دعوة ليبيا الى القمة فــي دائرة الاشـتباك:
قطع علاقات وتعرّض للسفارة وسكينة يُطمئن

المركزية- دخلت مسألة دعوة ليبيا الى القمة العربية التنموية التي ستُعقد نهاية الاسبوع في بيروت الى دائرة الاشتباك الليبي-اللبناني مع تسجيل سلسلة احداث اليوم تندرج في خانة الفعل وردّ الفعل.

فبعد إعلان وزير الخارجية في حكومة الوفاق محمد سيالة امس "ان بلاده لن تشارك في القمة الاقتصادية"، عازياً الامتناع عن المشاركة الى "منع سلطات الأمن في مطار بيروت رجال اعمال ليبيين مشاركين في القمة من الدخول، واحتجاجا على إهانة العلم الليبي الذي احرقه مناصرو "حركة امل" في بيروت امس، جاء الردّ الليبي الشعبي اليوم، اذ عمد عدد من الشبّان الى مهاجمة السفارة اللبنانية في طرابلس الغرب، والاعتداء عليها وتحطيم بعض محتوياتها، في حين نفى سفير لبنان في ليبيا محمد سكينة التعرّض الى السفارة، وقال "ان ما جرى نزع للافتة الخارجية فقط".

اما سياسياً، فاعلن الناطق الرسمي باسم وزارة خارجية حكومة الوفاق، احمد الأربد، "انه تقرر رسميا عدم المشاركة على اي مستوى في القمة"، قائلا "ان مقعد دولة ليبيا سيكون شاغراً".

من جهته، دان المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ما وصفه بـ "إهانة "حركة امل" للعلم الليبي في مقر القمة"، مطالبا وزارة الخارجية "بتجميد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين"، ومذكّراً "بقيام ثورة شعبية ضحى من اجلها الآلاف".

وطالب بيان المجلس جامعة الدولة العربية بموقف واضح من هذه الواقعة، واستبعاد لبنان من اي حدث عربي، إلى حين تحمّل السلطات اللبنانية مسؤوليتها والالتزام بالأعراف الدبلوماسية".

ادانة احراق العلم: وشدد المتحدث باسم مجلس النواب الليبي على "ضرورة ان تُدين الحكومة اللبنانية نزع علمنا"، موضحاً "انها لم تتواصل معنا إثر الأزمة الأخيرة".

واسف "لقيام "ميليشيات لبنانية" بنزع علمنا".

ابو الغيط: وعلّق الأمين العام لجامعة الدول العربية، احمد ابو الغيط، على واقعة قيام بعض الشبان من مناصري حركة "امل" بحرق العلم الليبي في بيروت، مطالباً الحكومة اللبنانية بـ"ضمان احترام الوفود المشاركة".

وبحسب بيان صادر عن الجامعة العربية، فقد اعرب ابو الغيط، عن "انزعاجه الشديد إزاء واقعة حرق علم ليبيا في العاصمة اللبنانية بيروت"، مؤكداً "ان من غير المقبول في اي حال من الأحوال او تأسيساً على اية حجة ان يتم حرق علم اية دولة عربية، خصوصاً إذا ما حدث هذا الأمر على ارض عربية، اخذاً في الاعتبار ان وجود اختلافات في الرؤى او بواعث سياسية تاريخية معينة لا يبرّر حرق علم عربي يمثل في حقيقة الأمر رمز الدولة وواجهتها والمعبر عن إرادة ووحدة شعبها".

واهاب الأمين العام في هذا الإطار بسلطات الدولة اللبنانية "بالعمل على ضمان توافر الاحترام الكامل لوفود الدول الأعضاء في الجامعة العربية المقرر ان تشارك في اجتماعات القمة".

السفير يُطمئن: وعلى الخط، اكد سفير لبنان لدى ليبيا محمد سكينة لـ"المركزية" "ان طاقم السفارة في طرابلس الغرب بخير ولم يصب اي من الموظفين بأذى"، موضحاً "انه لم يصر الى اقتحام حرم السفارة كما تم التداول في عدد من وسائل الاعلام، الا ان ما حدث ان مجموعة من الشباب الغاضب في ليبيا استفزهم تنزيل اعلام ليبيا في بيروت فجرى تدافع ونزع اللافتة الخارجية التي تحمل عبارة سفارة لبنان في طرابلس وعمدوا الى ركل البوابة الخارجية ونتج عن ذلك تكسير زجاج، من دون اقتحام حرم السفارة".

وكانت معلومات اشارت الى ان "السفير اللبناني في طرابلس محمد سكينة لم يتبلغ من الخارجية قراراً بمنعه من ممارسة مهامه"، واوضحت "ان السفير اللبناني غادر إلى تونس اليوم ليس بقرار ليبي بل بقرار ذاتي طبيعي، وهو لا يقيم أصلاً في طرابلس ولا صحة لما يتردد في وسائل الاعلام عن تبلغه المغادرة".