تحت ضغط الاقليم والاقتصاد..اتصالات التأليـــــف تنتعش وبحثٌ عن "عدرا" جديد؟!
الحريري في عين التينة رافضا الـ32 وبري متحدثا عن أسبوع حاسم: لوقف الشخصانية
جنبلاط حزين لما بقي من "العهد"..احتياجات الخزينة مؤمّنة.. وقتلـى ايرانيون في دمشق
المركزية- اذا كانت بعض الاوساط السياسية "سكرت" بما حققته القمة الاقتصادية التنموية التي عقدت في بيروت، شكلا ومضمونا، فإن أجراس الإنذار الكثيرة التي ارتفعت صفاراتها مجددا في الساعات الماضية، أتت لتخرج هؤلاء من "السكرة" التي هُم فيها، الى "فَكرة" الحاجة الملحّة الى تشكيل حكومة في أسرع وقت، نظرا الى الواقع الاقتصادي الآخذ بالتردي من جهة والتي أشارت اليه وكالة موديز مجددا أمس، ونظرا ايضا الى الاجواء الساخنة التي تلفح المنطقة، والتي تستوجب تحصين الساحة اللبنانية وتدعيمها بحكومة، وليس اي حكومة، بل واحدة لا تكرّس جنوح لبنان نحو محور من المحاور المتنازعة في الاقليم.
الحريري في عين التينة: وسط هذه الاجواء الضاغطة، تحرّكت المياه مجددا في قنوات تأليف الحكومة. فغداة زيارة وزير الخارجية جبران باسيل (الذي انتقل الى سويسرا للمشاركة في منتدى دافوس) بيت الوسط حيث عرض مع الرئيس المكلف سعد الحريري جملة أفكار للخروج من التخبّط الحاصل، انتقل الاخير اليوم الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. وبحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، يأتي اللقاء - الذي لم يدم طويلا وغادر اثره الحريري من دون الادلاء بتصريح- لتثبيت التهدئة مجددا بين الرجلين في اعقاب الاخذ والرد بينهما في الايام الماضية، على خلفية مشاركة الوفد الليبي في القمة. كما انه خصّص ايضا لجوجلة الخيارات الممكن اللجوء اليها لكسر المراوحة الحكومية.
إنضاج حل: وفي السياق، تحدثت مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" عن حل يتم العمل على انضاجه لا يشمل توسيع الحكومة، ولا يعطي الثلث المعطل لاي فريق، ويقضي بالاتفاق على شخصية لتمثيل "اللقاء التشاوري" لا تستفز احدا، تشبه الى حد كبير اسم "جواد عدرا".
خلال اسبوع؟: في الاثناء، كشف الرئيس بري ان "صيغة الـ32 وزيرا غير مطروحة عند الحريري". وقال إن "الجو ناشط والحريري بصدد تكثيف المساعي وأنه يأمل خلال أسبوع لا بل أقل، ان ترى الحكومة العتيدة النور"، معلنا ان "علاقتي برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممتازة". وقال معلقا على الدعوات لسحب التكليف من الرئيس الحريري "اعرف ما هي واجباتي وما هي مكونات البلد وما هي مصلحة البلد وما يحتاجه واكثر ما يحتاجه البلد هو حكومة، خاصة وأن الاعتداءات الاسرائيلية على اشدها، وأي تطور في وضعنا الحالي، يشكل خطرا على مصير البلد". واضاف "لا مشكلة على الاطلاق بين التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة مع الحريري وهو سيسعى اذا اقتضى الامر، الى القيام بجولة جديدة". ولفت بري في الموازاة، الى ان "آن الاوان ان ترتفع الناس عن وسوساتها الداخلية ونزاعاتها الشخصية"، مضيفا " واذا لم يحصل امر قاطع حكوميا هذا الاسبوع، سأطلب انعقاد مجلس الوزراء لاقرار مشروع الموازنة وقد نذهب ايضاً الى جلسات تشريعية".
تفاؤل حذر: واذ تتوقع ان يستكمل الحريري اتصالاته في الساعات المقبلة، في الضوء وخلف الكواليس، تقول المصادر ان لقاءه بباسيل لم يخرج بأي جديد والامور "مكانك راوح". في المقابل، تحدثت مصادر تكتل لبنان القوي اليوم لـ"المركزية" بتفاؤل حذر عن "احتمالات انفراجات حكومية في الأيام العشرة المقبلة". وكشفت أن "لا شيء بعيدا عن الطروحات التي قدمها رئيس التيار في مراحل سابقة"، لكنها لفتت في الوقت عينه إلى "أرجحية أن يحمل اليومان المقبلان إشارة إلى مسار المرحلة الجديدة من المفاوضات، علما أن فكرتين أو ثلاثا رفضت الافصاح عن طبيعتها لعدم حرقها، تتقدمان سواهما من الحلول، من دون أن يعني ذلك أن المفاوضات قد تجاوزت فعلا كل العقبات"، على حد تعبيرها.
خفض التصنيف: على صعيد آخر، لم تكتمل "فرحة" لبنان باعلان قطر أمس نيتّها بشراء سندات الخزينة اللبنانية بقيمة 500 مليون دولار، في خطوة ستشكل جرعة دعم للواقعين المالي والاقتصادي المحلي، اذ اتى تخفيض وكالة "موديز" التصنيف الائتماني للبنان إلىCAA1، مع تعديلها النظرة المستقبلية للبنان من سلبية إلى مستقرة، ليذكّر مجددا بهشاشة الوضع. وتعليقا، أكد وزير المال علي حسن خليل ان "تقرير "موديز" يستكمل ما قالته الشهر الماضي، بحيث تتأكد الحاجة إلى الإسراع في تشكيل حكومة لإطلاق عملية الإصلاح المالي وصولاً إلى تخفيف نسبة العجز والبدء بالمشاريع المقرّرة في مؤتمر "سيدر" وإنجاز سريع للموازنة العامة من ضمن هذه التوجّهات حتى لا نخسر مزيداً من الفرص. وتابع عبر "تويتر": من جهة أخرى ورغم التقرير، فإن الوضع المالي والنقدي يحافظ على استقراره واحتياجات الخزينة مؤمَّنة وقادرة على الإيفاء بكل الالتزامات لا سيما الديون. واكتتاب قطر في سندات الخزينة يعزّز الثقة بالإصدارات التي يقوم بها لبنان وهو موضع تقدير ونأمل أن يكون مقدمة لانخراط دول ومؤسسات أكثر في دعم لبنان".
فوتيل يجول: وفيما الامور تتسارع في المنطقة منذرة بمواجهة سياسية – اقتصادية – عسكرية ستخاض ضد ايران، وفي وقت استأنف الجيش الاسرائيلي الأعمال على الحدود الواقعة بين شمال فلسطين المحتلة وجنوب لبنان مقابل عدة بلدات في قضاء مرجعيون، استقبل الرئيس ميشال عون، قائد القيادة الوسطى الاميركية الجنرال جوزف فوتيل في حضور السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد، في زيارة وداعية لمناسبة قرب احالته الى التقاعد. ونوّه رئيس الجمهورية بالدور الذي لعبه الجنرال فوتيل في تعزيز التعاون العسكري بين الجيشين اللبناني والاميركي والذي ساهم في تمكين الجيش اللبناني من دحر الارهاب في الجرود الشرقية. وجدد الرئيس عون تمسك لبنان بتطبيق القرار 1701، والمحافظة على الاستقرار على الحدود على رغم الخروقات الاسرائيلية المستمرة. وشكر الجنرال فوتيل (الذي زار ايضا عين التينة) الرئيسَ عون على الدعم الذي لقيه منه خلال عمله، منوهاً بالمستوى المتقدم الذي وصل اليه الجيش اللبناني لا سيما بعد تعزيز قدراته، مؤكدا الحرص على استمرار هذا التعاون ليتمكن الجيش من اداء دوره بفعالية ونجاح.
معركة مكافحة الفساد: في المواقف، اكد الرئيس عون "اننا بدأنا اليوم معركة مكافحة الفساد، وكنت بانتظار حكومة ما بعد الانتخابات النيابية لخوض هذه المعركة بفاعلية اكبر، ولكن هذا لا يمنع من البدء بها في ظل حجم الفساد الهائل الذي نشهده". وقال "امامنا صعوبات كثيرة علينا تذليلها، وسوف اسمّي الامور باسمائها لانه من غير المقبول البقاء على هذا النحو، فهناك شعب يعتمد علينا وهو الذي يتعذب." وشدد الرئيس عون خلال استقباله في بعبدا، وفداً من وزارة الطاقة والمياه برئاسة الوزير سيزار ابي خليل، على انه من المؤمنين ان الله يساعد الانسان الذي يساعد نفسه، و"يجب علينا اصلاح الخلل البنيوي في كل الامور لاننا نؤذي انفسنا بهذه الممارسات".
جنبلاط حزين: من جهته، غرّد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عبر "تويتر" قائلاً: "ان بيان رئاسة الجمهورية حول دعوة شيخ آخر الى جانب الممثل الشرعي للطائفة الشيخ نعيم حسن لحضور القمة العربية غير مقنع لا بالشكل ولا بالمضمون. لكنه يبدو جزءاً من تسديد فواتير مسبقة وتبييض الوجه امام النظام السوري وحلفائه. لكن لن استرسل اكثر من ذلك وأحزن على ما تبقى من هذا العهد القوي".
غارات اسرائيل: اقليميا، ارتفع عدد قتلى القصف الاسرائيلي الذي استهدف فجر الاثنين مواقع عسكرية إيرانية وسورية قرب دمشق وجنوبها إلى 21 قتيلا، معظمهم من "الإيرانيين"، بحسب محصلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم. وأوضح المرصد أن الضربات الاسرائيلية استهدفت مخازن للصواريخ وللذخائر تابعة للقوات الايرانية وحلفائها بالقرب من دمشق، بالاضافة إلى مراكز الدفاع الجوي السوري على مشارف العاصمة وفي الجنوب.