تفاؤل حكومي غير مستند الى وقائع ومصير وساطة ابراهيـم يتظـهر غـدا
سـنّة 8 اذار: لا حياة لاي مبادرة لا تقر بحقنا والوضع على مـا هو عليـه
لا موفد روسيا ل"الانفاق" ولبنان ينتظر احداثيات "اليونيفيل" عشية مجلس الامن

المركزية-  برزت خلال الساعات الماضية خارطة تحركات واتصالات عززت الإشارات الدالة الى رغبة المسؤولين المعنيين بإخراج الحكومة من ظلمة العرقلة الى نور الانفراج المأمول، الا انها بقيت حتى الساعة دون المستوى الذي يتيح الرهان عليه لتقديم "التشكيلة" عيدية الميلاد. فالمشاورات المستمرة خلف الكواليس لم تقترن بمواقف عملية تشي بالحل وحزب الله الذي يربط تسليم اسماء وزرائه الثلاثة بإرضاء اعضاء "اللقاء التشاوري" في مطلب تمثيلهم في الحكومة الحريرية، ما زال يحتفظ بها على رغم المطالبة تكرارا بتسليمها.

لقاء ابراهيم- التشاوري: وفي انتظار اللقاء المُرتقب  ظهر غد في دارة النائب عبد الرحيم مراد بين سنّة 8 اذار والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يقوم بوساطة بين الطرفين كما تردد لحلّ العقدة الحكومية، وقد زار اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري، افادت مصادر مطّلعة "المركزية" ان ما تردد عن لقاء بين الرئيس المكلف سعد الحريري والنواب الستة في قصر بعبدا غير دقيق ولا مطروح اساسا، الا انها اشارت الى ارتياح الرئيس الحريري لمبادرة الرئيس ميشال عون واستمراره على رأيه التفاؤلي. وكانت المعلومات اشارت الى ان وساطة ابراهيم تقوم على قاعدة التنازل المتبادل، بحيث يُعقد لقاء بين الرئيس المكلّف و"اللقاء التشاوري" في قصر بعبدا برعاية الرئيس عون ويُصار بعده الى ان يُسمّي النواب الستة وزيراً من خارجهم ليتمثّل في الحكومة من حصّة رئيس الجمهورية.

مشاريع بعد التشكيل: وفيما لم يعقد اي لقاء بين الرئيسين عون والحريري اثر عودته من الخارج، يواصل رئيس الجمهورية اتصالاته بشأن التشكيل في ظل اجواء لا تزال ضبابية. واشار الرئيس عون الى "ان هناك الكثير من المشاريع التي تصبّ لمصلحة البلد سنبدأ العمل بها فوراً مع تشكيل الحكومة".

مبادرة ميتة! الا ان "اللقاء التشاوري" استبق اي مبادرة للحل بتأكيده ببيان مُقتضب بعد اجتماعه في دارة النائب مراد بغياب النائب فيصل كرامي بداعي السفر "ان مع إحترامنا وتقديرنا لما يقوم به الرئيس عون من مساعي ومع تفهمنا لدقة الوضع المعيشي والاقتصادي والمالي، وللمخاطر التي تحيط بالوطن، واحساساً منا بالمسؤولية الوطنية، يؤكد اللقاء النيابي التشاوري على ان اي مبادرة لا تقر بحقهم كلقاء بالمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية من باب احترام نتائج الانتخابات النيابية واحترام الشرعية الشعبية التي لنا شرف تمثيلها لن يكتب لها الحياة، وبذلك يبقى الوضع على ما هو عليه حتى اشعار آخر".

كثُر الحزن والفقر: واستكمالاً لمواقفه المنددة بتأخير تشكيل الحكومة الذي تتغلب عليه المصالح الفئوية بدل العامة، تمنّى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "ان نخرج من مأزق تأليف الحكومة الذي نعيشه، لأن بسبب هذا الأمر كثر الحزن والفقر والكآبة والقلق. ونحن بإيمان ورجاء كبير نلتمس من يسوع المسيح ابن الله المتجسد ان يمس ضمائر المسؤولين السياسيين في لبنان كي يعلمو انهم لا يستطيعون انتزاع الفرح من الناس وزرع القلق والخوف والاضطراب في قلوبهم".

استنفار جنوبي: وفيما الهدوء يُخيّم على اجواء التشكيل، سجّلت الساحة الجنوبية استنفاراً للجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" غداة قيام الجيش الاسرائيلي​ بتركيب اسلاك شائكة عند الخط الازرق في كروم الشراقي في خراج بلدة ​ميس الجبل، حيث اجتازت ثلاث حفارات "بوكلن" السياج التقني في كروم الشراقي، وباشرت اعمال الحفر من دون خرق الخط الازرق. كما اقدم على وضع سياج شائك بطول نحو 200 م على طول الخط الازرق، ورفع منطاداً مزوّداً بكاميرات مراقبة في محلة العبارة على طريق عام كفركلا-العديسة. وتولت قوة من الجيش إبعاد جميع المدنيين الموجودين في منطقة كروم الشراقي وتوجه الى المكان وفد من الارتباط في "اليونيفيل"، بالاضافة الى فريق طوبوغرافي تابع للجيش لتحديد النقاط التي تجاوز العدو فيها الخط الازرق.

الانفاق: وعشية انعقاد جلسة مجلس الامن بعد غد للبحث في ملف الانفاق، يبقى لبنان متريثا في ابداء اي موقف رسمي بانتظار تبلور كامل المعطيات، حيث من المفترض ان يكون تبلغ من "اليونيفل" الاحداثيات المتعلقة بهذا الموضوع لكي يبنى على الشيء مقتضاه من قبل القيادات السياسية اللبنانية. وفي السياق، زار قائد القوات الدولية الجنرال ستيفانو ديل كول بيت الوسط، حيث التقى الرئيس المكلّف وتم عرض المستجدات والأوضاع في الجنوب والمهمات التي تقوم بها قوات "اليونيفل". وللغاية نفسها يزور ديل كول غدا الثلثاء قصر بسترس للقاء وزير الخارجية والمغتربين.

لا موفد روسيا: وليس بعيدا، علمت "المركزية" من مصدر رسمي روسي ان  ما يتردد عن زيارة لموفد روسي الى لبنان ذات صلة بموضوع الإنفاق يندرح في إطار الشائعات.

توقيف "الشبح": الى ذلك، وفي سياق الانجازات الامنية التي تُسجّلها الاجهزة الامنية في مرمى كبار المطلوبين، اوقفت شعبة "المعلومات" م. م. (مواليد العام ١٩٩٤، لبناني)  الملقب بـ"الشبح"، وهو احد اخطر المطلوبين للقضاء في بريتال، وتوجد في حقه 36 مذكرة عدلية بجرائم سرقة سيارات وسلب بقوة السلاح ومخدرات، ويعتبر الرأس المدبر لعمليات سرقة السيارات على كافة الاراضي اللبنانية.

7 مؤسسات مخالفة: صحياً، اشار نائب رئيس الحكومة وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني الى "ان الوزارة عمدت الى احالة 7 مؤسسات الى النيابة العامة الاستئنافية لاخذ الاجراءات اللازمة بحق المخالفين والتجار الذين يوزعون مادة Rhodamine B الممنوعة في الصناعات الغذائية"، وعدد المؤسسات المخالفة وهي: مؤسسة يحيا عباس في داريا قضاء الشوف، سبلاني (اعادة تعبئة) في المريجة قضاء بعبدا، حدائق غدق في عنجر قضاء زحلة، كونسروة شتورا في مكسة قضاء زحلة، مؤسسة رياشي في الزلقا قضاء المتن، معمل كبيس غصن في الخيام قضاء مرجعيون ومنتوجات الضيعة في كفرعقا قضاء الكورة.

الحديدة تختبر مشاورات السلام: يمنياً، يدخل اتفاق وقف اطلاق النار في الحديدة الذي ابرمه الطرفان المتحاربان في اليمن الناتج عن مشاورات السلام في استوكهولم حيّز الاختبار ابتداءً من الغد. ويأتي هذا الاتّفاق الذي ترعاه الامم المتحدة عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث بعدما وافقت حكومة الرئيس عبد ربه هادي منصور مع الحوثيين الخميس الماضي على وقف القتال في المدينة المطلة على البحر الأحمر وسحب القوات منها اما، ميدانياً، تصدت "قوات المقاومة الوطنية" في اليمن، لمحاولة تسلل واسعة نفّذها الحوثيون في مديرية حَيس، في محافظة الحديدة، عقب استقدام تعزيزات من مديريات يريم وإِب وذمار، مرت عبر خط العُدين حيس. كما دارت اشتباكات بين" قوات المقاومة" والحوثيين في الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية للمحافظة.

اردوغان والعملية العسكرية: اكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "ان الشراكة الاستراتيجية مع اميركا تتطلب طرد الجماعات الإرهابية من شرق الفرات في شمال سوريا" كاشفاً أن تركيا قد تبدأ عملية عسكرية في سوريا في أي وقت". وشدد، خلال كلمة في إقليم قونية، على "ان درع الفرات عملية في شمال سوريا ستستمر حتى القضاء على آخر إرهابي"، في إشارة إلى مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية المنضوية ضمن قوات سوريا الديمقراطية، حليفة الولايات المتحدة في الحرب على "داعش" في سوريا. واكد "ان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رد بإيجابية على عمليتنا شرق الفرات".