على رغم انعقادها في موعدها... القمة تفجّر سجالا خلافيا بين بعبدا وعين التينة
اللجنة المنظمة توضح وبري ينفي وباسيل يرد: علاقتنا بسوريا ليست للمزايـدة
هيل في بيـروت... وقمة دولية حول ايران في 13 و14 شـباط فـي بولنـدا
المركزية- اتخذ التصعيد السياسي والاعلامي، بين رئيس مجلس النواب نبيه بري واللجنة المنظمة للقمة العربية الاقتصادية وجهاً بالغ الخطورة ينذر بمضاعفات واسعة، ليس على مستوى القمة فحسب، وهي ستعقد في موعدها في مطلق الاحوال، انما لناحية تدهور العلاقات بين عين التينة وبعبدا، ولو ان رئاسة الجمهورية ما زالت حتى الساعة تحيّد نفسها عن السجال، كما حزب الله الذي يراقب عن بعد، ما ينذر بتداعيات واسعة لن تكون سائر الملفات الخلافية في منأى عن شظاياها وتشكيل الحكومة في مقدمها.
ومع أن الزيارة المرتقبة لمساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية السفير دافيد هيل الى لبنان الاثنين المقبل ستشكل "خرقا" للمناخ الداخلي المتشنج، خصوصا انها تقع في ظل التوتر الحدودي بين لبنان واسرائيل وفي اعقاب موقف وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو من حزب الله، فانها لن تحجب مضاعفات التصعيد السياسي الذي لم تظهر بعد أي ملامح جدية لاحتوائه.
القمة في موعدها: بقوة، تفاعلت اليوم المطالبة بارجاء القمة الاقتصادية التي كان رئيس مجلس النواب نبيه بري السباق الى اطلاقها. الا ان مسار الامور دل الى انها قائمة وفي موعدها المحدد في20 الجاري. فقد وصل الى بيروت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس مكتب الامين العام السفير حسام زكي آتيا من القاهرة على رأس وفد لمتابعة الاجراءات اللوجستية الخاصة بالقمة. وفي المطار، اكتفى زكي بالقول: "القمة في موعدها"... اما التجاذبات السياسية الداخلية فلا تخص الجامعة العربية، المعنية بانعقاد القمة ونحن هنا لوضع الترتيبات مع السلطات اللبنانية لانعقادها، والقمة في موعدها إن شاء الله".
اللجنة توضح: وكانت القمة ومسألة دعوة ليبيا وسوريا اليها مدار أخذ ورد بين اللجنة الاعلامية المنظمة لها، ومكتب بري. الاولى اصدرت بيانا اكدت فيه "ان التحضيرات للقمة بدأت منذ شهر آب الماضي بالتنسيق بين مختلف الادارات الرسمية"، موضحة ان "رئيس اللجنة العليا المنظمة للقمة انطوان شقير ورئيس اللجنة التنفيذية نبيل شديد زارا كلاً من دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء، سعد الحريري والوزراء المختصين واطلعوهم على كل الترتيبات المتعلقة بالقمة والدول المشاركة فيها والمواضيع المقترحة لوضعها على جدول الاعمال". واضافت "في ما خص دعوة ليبيا الى حضور القمة، فقد ابلغ الرئيس بري عضوي اللجنة العليا موافقته على دعوة ليبيا على ان توجه الدعوة عبر القنوات الديبلوماسية، فتم ذلك بواسطة مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية. اما في ما يتعلق بدعوة سوريا، فقد اوضح عضوا اللجنة للرئيس بري ان هذه المسألة مرتبطة بقرار مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، وليس قراراً لبنانياً"، مشيرة "الى انه خلال القمة العربية التي عقدت في بيروت في العام 2002، شاركت ليبيا في القمة بوفد رفيع المستوى".
بري يرد: وما كان من بري الا ان رد عبر مكتبه الاعلامي قائلا "توضيحا لما ورد في بيان اللجنة الاعلامية المنظمة للقمة الاقتصادية التنموية من معلومات وتحديدا حول موضوع دعوة ليبيا الى القمة وعدم دعوة سوريا اليها، يهم المكتب الاعلامي للرئيس بري التأكيد أن هذه المعلومات تحديدا مختلقة وعارية من الصحة تماما." وأبدى "استغرابه الشديد بان يصل هذا الاسلوب من الاختلاقات والتلفيقات لهذا المستوى من القضايا والمقام. لا بل على العكس فقد زار وزير المال فخامة الرئيس بناءً لطلب الرئيس بري محتجاً على توجيه دعوات الى الليبيين. ونكتفي بذلك".
وباسيل ايضا: من جهته، رد وزير الخارجية جبران باسيل خلال جولة ذات طابع اقتصادي في زحلة على بري بالقول "أن علاقتنا مع سوريا تصب في مصلحة لبنان بكل مكوناته وهي لا يمكن أن تكون موضع مزايدة داخلية يستخدمها طرف ما يريد أن يحسن علاقته الخاصة بسوريا فيزايد على حساب لبنان".
الشيعي الاعلى يحذّر: ووسط الاجواء الملبّدة، حذر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى من دعوة ليبيا الى القمة ومن تجاهل ردات الفعل الشعبية وذلك في اجتماع طارئ لهيئتيه الشرعية والتنفيذية برئاسة رئيسه الشيخ عبد الامير قبلان الذي افتتح الاجتماع بالحديث عن "حجم المؤامرة التي استهدفت لبنان والمنطقة باختطاف الإمام موسى الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والاعلامي عباس بدر الدين، مستنكرا ورافضا دعوة السلطات الليبية للمشاركة في مؤتمر القمة الاقتصادية، فيما كان المطلوب من الدولة اللبنانية أن تسخّر كل امكانياتها للضغط على السلطات الليبية لكشف مصير الإمام وأخويه". وشدد المجتمعون على "طلب المجلس عدم دعوة الوفد الليبي الى المشاركة في هذه القمة ومنع حضوره لأن المجلس يحمل السلطات الليبية مسؤولية التقاعس عن القيام بمسؤولياتها في التعاون مع لجنة المتابعة الرسمية لهذه القضية".
اعمال اسرائيل مستمرة: على صعيد آخر، وغداة الاجتماع الطارئ للمجلس الاعلى للدفاع للبحث في خروق اسرائيل للخط الازرق، استكملت القوات الاسرائيلية الاعمال على الحدود ، حيث قامت بتركيب بلوكات اسمنتية بمحاذاة السياج التقني في محلة مسكافعام عند نقطة المحافر، خراج بلدة العديسة - قضاء مرجعيون، يقابلها استنفار للجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" في الجانب اللبناني. وباشرت القوات الاسرائيلية بعدها أعمال صب الاسمنت في مجرى بنى تحتية بمحاذاة السياج التقني عند نقطة المحافر في خراج بلدة العديسة في المنطقة المحتفظ عليها لبنانيا باعتبارها محتلة. وأطلق الجيش الاسرائيلي طائرة صغيرة من نوع phantom فوق أجواء محلة المحافر، سبقها تحليق للطيران الحربي فوق اجواء منطقة مرجعيون. وسجل تحليق للطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية خصوصا في الجنوب ولا سيما فوق القطاع الغربي وصولا لأجواء صور.
تننتي: وليس بعيدا، قال الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي ردا على سؤال عما يجري على الحدود: "إن قيادة اليونيفيل على تواصل تام مع الأطراف لتفادي أي سوء فهم وإيجاد حل مشترك لهذه القضية. كما أن جنودنا متواجدون على الأرض لمراقبة الوضع والحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق".
هيل في بيروت: ووسط التصعيد الجنوبي والتعثر السياسي والعجز عن تأليف حكومة، يصل مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية السفير دافيد هيل الى لبنان ويجول على المسؤولين اللبنانيين الاثنين ويلتقي وزير الخارجية جبران باسيل في قصر بسترس.
الانسحاب بدأ: سوريا، أكد الناطق باسم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن شون راين أن عملية الانسحاب من سوريا بدأت. وقال راين "بدأت قوة المهام المشتركة -عملية العزم الصلب- عملية انسحابنا المدروسة من سوريا"، في إشارة إلى التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية، رافضا إعطاء تفاصيل تتعلق بالجدول الزمني للعملية والمواقع أو تحركات الجنود لأسباب أمنية. بدوره، اشار المرصد السوري الى ان القوات الأميركية سحبت 10 آليات من قاعدة الرميلان باتجاه العراق. من جهتها، قالت الخارجية الروسية ان المناطق التي تخليها القوات الأميركية من سوريا يجب أن تعود لسيطرة الجيش السوري. وأعلنت ان لديها انطباعا بأن الولايات المتحدة تريد البقاء في سوريا رغم إعلانها سحب جنودها من هناك.
قمة في بولندا: في الموازاة، كشف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لمحطة فوكس نيوز ان الولايات المتحدة تعتزم استضافة قمة دولية تركز على الشرق الأوسط، وتحديدا إيران في الشهر المقبل في بولندا. وأفاد بومبيو ان القمة الدولية ستعقد يومي 13 و14 شباط في بولندا "للتركيز على الاستقرار في الشرق الأوسط والسلام والحرية والأمن في هذه المنطقة وهذا يشمل عنصرا مهما وهو ضمان ألا يكون لإيران تأثيرا مزعزعا للاستقرار". ووصل بومبيو اليوم إلى البحرين، محطته الأولى في دول الخليج في إطار جولة يقوم بها في الشرق الأوسط. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "إن الشراكة مع دول الخليج ضرورية من أجل حماية إمدادات الطاقة العالمية ومحاربة الإرهاب الإسلامي الراديكالي بالإضافة إلى مواجهة العدوان الإيراني".