله الا ان مصادره اكدت لـ"المركزية" اليوم "ان الاجواء الحكومية ايجابية والامور ستُحسم خلال الـ48 ساعة المقبلة"، ولفتت الى "ان بورصة الاسماء انحصرت بثلاثة حسن مراد، عثمان مجذوب وطه ناجي بعد ان كانت 9 من بينها اعضاء اللقاء الستة". واوضحت "ان "التخريجة" لمطلب اللقاء تقوم على اساس ان يصوّت وزيره في الحكومة بناءً على توجّهاته لكن في الوقت نفسه يحضر اجتماعات تكتل "لبنان القوي" باعتبار انه من حصة رئيس الجمهورية، تماماً كتجربة الوزير طلال ارسلان مع تكتل "التغيير والاصلاح"، اذ كان يُمثّل الحزب الديموقراطي اللبناني" وفي الوقت نفسه يحضر اجتماعات التكتل، وهذا يخوّله ان يلعب دور الوسيط بين التكتل واللقاء التشاوري مع اولوية الالتزام بتوجّهات "التشاوري"، واسفت "لاننا فوّتنا على البلد فرصة تشكيل الحكومة منذ ثمانية اشهر ما دامت المواقف نفسها من البداية". من جهته اوضح عضو اللقاء النائب عبد الرحيم لـ"المركزية"، "ان من يختاره رئيس الجمهورية سيُمثّل "اللقاء التشاوري" حصراً ويحضر اجتماعاته، ويصوّت داخل مجلس الوزراء بناءً على ما يقرره اللقاء، لكن في الوقت نفسه يُمكنه ان يُشارك من وقت لاخر باجتماعات تكتل "لبنان القوي"، لافتاً الى "اننا احرار في تموضعنا السياسي داخل الحكومة، لكن هذا لا يعني اننا لن نُنسّق مع رئيس الجمهورية قبل طرح اي قضية على طاولة مجلس الوزراء".وتوقّع مراد "ان يتصاعد الدخان الابيض وتصدر مراسيم الحكومة في الساعات الثماني والاربعين المقبلة".
الحريري الى الحسم: وفي وقت لم تسجل الساحة السياسية اليوم اي اتصالات "علنية" على خط التأليف، قالت مصادر الحريري اليوم "انه سيحسم قراره الحكومي هذا الاسبوع. واشارت مصادر مطلعة على مسار التأليف الى "أن الجو إيجابي والرئيس عون يتابع الاتصالات وهو سيختار اسم ممثل اللقاء التشاوري" متحدثة عن ان "البيئة" حسمت لـ"التيار" والبحث جارٍ عن حقيبة بديلة للرئيس برّي، في حين لفتت مصادر عين التينة الى ان "برّي أبلغ الحريري أنه لن يقبل بحقيبة الإعلام وترك الخيار للحريري باختيار حقيبة أخرى وأكّد أن هذا الأمر لن يكون عقبة أمام تشكيل الحكومة". وفيما أفيد ان الرئيس نبيه بري قد يحصل على وزارة السياحة وحزب الطاشناق على وزارة الاعلام، قالت مصادر الطاشناق، لم نسمع بهذا الطرح الا في الاعلام. من جهتها، اكدت مصادر "الحزب التقدمي الاشتراكي" ان "الرئيس الحريري لم يطرح على جنبلاط موضوع تبديل الصناعة بالاعلام او حتى تبديل الحقائب". وتابعت: "موقفنا ثابت على التمسك بالتربية والصناعة".
لقاء الاربعاء: في الاثناء، نقل النواب عن الرئيس بري في لقاء الاربعاء النيابي، ان "الإتصالات الجارية في شأن تشكيل الحكومة تتركز على نقطتين: الاولى كيفية تمثيل اللقاء التشاوري وليس على مبدأ التمثيل الذي كان تم الإتفاق عليه. اما النقطة الثانية فتتعلق بلمسات على بعض الحقائب". أضاف انه "حصلت ليل أمس اتصالات وبشائر خير لكن تبقى نقطة صغيرة تتعلق بأن ممثل اللقاء التشاوري الذي هو حصة رئيس الجمهورية يمثل اللقاء، وهناك اشكالية حول ما اذا كان يحضر اجتماع كتلة لبنان القوي او اللقاء التشاوري". ونقل النواب ايضا، ان الرئيس بري "قام في اليومين الماضيين بكل ما يلزم في سبيل تسهيل تأليف الحكومة كما فعل في مرات سابقة". وقد وضع النواب في اجواء إجتماع هيئة مكتب المجلس ، مشيرا الى ان "هناك 9 بنود على جدول اعمال الجلسة العامة التي سيحدد موعدها لاحقا".
هيئة المكتب: وكان بري رأس اجتماع هيئة مكتب المجلس للبحث في عقد جلسة عامة للمجلس والمواضيع التي ستطرح على جدول الأعمال، من بين المشاريع والاقتراحات المحالة للهيئة العامة وعددها 21 بالاضافة إلى 13 اقتراح قانون معجلا. وبعد الاجتماع، أكد نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي أن "تمت مناقشة جدول أعمال جلسة نيابية محتملة، وتم خلق شبكة أمان كبدائل في حال لم تتشكل الحكومة". وأضاف: "تهيئ المكتب لاتخاذ كل القرارات اللازمة في حال تشكلت الحكومة أو لا". وفي الشأن الحكومي قال الفرزلي: "تمّ الأخذ بعين الإعتبار كلّ الإحتمالات وما تقتضيه المصلحة العامّة وسيتمّ التصرّف على أساسه من قبل الرئيس برّي والأمور إلى خواتيمها"، مشيرا الى ان "الرئيس بري دائماً متفائل وكما يقول دائماً: لا تقول فول تيصير بالمكيول".
بيلينغسلي: على صعيد آخر، بدأ مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي زيارة رسمية الى لبنان اليوم يلتقي خلالها المسؤولين السياسيين والماليين الكبار في البلاد. وفي السياق، أبلغه رئيس الجمهورية، ان "لبنان يشارك بفعالية في الجهود الدولية لمكافحة تمويل الارهاب وغسيل الاموال، وان القوانين اللبنانية تعاقب مرتكبي اي نشاطات مماثلة جزائيا وماليا، ويتم تطبيق هذه القوانين بحزم ودقة وذلك بشهادة المؤسسات المالية الدولية". واشار الى ان لبنان "أنشأ لجنة التنسيق الوطنية لمكافحة تمويل الارهاب، اضافة الى لجنة مماثلة لمكافحة تبييض الاموال"، لافتا الى ان "لبنان يقوم ايضا بالإجراءات التشريعية المطلوبة لمواكبة القوانين الدولية المتعلقة بمكافحة الارهاب، لا سيما بعد الانجاز الذي حققه الجيش اللبناني بالقضاء على التنظيمات الارهابية في الجرود الشرقية". وكان المسؤول الاميركي اعرب عن سعادته للقاء الرئيس عون في اطار الزيارة التي يقوم بها الى بيروت، وأكد "حرص الولايات المتحدة على التعاون مع المؤسسات المالية والمصرفية للدولة اللبنانية والمصارف، لمكافحة تمويل الارهاب وتبييض الاموال"، متمنيا ان "تتمكن الحكومة اللبنانية بعد تشكيلها من مواجهة التحديات المالية والاقتصادية الراهنة في لبنان".
سلامة: وفي وقت يفترض أن يلتقي الزائر الاميركي حاكم مصرف لبنان بعيد عودة الاخير من بروكسيل، اجتمع الحاكم رياض سلامة على انفراد في بلجيكا، مع حاكم البنك المركزي البلجيكي بيار وونش وطمأنه إلى سلامة الوضعين الاقتصادي والمالي في لبنان. وليس بعيدا، اعلن سلامة "انني اجتمعت بمفوّض الاتحاد الأوروبي للشؤون الاقتصادية والمالية والضريبية والجمركية بيار موسكوفيتشي الذي أكّد على دعم الاتحاد الأوروبي والتزامه تأمين التمويل المخصص للبنان في سياق مؤتمر "سيدر". إنما لبنان يواجه تحديات أخرى، بعضها داخلي ناجم عن مشكلات سياسية تحول دون تشكيل الحكومة التي نحن في أمسّ الحاجة إليها لتطبيق الإصلاحات الاقتصادية. وكان من المفترض أن تبصر الحكومة النور بسرعة بعد الانتخابات البرلمانية في أيار. لكن أشهراً عديدة مرّت من دون أن تتشكّل هذه الحكومة، ما أثار الشكوك حول مستقبل لبنان وعرّض الاستقرار الاقتصادي اللبناني لحملات عدائية، فتمّ استغلال هذا الواقع سياسياً لممارسة ضغوطات على بلدنا. صحيح أنّ لبنان يواجه تحديات داخلية، لكنني أؤكد لكم أن اقتصاده بخير".
روحاني يقر: اقليميا، رد الرئيس الإيراني حسن روحاني على منتقديه مدافعا عن الانجازات السياسية للاتفاق النووي التاريخي عام 2015، وواصفا الولايات المتحدة بأنها "ناكثة العهود". واقر في المقابل، بأن بلاده تواجه أصعب وضع اقتصادي منذ 40 عاما، مشيرا الى "أن الحكومة ليست هي المسؤولة عن ذلك بل الولايات المتحدة". وأضاف: "اليوم مشكلاتنا سببها الأساسي هو الضغط من أميركا وأتباعها. ولا يتعين إلقاء اللوم على الحكومة التي تقوم بواجبها أو على النظام الإسلامي"، وفقا لوكالة "رويترز".