Dec 13, 2018 4:21 PM
تحليل سياسي

الحريري يلاقي عون في تفاؤله: في الامتار الاخيرة قبل التشـكيل
لقاء لندن: مقترحات تسحب ذرائع التعطيل وتضيّق مساحة الخلاف
رام الله تحـت الحصار واتفـاق على وقف النـار فـي الحديـدة

المركزية- على وقع جرعات التفاؤل الزائدة التي ضخها الرئيس المكلف سعد الحريري اليوم، وقبله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بخصوص قرب تشكيل الحكومة، يمضي المشهد السياسي الداخلي، من دون ان يتضح بعد المضمون السياسي لهذا التفاؤل الذي يبدو حتى الآن رماديا لا يستند الى وقائع ملموسة تتيح الرهان عليه، في ظل غياب اي اختراق جدي على جبهة  المواقف التي ما زالت على حالها حتى الساعة.

"نحن في الامتار الاخيرة قبل التشكيل"، قالها الرئيس الحريري من لندن، فيما غابت في لبنان المشاورات العلنية التي شهدها قصر بعبدا منذ مطلع الاسبوع، والارجح انها تتواصل خلف الكواليس حرصا على توفير التوافق المنشود والظروف المناسبة لنجاح المبادرة الرئاسية الانقاذية، في انتظار عودة الرئيس الحريري الى بيروت المتوقعة نهاية الاسبوع، بعد ان يعرّج وفق معلومات "المركزية" على باريس في زيارة خاطفة، والارجح غير معلنة، لوضع كبار المسؤولين في اجواء منتدى الاعمال والاستثمار اللبناني- البريطاني الذي انعقد في لندن، واكد خلاله التزام الحكومة الجديدة بتنفيذ اصلاحات مؤتمر "سيدر".

الحريري- باسيل: في الاثناء، قال رئيس الجمهورية "ان الاختلافات بين الاطراف السياسيين حول الحكومة أسعى جاهدا لوضع حد لها، من خلال مباشرتي هذا الاسبوع لقاءات مع المعنيين، على ان اتخذ بعدها القرار المناسب ". وليس بعيدا " عاد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل إلى بيروت صباحا. واكدّت مصادره أنه ناقش مع الرئيس المكلّف وبتنسيق مع رئيس الجمهورية سلسلة مقترحات من أجل تضييق مساحة الخلافات في عملية تشكيل الحكومة وسحب ذرائع التعطيل.

أما مصادر الحريري فقالت ان "اللقاء مع باسيل كان جيدا وجرى تقويم مشترك للمرحلة الماضية وتوافق على استمرار التواصل بعد العودة الى بيروت". واشارت المعلومات الى ان اللقاء لم يأتِ بجديد وكانت جولة مصارحة وطرح لكلّ ما آلت إليه الأمور" وأفيد ان لا جديد تحقق في لندن بشأن الملف الحكومي باستثناء تأكيد الحريري البقاء على موقفه برفض التنازل من حصّته وتوزير النواب السنّة وتوسيع الحكومة فيما يرحب بحكومة من 18 وزيراً".

في الامتار الاخيرة: وليس بعيدا، قال الحريري في لقاء حواري في لندن إن "منذ أيار لم أوفر جهدا لتشكيل الحكومة وتأمين تمثيل عادل فيها ولبنان لا يستطيع الإستمرار من دون حكومة ونأمل أن تتشكل قريبا". واشار الى ان همّي الأساسي هو السير بقرارات مؤتمر "سيدر" ونحن في المئة متر الأخيرة لتشكيل الحكومة وهي قد تتشكل قبل نهاية العام او مطلع السنة الجديدة"، مضيفا " بعد الإنتخابات الأخيرة تغيّرت المعادلة داخل البرلمان ويجب أن نأخذ هذا الأمر بعين الإعتبار وعقدة التشكيل داخلية ويبقى عائق واحد وأعتقد أنه سيحل". وقال "هناك اتفاق مع رئيس مجلس النواب والنواب على أن تسير القوانين الإصلاحية في مسار سريع"، معلنا ان "استراتيجيتنا هي أن نحضر البنى التحتية في لبنان كي تكون محطة الانطلاق للشركات الأجنبية من أجل المشاركة في إعمار سوريا والعراق وكذلك ليبيا"، لافتا الى "اننا نريد أن نصل إلى تفاهمات كي نتقدم وما حصل في النفايات والكهرباء هو مسؤوليتنا جميعا ولدينا الان مشاريع في الكهرباء والاتصالات وغيرها".

تطبيق الـ1701: من جهة أخرى، سأل الحريري "كم حرب شنت إسرائيل ضد لبنان؟ هل أضعف ذلك "حزب الله"؟ المسألة هي مسألة إقليمية وإيرانية ولمعالجتها يجب أن نجلس إلى الطاولة ولكن نتنياهو لا يريد السلام" وأعلن ان يجب تطبيق القرار 1701 بحذافيره ومسألة الأنفاق يعالجها الجيش اللبناني وتجب محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها".

عون لكارديل: وفي السياق، لفت الرئيس عون اليوم منسقة الامم المتحدة في لبنان برنيل دالير كارديل خلال استقبالها، ان لبنان ينتظر التقارير الميدانية التي تعدها قيادة القوات الدولية في الجنوب (اليونيفيل) حول الانفاق قبالة الحدود الجنوبية، للتأكد ما اذا كانت تجاوزت "الخط الازرق"، مؤكدا ان لبنان يتابع هذه المسألة بعناية لئلا تستغلها اسرائيل لضرب الاستقرار الذي يعيشه الجنوب. وجدد عون التأكيد على التزام لبنان احترام القرار 1701 بحرفيته، في وقت تواصل اسرائيل انتهاك السيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا بمعدل 150 خرقا كل شهر. وشدد على ان لبنان سيعمل ما في وسعه للتعاون مع المجتمع الدولي في النقاط التي اثارها مجلس الامن خلال اجتماعه الاخير الذي تطرق فيه الى الوضع في لبنان. وكانت كارديل اطلعت عون على التطورات في الجنوب وعمل القوات الدولية، والنقاش الذي حصل في مجلس الامن الدولي في 21 تشرين الثاني الماضي حول التقرير عن تطبيق القرار 1701. واكدت استمرار دعم الامم المتحدة للبنان في المجالات كافة.

تشدد ورقابة: من جهة ثانية، وخلال اعلانه استراتيجية العمل الرقابي لعام 2019، اشار رئيس التفتيش المركزي جورج عطية الى "اننا عمدنا الى توجيه دعوة إلى مختلف الادارات العامة لوضع هيكلية لادارتها وابلاغنا بها للقيام بمراقبة وتكون بمتناول المواطنين على مواقعها الإلكترونية". واضاف خلال مؤتمر صحفي "أبلغنا المؤسسات العامة بأن عليها في خلال شهر أن تعمم الرسوم على المعاملات التي تقدمها للمواطنين والوقت الذي تستغرقه للانتهاء من هذه المعاملات". اما تربوياً، فكشف عطية انّه تم ارسال توصية الى وزارة التربية لمنع تخفيف حصص التدريس الاسبوعية للاساتذة بدون وجه حق ومنع التعاقد من دون الحاجة لذلك وسنتشدد بمراقبة هذا الامر. وكشف ان "تبيّن أن هناك هدراً في المال العام بقيمة 30 ألف دولار في مدرسة ثانوية واحدة بتعاقد من خارج الملاك لفائض من الساعات". وعن موضوع الداوم الرسمي لفت إلى انّ "البعض إستخفّ بقضية دوام العمل في حين أنه أساس الإنتاجيّة ومن حقّ المواطن أن يجد الموظفين على مكاتبهم"، مضيفا "نؤكد على وجوب وضع آلة لتسجيل دخول وخروج الموظفين في الادارات العامة وسنقوم بجولات مفاجئة لضبط مخالفات الدوام". و اكّد عطية أنّ "لا تهاون بمصلحة الصحة العامة للمواطنين" وقال: "سنكون متشددين بمراقبة اوضاع المستشفيات الحكومية".

اتفاق الحديدة: اقليميا، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم توصل الأطراف اليمنية إلى اتفاق حول مدينة الحديدة، ومينائها الاستراتيجي، مؤكدًا أن "الاتفاق شمل نشر قوات محايدة وإقامة ممرات إنسانية". وافيد ان الاتفاق ينص على انسحاب كامل للحوثيين إلى خارج الحديدة خلال 21 يوما من الاتفاق. وقال غوتيريش في مؤتمر صحافي في الجلسة الختامية لانتهاء مشاورات السلام اليمنية في السويد، التي يرعاها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، إن “الأطراف اليمنية توصلت إلى تخفيف حدة التوتر في مدينة تعز، وإلى مواصلة التفاهمات في جولة المشاورات المقبلة، في كانون الثاني المقبل". وذكر بأن "تم الاتفاق بين الأطراف اليمنية على وضع إطار لتنفيذ كل ما تم التوصل إليه، وهذا يعني الكثير لليمنيين وللعالم بأسره". وأضاف، "سنشهد انسحاب كل القوات من الحديدة باليمن"، مشددا على أن "الحديدة ستخضع لسيطرة قوات محلية".  وأشار غوتيريش، إلى أنه "لا يوجد اتفاق على وقف إطلاق النار في باقي اليمن".

رام الله: فلسطينيا، فرض الجيش الإسرائيلي طوقا أمنيا شاملا على رام الله بعد ان قُتل ثلاثة جنود إسرائيليين والرابع حالته خطرة في إطلاق نار قرب سلواد.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o