الحكومة تعود الى الضوء...عون يضحّـي وبري والحزب مع الـ32
"درع الشمال": وفد دولي الى اسرائيل للتأكد من الاتهامات ولبنان يشكو
روسيا لاحترام الـ1701 وقرار تركي بالقبض على القحطاني وعسيري
المركزية- ظلت التطورات الامنية الداخلية منها والحدودية ترخي بظلالها على المشهد العام في البلاد، فيما استعاد ملف تشكيل الحكومة المزمن بعضا من الزخم الذي فقده ابان التطورات الاخيرة، ولئن عبر المواقف والطروحات في غياب المخارج العملية الممكن ان تحظى برضى الاطراف المعنيين لتخرج الحكومة الحريرية الى النور.
32 او من حصة الرئيس؟ وفي وقت يتوقّع ان يستأنف وزير الخارجية جبران باسيل، بدفع رئاسي، مساعيه لتذليل العقد التي تحول دون ولادة الحكومة، بدا ان خيار توسيع التركيبة لتصبح 32 وزيرا عاد الى دائرة الضوء، علما ان معلومات كانت اشارت الى عدم حماسة في بيت الوسط له واصرار على ابقاء الصيغة على ما هي عليه اي 3 عشرات. اما مصادر سياسية متابعة فرجّحت عبر المركزية "ان يكون السبيل الوحيد الى الخروج من النفق، متمثلا بلعب رئيس الجمهورية دور "أمّ الصبي"، فيضحّي من كيسه ومن حصّته الوزارية، ويجيّر السنّي الذي تتضمّنه، لصالح سنّي معارِض (لا يستفزّ الرئيس المكلّف). وبحسب المصادر، لم تعد بعبدا بعيدة من هذا التوجّه، الا انها تنتظر تعهّدا من الجميع بأن حلّ هذه العقدة، لن يعقبه "تفريخ" عقدة جديدة في اللحظة الاخيرة، تعيد مساعي الحلحلة الى النقطة الصفر، على غرار ما حصل الشهر الماضي.
بري يقبل بالتوسيع: واليوم، جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقاء الاربعاء التأكيد "على وجوب بذل كل الطاقات لتشكيل الحكومة في أسرع وقت"، شارحا كل ما جرى في الآونة الأخيرة والأفكار المتداولة خلال تحرك الوزير جبران باسيل. ونقل عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي عن بري تشديده النيابي على "ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة"، مشيرا الى "اننا نعول على حركة الوزير باسيل في ما يتعلق بالمقترحات للوصول الى حل نهائي للموضوع"، مضيفا "فكرتان سقطتا والفكرة الثالثة لا تزال مستمرة، والرئيس بري يقبل بتوسيع الحكومة الى 32 وهذه الفكرة لا تزال قابلة للنقاش".
تشريع ومزاعم: وكرر بري التأكيد على عمل مجلس النواب التشريعي والرقابي، مشيرا الى انه "بعد تشكيل الحكومة سيصار الى عقد جلسات شهرية متتالية في إطار المحاسبة والمساءلة والمراقبة. ونوه بنتائج إجتماع وزير المال مع حاكم مصرف لبنان، معتبرا انه "يشكل عامل إطمئنان، مع التأكيد مرة اخرى ان الوضع النقدي مستقر ولا خوف عليه". الى ذلك، أكد بري ان المزاعم الاسرائيلية حول الانفاق "لا تستند الى اية وقائع صحيحة على الإطلاق"، مشيرا في هذا المجال الى الإجتماع الثلاثي اليوم في الناقورة حيث لم يتقدم الإسرائيلي بأية معلومات أو إحداثيات حول هذا الموضوع. وقال بري"ان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو المحاصر داخليا، يحاول القيام بمثل هذه الأمور للتغطية على الوضع الداخلي الإسرائيلي".
حزب الله يوافق على الـ32! وتماشيا مع موقف الرئيس بري ازاء حكومة الـ32، لم تُعارض مصادر في "حزب الله" عبر"المركزية" الفكرة"، رابطةً موافقتها النهائية عليها "باتّفاق الحلفاء جميعاً على السير بها".
المطارنة وحكمة عون: من جهته، اعرب مجلس المطارنة الموارنة بعيد اجتماعه الشهري في بكركي عن قلقه "لغياب أي بصيص أمل بتشكيل الحكومة، بسبب تمسك كل فريق بمطلبه وموقفه، وبسبب الأحداث الداخلية المستجدة، فيما تتفاقم الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية"، واذ جدد "دعوته المسؤولين السياسيين إلى اتقاء الله في وطنهم وشعبه ومؤسساته. فما من مبرر لتأخر تشكيل الحكومة يتقدم وجوب إقبالهم على العمل لإنقاذ البلاد مما هي فيه ويمكن أن يدهمها ويزيد من محنتها، وقد بدت علاماته المشبوهة تظهر في هذه الأيام الأخيرة"، اكد ان "الآباء يتّكلون على حكمة فخامة رئيس الجمهورية المؤتمن على مؤسسات الدولة وخير شعبها، كي يجد الحل المناسب للمعضلة التي تحول دون ولادة الحكومة الجديدة، من أجل خلاص الوطن من الأخطار المحدقة به داخليا وخارجيا".
اجتماع ثلاثي: أما أمنيا وتحديدا على الجبهة الجنوبية التي أطلقت اسرائيل عليها عملية "درع الشمال" امس، فرفعت القوات الإسرائيلية، اليوم السواتر الترابية خلف الشريط التقني مقابل متنزهات الوزاني، وقامت دورية مؤلفة من جيب "هامر" بتفقد محطة المراقبة التي تقع مقابل المتنزهات. كما اطلقت منطادا أبيض مزودا بكاميرات للمراقبة من أحد المواقع العسكرية مقابل محلة كروم الشراقي خراج بلدة ميس الجبل قضاء مرجعيون. وكانت ركّبت فجرا، كاميرا مثبتة على قسطل حديدي فوق الجدار الاسمنتي الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة، عند محلة العبارة مقابل طريق عام كفركلا، وموجهة نحو الأراضي اللبنانية. وسط هذه الاجواء، انعقد الإجتماع الثلاثي الدوري (بين الجيش اللبناني والقوات الاسرائيلية، برعاية أممية) في إحدى مقار الامم المتحدة في رأس الناقورة وبحث بنودا عادية، كالحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق وعدم انتهاكه من قبل الأطراف ووضع العلامات على طول الخط، والانسحاب الإسرائيلي من شمال الغجر، اضافة الى موضوع "الأنفاق". وتقرر إرسال فريق تقني إلى إسرائيل غدا للتأكد من الاتهامات الإسرائيلية لحزب الله.
شكوى لبنانية: وليس بعيدا، أعطى وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل تعليماته لتحضير شكوى الى مجلس الأمن ضد اسرائيل لأنها تقوم بخروق عديدة كل شهر متوسطها ١٥٠ خرقا.
المعادلة الثلاثية جاهزة: وفي حين يعتصم "حزب الله" بصمت لافت تجاه عملية "درع الشمال"، اوضح وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال محمد فنيش لـ"المركزية "اننا لسنا مضطرّين للتعليق على ما يحصل في الجنوب"، مكتفياً بالقول "ان المقاومة والجيش والبلد على جهوزية تامة لمواجهة اي عدوان".
روسيا و1701: أما روسيا، فأعلنت المتحدثة الرسمية باسم خارجيتها ماريا زاخاروفا، أن موسكو تعول على أن إسرائيل لن تنتهك القرار الأممي رقم 1701 خلال العملية التي تجريها شمالي البلاد. وقالت خلال إيجاز صحفي "لا مجال للشك في حق إسرائيل لحماية أمنها القومي، بما في ذلك منع أي كان من التسلل غير الشرعي إلى أراضيها، إلا أننا نعرب عن أملنا في أن الأعمال التي تتخذ لهذا الغرض لن تتعارض مع بنود القرار الأممي رقم 1701 الذي ينص على قواعد تصرف الأطراف في المنطقة الزرقاء".
حق استخدام السلاح: في غضون ذلك، وتعقيبا على حوادث الجاهلية، اكد المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان في مؤتمر حول إنجازات "قوى الأمن الداخلي" في اليوم العالمي لحقوق الانسان ان " "لعنصر قوى الأمن حق بالتأكّد من هوية أي شخص وحق في التفتيش وحق في التوقيف في حال الجناية المشبوهة وحق استعمال السلاح ضمن شروط"، مشيرا الى ان "لا يمكن للمواطن أن يتذرّع بجهله للقوانين، الحق هو حق وبالتالي أصحاب الحق باستعمال السلاح بالأمس لم يطلقوا النار لأنهم يريدون تجاوز كل المشاكل بالطرق القانونية". وتابع "نبدأ تحقيقاتنا بناء لاشارة قضائية وننهيه كما بدأناه"، موضحا ان "توقيف الاشخاص حق تنفيذا لمذكرة عدلية او تلقائيا في حال الجناية المشهودة".
كاميرات وهاب: في سياق متصل، وفي وقت يعقد رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب مؤتمرا صحافيا السادسة مساء يتطرق فيه الى احداث الجاهلية، اشارت معلومات صحافية الى ان الاخير "ادعى بأن كاميرات المراقبة لديه معطلة لا تسجل. واستغربت مصادر مطلعة هذا الامر اذ من غير المنطقي ان تكون كاميرات المراقبة لدى شخص مثل وهاب معطلة خاصة وانه تعمد تسليم قوى الامن جهاز التسجيل الرقمي فارغا من اي محتوى.
خاشقجي: خارجيا، أصدر مكتب النائب العام في إسطنبول، قرارا بالقبض على متهمين اثنين من المسؤولين السابقين في المملكة السعودية، يعتقد أنهما من بين الشخصيات المهمة التي "خططت" لعملية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في تركيا. والمسؤولان الكبيران اللذان صدرت المذكرة بالقبض عليهما، هما نائب رئيس الاستخبارات العامة السعودية سابقا أحمد عسيري، والمستشار السابق سعود القحطاني، وفق وكالة "الأناضول" التركية.