بوصلة التصويب السياسي على الحريري بعد باسيل... فمن التالي؟
بري لرئيس التيار: الثلث الضامن لا يُصرف في الاستحقاق الرئاسي
بومبيو يجول عربيا لردع ايران: سياسة وعقوبات وامن ودفــاع
المركزية- فيما يستعد اللبنانيون لاسبوع بارد ومثلج تجتاحه رياح العاصفة "نورما" التي تصل الى بيروت مساء وتمكث فيها حتى يوم الجمعة المقبل وفق التوقعات، يبقى المناخ السياسي العام تحت تأثير عطلة الاعياد الممتدة مبدئيا حتى الثلثاء المقبل، بحيث غاب أي تطور بارز عن الوضع الداخلي في ما عدا بعض التحركات والمواقف المتصلة بالملف الحكومي الخاضع لجولات جديدة من توزيع اتهامات التعطيل والعرقلة التي تبدو ابرة بوصلتها اتجهت نحو بيت الوسط، بعدما تركزت الاسبوع الماضي في اتجاه ميرنا الشالوحي محمّلة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل مسؤولية عدم الافراج عن الحكومة بفعل تمسكه بالثلث المعطّل واصراره على الحصول عليه بأي ثمن، في حين يُتوقع ان تنصب الاهتمامات اعتبارا من الاسبوع المقبل على دعوة الرئيس بري لاجتماع حكومة تصريف الاعمال من اجل اقرار الموازنة، وسط انقسام في الاراء بين مؤيد لتكرار تجربة العام 1969 كضرورة وواجب، ومعارض باعتبار الخطوة تشكل اقرارا بالعجز وتعكس عدم رغبة بالتأليف.
الفرزلي...ماذا يريد؟ وفيما لم يجف بعد حبر كلام عضو المجلس السياسي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق حول تحميل الرئيس المكلف سعد الحريري مسؤولية عرقلة التشكيل بتأكيده أن "المشكلة الحكومية منذ بدايتها وحتى نهايتها، حلها في يد الرئيس المكلف"، مطالبا إياه بالاعتراف بالوجود السياسي للقاء التشاوري السني، انضم نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي الى حملة الحزب معتبرا "ان الطرف الوحيد الذي لم يتجاوب او لم يبدِ حماسة تجاه إقتراح تأليف حكومة من 32 وزيراً هو الرئيس المكلّف سعد الحريري". وقال "إذا كانت هناك نيّة للحلّ فحكومة الـ32 وزيراً حلّ منطقيّ، ويستطيع ان يتعاطى مع المرحلة في ظلّ سياسة تقول بإحضار مجلس النواب ووضعه في مجلس الوزراء"، مضيفاً "الرئاسة ستجري بعد 4 سنوات وستسبقها انتخابات نيابية، والقول ان إنتخابات الرئاسة تتقرر اليوم غير صحيح وربط الحكومة بالإستحقاق الرئاسي هو للإساءة إلى الوزير جبران باسيل ".ولفت الفرزلي إلى "ان الطرف المعني بالتشكيل هو رئيس الحكومة، واقتراحات باسيل دليل حسن نيّة الى انه يريد تشكيل حكومة، اما من يسكت نهائياً ولا يقدّم اي اقتراح فماذا يريد"؟
الثلث والرئاسة: من جهة ثانية، وفي اطار الكباش المستمر فصولا خلف الكواليس بين التيار الوطني الحر وحركة امل، وفي ما يشبه رسالة يوجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري لوزير الخارجية والمغتربين، اشار عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد خواجه الى "ان المنطق يفرض ان من يسمى من قبل "اللقاء التشاوري" يكون ممثلا له في الحكومة وليس كما يفكر البعض بضمه الى كتلة "لبنان القوي" او غيرها من الكتل، ويبدو ان هذا البعض يجري حسابات بعيدة تتخطى تشكيل الحكومة". وقال في تصريح "اذا كانت قضية وزير "اللقاء التشاوري" مرتبطة بحسابات لها علاقة بالحصول على الثلث الضامن، فيهمنا ان نؤكد ان هذا الامر لا يصرف في مسألة الإستحقاق الرئاسي المقبل الذي تتحكم فيه معادلات وعناصر عديدة في اوانها". وختم "من يطلع على تاريخ الاستحقاقات الرئاسية منذ الإستقلال حتى اليوم يدرك هذا الأمر جيدا
الراعي الى الولايات المتحدة: في مجال آخر، وبعد زيارته الرعوية الى كندا في ايلول وتشرين الاول الماضيين، يتوجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي منتصف الجاري الى الولايات المتحدة الاميركية لتفقد أبناء رعيته. وتحمل الزيارة، التي لم توضع عليها بعد اللمسات النهائية، طابعاً روحياً ووطنيا. ويقدّر عدد الموارنة في الولايات المتحـدة الاميركية بمئتي الـف وفقـا لاحصاء جرى عام 1961. الا ان الرقم الصحيح هو أكثـر من ذلك بكثير. وللموارنة ابرشيتان و٨٥ رعية هناك.
الدعوى على المصارف: على خط آخر، وفي اعقاب تقديم نحو 400 مواطن أميركي دعوى مشتركة أمام المحكمة المدنية الفيديرالية في نيويورك على عشرة مصارف لبنانية كما على بنك "صادرات إيران"، زاعمين أن هذه المصارف تقدم خدمات مالية إلى "حزب الله" وتدخله إلى النظام المصرفي الأميركي، مع علمها بأنه منظمة إرهابية وفق تصنيف الولايات المتحدة، اكدت مصادر مطلعة لـ" المركزية" ان الخطوة غير البريئة التي لا تخدم اهدافها الا مصالح المتربصين شرا بلبنان، لن يكتب لها النجاح وستلقى المصير الذي لقيته دعوى اخرى سابقة تم تقديمها عام 2007، متوقعة ردها شكلا. واكدت ان الخلفية السياسية للدعوى تفقدها مصداقيتها، خصوصا انها دعوى مدنية مرفوعة في وجه مؤسسات خاصة ولا دور لوزارة الخزانة الاميركية ولا للمصرف المركزي اللبناني فيها. وعلى هذا الخط، وبعدما اكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة "أن هناك أسباباً سياسية وراء تقديم الدعوى من قبل محام وبيوت استثمارية، لمحاولة كسب التعويضات لمصلحة إسرائيل، وهذا لا علاقة له بملف العقوبات الأميركية"، افادت المعلومات ان سلامة سيجتمع قريبا الى اعضاء الجمعية وهيئة التحقيق الخاصة في المصرف المركزي لمتابعة الموضوع.
بومبيو في جولة استثنائية: وعلى وقع المستجدات على الساحة السورية غداة اعلان الانسحاب الاميركي، يبدأ وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو جولة إلى المنطقة تشمل مصر والاردن من ثم البحرين والامارات وقطر والسعودية وسلطنة عمان والكويت. ووصفت مصادر اميركية عبر "المركزية" "الجولة بـ"الاستثنائية"، اذ من غير المألوف لوزير الخارجية ان يزور جميع الدول دفعة واحدة"، لافتةً الى "ان هدفها ردع النظام الإيراني الأخطر في المنطقة لجهة تهديده للاستقرار". واوضحت "ان بومبيو سيطرح على القادة الخليجيين مطالب ادارته الـ 12 بشأن ايران سعياً لجمع شركاء واشنطن وحلفائها الإقليميين في مواجهة أنشطة النظام الايراني المُزعزعة للاستقرار"، جزمت "بأن جدول اعمال المباحثات بين الدبلوماسي الاول في الادارة الاميركية والقادة العرب والخليجيين لن يكون محصوراً بالسياسة بل سيتطرق الى العقوبات والامن والدفاع". واشارت الى "ان قضيتي اليمن ومقتل الصحافي جمال خاشقجي ستتصدران جدول المباحثات مع المسؤولين في السعودية، الاولى من باب دعم "محادثات السلام" في السويد والثانية من باب الضغط من اجل المساءلة بالتوازي مع العملية القانونية". اما مسألة ارسال قوات عربية إلى سوريا، فهذا الامر وفق المصادر عينها "لن يكون ملحاً في الوقت الراهن، الا انه سيبحث بالتأكيد خلال قمة الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الُمزمع عقدها في غضون الشهرين المقبلين".
ضحايا في لوس انجلوس: اميركياً، افادت الشرطة الأميركية، عن مقتل 3 وإصابة 4 آخرين جرّاء إطلاق النار في لوس أنجلوس. ونقل موقع "لوس أنجلوس تايمز" عن شرطة مدينة تورانسي، وهي إحدى مدن مقاطعة لوس أنجلوس، اشارتها الى "ان الحادث وقع في قاعة للعب الـ"بولينغ" تدعى "غابل هاوس بول"، والتي غالبا ما تشهد توافد شباب وشابات في مقتبل العمر.
جشع الارباح: ايرانياً، اعلن نائب وزير النفط الإيراني، امير حسين زماني نيا، "ان كل الدول التي حصلت على إعفاء من الولايات المتحدة لشراء كمية محددة من واردات النفط الإيراني، ملتزمة بالعقوبات الأميركية". ونقل موقع وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا) عن زماني نيا قوله "لا يريدون شراء حتى ولو برميل نفط واحد آخر من إيران"، لافتاً الى "ان وعلى رغم العقوبات الأميركية على إيران فإن طهران توصلت ببعض مشتري النفط "المحتملين" الجدد، الذين يدفعهم "الجشع والسعي وراء الربح".