"قمة الغياب العربي" يخرقها امير قطر ومفاجأت في اللحظة الاخيرة!
عون مستاء والحريري يلغي زيارته لدافوس ويطلق اتصالات المعالجة
تقرير اممي: ايران تزود الحوثيين بالوقود لتمويل حربهم ضد الحكومة
المركزية- "ما قبل القمة لن يكون كما بعدها". عبارة قالها احد الديبلوماسيين لـ"المركزية" اثر جولة لقاءات شملت كبار المسؤولين الرسميين في الدولة. فما تخلل القمة وتحضيراتها من اشكالات وما شهدت من ملابسات سخّنت العلاقات بين الرؤساء والقوى السياسية الى درجة الغليان واظهرت لبنان على انه دولة "مارقة"، لا هيبة فيه ولا سلطة، لا يمكن ان تمر مرور الكرام وتعود الامور الى سابق عهدها. فلا الرئيس ميشال عون المستاء بشدة مما جرى بحسب ما ينقل عنه زواره، سيكون قادرا على الاستمرار وكأن شيئا لم يكن، بعدما اصابته سهام ممارسات "حركة امل" في الصميم وقلّصت مستوى المشاركة العربية الى الحد الادنى، على رغم تهيّب امير قطر الموقف والاعلان عن حضوره غدا الى بيروت للمشاركة شخصيا، اثر اتصال اجراه به الرئيس عون الذي يتابع اتصالاته بالقادة العرب علّها تفضي الى مشاركتهم، ولا الرئيس سعد الحريري سيمضي في القبول بالامر الواقع المفروض على حكومته غير المُشكّلة والتي تستنزف رصيده السياسي عشية دخول مهمة تكليفه شهرها التاسع، ولا القوى السياسية المناوئة لكل الممارسات " الميليشياوية" التي استبقت القمة وعكرتها ستتعاطى مع ما جرى على انه قطوع ومر.
الحريري يلغي زيارته لدافوس: الرئيس سعد الحريري، الغى، بحسب معلومات "المركزية" زيارته الى دافوس التي كانت مقررة الثلثاء المقبل للانصراف الى معالجة الاوضاع، عبر مروحة اتصالات سيجريها بدءا من الرئيس عون المتوقع ان يزوره مطلع الاسبوع لمناقشة ما آلت اليه امور البلاد ورسم خريطة المعالجة من نقطة وجوب الافراج عن الحكومة، لتتوسع لاحقا في اتجاه سائر المسؤولين والقوى السياسية وصولا الى تطبيق موقف الرئيس عون في قداس عيد مار انطونيوس عن انه سينقذ السفينة ومن عليها من القوى السياسية.
مفاجأة قطرية: اما جديد القمة التي بدأ لبنان يستقبل وفودها الرسمية، فتمثل بمفاجأة الاعلان عن مشاركة امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني شخصيا، ليكون بذلك الرئيس الخليجي الوحيد المشارك على مستوى القادة.
ففي حين كانت المشاركة الرئاسية تقتصر على الرئيس الموريتاني، بعد اعتذار الرئيس الصومالي عن الحضور بسبب وفاة حماته كما اُفيد، اعلن الناطق الرسمي باسم القمة ان "الرئاسة اللبنانية تبلغت ان امير قطر سيصل الى لبنان غداً للمشاركة فيها". وذكرت "وكالة الأنباء القطرية" ان الأمير القطري تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الجمهورية ميشال عون، جرى خلاله استعراض ابرز الموضوعات المدرجة على جدول اعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية".
مبادرة عون: واعلن الناطق ان كلمة رئيس الجمهورية غداً "هي من وحي المناسبة طبعا، فيها كلام عن اهمية العمل العربي المشترك، عن واقع امّتنا العربية، الصعوبات والمشاكل التي واجهت بعض الدول العربية، كذلك سيتطرق الى الواقع الاقتصادي العربي، وفي نهاية كلمته سيطلق مبادرة ستميز قمة بيروت كما درجت العادة في ان تكون هناك مبادرات من رؤساء القمم الاقتصادية التي تنعقد تباعا".
الوصول والاستعدادت: وكانت طلائع الوفود العربية الرسمية المشاركة في القمة بدأت بالوصول الى بيروت اعتباراً من الصباح، حيث حضر للغاية الى مطار رفيق الحريري الدولي رئيس الجمهورية، واستقبل الممثل الشخصي للسلطان قابوس نائب رئيس مجلس الوزراء العماني اسعد بن طارق على رأس وفد، ليعود في الخامسة لاستقبال الرئيس الموريتاني. ووصل ايضاً رئيس مجلس وزراء فلسطين رامي الحمدلله وكان في استقباله الرئيس الحريري الذي استقبل ايضاً رئيس مجلس الأمة الجزائري وممثل رئيس الجمهورية عبد القادر بن صالح. وكرّت سبحة الواصلين من السودان النائب الاول للرئيس السوداني الفريق اول الركن بكري حسن صالح، ممثل الكويت نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية صباح الصباح، ومن تونس وزير الشؤون الخارجية خميس الجيهيناوي ومن المغرب: وزير الخارجية ناصر بوريطة والاْردن عمر الرزاز رئيس الوزراء ومن البحرين الشيخ خالد بن احمد بن محمد ال خليفة وزير الخارجية وممثل ملك البحرين وعن السعودية: محمد بن عبدالله الجدعان وزير المالية. (يصل قرابة الثامنة والربع مساءً).
الحريري والمرأة: اما في المواقف، فاعتبر الرئيس سعد الحريري انه "لا يمكن التطلع إلى مستقبل دول المشرق من دون مشاركة فعلية للمرأة في رسم هذا المستقبل ومشاركتها في سوق العمل تبقى ضئيلة وهذا الغياب يعني غياب نصف المجتمع". وشدد في مؤتمر التمكين الاقتصادي للمرأة على ان "غياب المرأة عن سوق العمل هو غياب لنصف المجتمع وهذه خسارة اكيدة في الناتج المحلي والنمو وخسارة في الانتاجية والتنافسية". واضاف: "أكثر من نصف فريق العمل في مكتبي هنّ من النساء وثقتي كاملة في قدراتهنّ وأتطلع إلى اليوم الذي تستلم فيه سيدة منصب رئاسة الحكومة في لبنان".
ابو الغيط والربيع المدمر: من جهته، لفت الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الى أن "سعينا إلى تفعيل دور المرأة العربية يأتي في إطار الوعي بالتحديات المتنوعة التي تواجهها نتيجة لعدّة أسباب منها النزاعات المسلحة التي شهدتها المنطقة." وقال في المؤتمر نفسه: "وصف البعض ما يحدث في الأمّة بأنه الربيع ولكن للأسف كان هذا الربيع مدمراً لنا جميعاً". وتابع: "الجامعة العربية ستعمل بشكل مستمر من اجل تطوير السياسات التي تتعامل مع شؤون المرأة".
مهزلة المطار: وعلى هامش القمة وتدابيرها الامنية، وعلى قاعدة "بكل عرس إلنا قرص"، تسببت اجراءات قطع الطرق بزحمات سير خانقة في العاصمة والمحيط بلغت ذروتها على الطريق المؤدية الى مطار رفيق الحريري الدولي، حيث عمدت القوى الامنية الى قطع الطريق امام السيارات من نقطة بعيدة جدا تقع قبل حاجز الجيش اللبناني، ما اضطر المسافرين الى حمل حقائبهم وجرّ امتعتهم والتوجه بها سيرا على الاقدام الى داخل المطار في ما وصفوه بـ"البهدلة والمهزلة"، لا سيما ان مستوى المشاركة الرئاسية في القمة شبه معدوم ولا يتعدى الاثنين. وبعد الظهر واثر موجة تذمر شديد من المسافرين، عمدت القوى الامنية الى اعادة فتح الطريق.
ازمة مازوت؟ اجتماعيا، تلوح في الافق بوادر ازمة انقطاع المازوت في عز موسم البرد والصقيع التي تضرب لبنان عموما والمناطق الجبلية في شكل خاص، اذ اشتكى عدد كبير من المواطنين واصحاب المولدات الكهربائية خصوصا في قرى وبلدات في البقاع وعكار من عدم توافر مادة المازوت في محطات الوقود كما ابلغهم اصحابها.
وقود ايراني للحوثيين: في المقلب الاقليمي، أكد خبراء من الأمم المتحدة في تقرير حديث أن وقودا يتم شحنه بشكل غير قانوني من إيران إلى الحوثيين في اليمن لتمويل حربهم ضد الحكومة. وذكر أن الخبراء حددوا عددا من الشركات داخل وخارج اليمن تعمل كواجهات تستخدم وثائق مزيفة من أجل إخفاء عملية التبرع بالوقود لشخص لم يذكر اسمه، مدرج على القائمة السوداء لعقوبات الامم المتحدة. وأوضحوا أن الوقود تم تحميله من موانئ إيرانية تحت وثائق مزيفة لتجنب عمليات التفتيش المطلوبة من الأمم المتحدة، وأن عوائد بيع هذا الوقود جرى استخدامها لتمويل عمليات الحوثيين. وفي تقرير من 85 صفحة إلى مجلس الأمن، اطلعت عليه "أسوشيتد برس"، قال الخبراء إن الحكومة اليمنية وشركاءها في التحالف العربي الذي تقوده السعودية، حققوا "تقدما كبيرا" ضد الحوثيين عام 2018.