اتصالات خجولة لحل الازمة ومساع لتبريد السخونة بين الحزب والتيــار
ابراهيم يلتقي باسيل تكرارا والشامسي: الحكومة ضرورة للقمة الاقتصادية
النظام في منبج واردوغان الى موسكو وسفارة البحرين تعمل فـي سوريا
المركزية- بين برودة العاصفة التي يشهدها لبنان منذ يومين وبرودة المناخ السياسي المتأثر بعطلتي الميلاد ورأس السنة، غاب أي تطور بارز عن الوضع الداخلي، في ما خلا بعض الاتصالات والمواقف المتعلقة بالأزمة الحكومية التي تفرض نفسها بقوة على جدول المتابعات الرسمية والسياسية، ومحاولة ترميم العلاقات المصابة بسهامها النارية بين حليفي تفاهم مار مخايل.
وفي ما يؤمل أن يشكل ثغرة في جدار الأزمة السياسية التي تحكم لبنان بقوة منذ سبعة أشهر وسط انسداد كل سبل الحل، استأنف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مساعيه التسووية من خلال سلسلة لقاءات عقدها مع الجهات المعنية وفي مقدمها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بحثا عن مخرج قد يشكل السبيل الى الولادة الحكومية المطلوبة بإلحاح من الداخل والخارج في آن، وقد اشار سفير الامارات حمد بن سعيد الشامسي اثناء توجّهه مع وفد لبناني الى السعودية لحضور حفل الفنانة ماجدة الرومي ضمن مهرجان شتاء طنطورة، الى ان الحكومة ستتشكل قبل القمة الاقتصادية التي ستُعقد في بيروت، لأنّ القمة تستلزم تأليف حكومة و"تفاءلوا بالخير تجدوه".
الافق غير مسدود: حكوميا ايضا، برز حرص "رئاسي" على اشاعة مناخات تفاؤلية، تؤكد ان اتصالات التأليف لم تتوقف وان المبادرة الرئاسية قابلة للانعاش. وفي السياق، أفادت مصادر مطلعة على مسار التشكيل ان "الملف الحكومي لم يقفل والافق ليس مسدودا وهناك كلام متجدد على صعيد معالجة المشكلة التي طرأت". واشارت الى ان "لا مصلحة لدى احد بالتعطيل لكن هناك رغبات لدى البعض في كسب مطالب اكثر على اساس الانتخابات، والظاهر ان الاتصالات متوقفة لكنها حقيقةً، مستمرة، لا سيما بين اللواء ابراهيم والوزير باسيل اضافة الى تواصل ابراهيم مع الاطراف كافة... واوضحت أن إعادة تسمية جواد عدرا ممثلاُ عن اللقاء التشاوري لن تحصل، ويُعمل على أكثر من مخرج وليس من الضروري أن يكون المخرج الوحيد بأن يكون الوزير السني المعارض من حصة الرّئيس.
اتصالات التبريد: وليس بعيدا، بدا ان مساعي تبريد الخلاف بين حزب الله والتيار الوطني الحر انطلقت. اذ أفادت المصادر، أن أكثر من لقاء عقد بين باسيل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، لافتة الى ان مجرد حصول أكثر من لقاء بين الرجلين يعني وجود مخرج ما يُعمل عليه في موضوع تشكيل الحكومة. ودخل اللواء إبراهيم، على الخط بين رئيس الجمهورية ميشال عون والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أيضا، حيث اشارت المصادر الى ان لقاءه باسيل يأتي في إطار نقل طرح ما من حزب الله ولفتت إلى أن معايدة نصرالله الهاتفية للرئيس عون لم تحصل بشكل مباشر بل عبر وسيط من حزب الله ولم يتم التطرق للشأن الحكومي..
جهود اضافية: الى ذلك، اشاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالعمل الذي تقوم به الاجهزة الامنية على الاراضي اللبنانية، وبدورها الفاعل في فرض الامن وتأمين الاستقرار ومكافحة الجريمة والفساد. وشدد خلال استقباله قادة الاجهزة العسكرية والامنية والمدير العام للجمارك وكبار الضباط والمسؤولين الامنيين الذين حضروا لتهنئته في قصر بعبدا لمناسبة الاعياد المجيدة، على ضرورة ان تبذل القوى الامنية كافة جهوداً اضافية من اجل الوصول الى اعلى درجة ممكنة من الاحترافية، على الرغم من الصعوبات التي تعوق تحقيق هذا الهدف. واكد ان "الجيش اللبناني يبقى الامل الاساسي في التعقيدات والازمات للحفاظ على وحدة البلد، وهو الداعم الرئيسي للقوى الامنية الاخرى في فرض الامن في الداخل".
البحرين ودمشق: اقليميا، بقيت العودة العربية الى سوريا في الواجهة. وفي هذا الاطار، اعلنت وزارة الخارجية البحرينية عن استمرار العمل في سفارة مملكة البحرين لدى دمشق، مشيرة إلى "ان السفارة السورية لدى البحرين تقوم بعملها، والرحلات الجوية بين البلدين قائمة دون انقطاع. واكدت وزارة الخارجية حرص مملكة البحرين على استمرار العلاقات مع سوريا، وعلى اهمية تعزيز الدور العربي وتفعيله من اجل الحفاظ على استقلال سوريا وسيادتها ووحدة اراضيها ومنع مخاطر التدخلات الإقليمية في شؤونها الداخلية، بما يعزز الأمن والاستقرار فيها ويحقق للشعب السوري الشقيق طموحاته في السلام والتنمية والتقدم.
ترحيب روسي: وليس بعيدا، أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان "عودة اللاجئين السوريين من الاردن وسواه تحتاج الى دعم دولي واسع النطاق". وقال خلال مؤتمر صحفي في موسكو مع نظيره الأردني أيمن الصفدي "نجدد قلق موسكو ازاء الأحوال في مخيم الركبان وقاعدة التنف"، مضيفا "تم التأكيد على أهمية عودة الاتصالات بين عدد من الدول العربية وسوريا". وفي شأن آخر، أشار لافروف إلى أن بلاده تقترح “استضافة مباحثات بين إسرائيل والفلسطينيين في روسيا بدون شروط مسبقة، كما ندعم الجهود المصرية لإنهاء الانقسام الفلسطيني". بدوره قال الصفدي "العمل مع روسيا أدى الى إقامة منطقة خفض التصعيد في الجنوب الغربي السوري". وتابع "لا بد من دور عربي إيجابي يساهم في حل الأزمة في سوريا"، مشيرا الى ان "هدفنا التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة في سوريا وهذا يتطلب تنسيقا وتعاونا مع موسكو”. وتابع: “نعمل مع موسكو على حل أزمة النازحين السوريين في مخيم الركبان جنوبي سوريا".
سباق على منبج: ميدانيا، يبدو ان سباقا بين النظام والمعارضة السورية المدعومة من تركيا انطلق حول منبج. فقد اعلن الجيش السوري دخول وحدات عسكرية تابعة له إلى منبج ورفع العلم السوري فيها. ورحب الكرملين بعودة المناطق الكردية لسيطرة الحكومة السورية. في المقابل، اعلن "الجيش الحر" ان منبج ما تزال تحت سيطرة الوحدات الكردية ورفع علم النظام مسرحية. بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الجيش السوري يدير حربا نفسية في منبج ولا توجد تأكيدات حتى الآن بشأن دخول القوات السورية إلى البلدة، مشيرا الى ان وفدا تركيا سيزور موسكو غدا لبحث التطورات". اما وزارة الدفاع التركية فلفتت الى ان "وحدات حماية الشعب الكردية السورية ليس لها الحق أو السلطة لدعوة عناصر أخرى لدخول منبج ونطالب كل الأطراف بالامتناع عن اتخاذ أي إجراءات تزعزع استقرار المنطقة". وبعد الظهر، أعلنت الفصائل السورية الموالية لأنقرة أن قواتها مدعومة بالجيش التركي بدأت التقدم نحو جبهة منبج وتؤكد جهوزيتها لإطلاق عملياتها العسكرية في منبج. وأفيد ان مقاتلين من المعارضة السورية تدعمهم تركيا بدأوا الزحف نحو منبج. وكانت وحدات حماية الشعب الكردية السورية دعت حكومة الرئيس بشار الأسد للسيطرة على بلدة منبج لحمايتها من تهديد الهجمات التركية.
وفي السياق، كشفت مصادر دبلوماسية غربية لـ"المركزية" عن سيناريو كامل اعده كبار اركان التسوية السياسية لسوريا يرتكز في قاعدته الاساس الى لجم نفوذ التمدد الايراني في الدول العربية بدءا من سوريا كشرط خليجي لمساعدتها،انطلق تنفيذه مع زيارة مدير مكتب الامن القومي علي المملوك للقاهرة وبعدها كما افادت المصادر في اجتماعات عقدها مع عدد من المسؤولين في عواصم خليجية حاملا اقتراحا من النظام يقضي بعودة احتضان "الاخوة العرب" لسوريا والحلول مكان الاميركي الذي قرر الانسحاب من الشمال لقطع الطريق على دخول التركي وحصول مجازر في حق الاكراد وتاليا شبه استحالة لاخراجه منها. واوضحت ان نتيجة جولة المملوك جاءت ايجابية، بعدما وافق النظام على "العودة الى عروبته" والتخلي عن الحلف مع ايران واعداً بالسعي الى اخراجها من الميدان السوري. وتبعا لذلك، بدأ اعادة افتتاح السفارات العربية في سوريا.
بومبيو ونتنياهو: على صعيد آخر، يُجري وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع المقبل في البرازيل، وفق ما أفادت وزارة الخارجية الأميركية ، في وقت تستعد الولايات المتحدة للانسحاب من سوريا عسكريا. وسيلتقي الرجلان في العاصمة البرازيلية حيث يحضران حفل تنصيب الرئيس البرازيلي المنتخب جاير بولسونارو.