وساطة "وسطية" لباسيل لحل "العقدة السنية" على الطريقة "الدرزيـــــة"
نصرالله يصعّد:عدم الاعتراف بحقهم بالتوزير مهين ومعهم "الى قيام الساعة"
منتدى السلام ينطلق:الحريري يلتقي رؤساء واجتماع "متوتر" بين ماكرون وترامب
المركزية- في عطلة نهاية الاسبوع انهمرت المواقف وتعددت المناسبات، فيما يبقى الهدف الأساسي، تأليف الحكومة، بعيدا لا بل متواريا خلف انعدام الرؤية السياسية المحددة على المستوى الداخلي، وفي ظل انقشاع سيء على المستوى الاقليمي-الدولي بسبب عبق الغبار المنبعث من "مصانع" العقوبات على ايران ودواخين نتائج الانتخابات الاميركية النصفية والتمدد الاسرائيلي نحو دول الخليج ومفاعيل اللقاءات الرئاسية التي تنعقد في العاصمة الفرنسية.
نصرالله: حدثان داخليان احتضنتهما الضاحية الجنوبية، لقاء ليلي بين وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وامين عام حزب الله حسن نصرالله واطلالة "للسيّد" في ذكرى يوم الشهيد المقاوم، حيث ارسل اشارات استباقية لتشكيل الحكومة "لمن يهمه الامر" ولا سيما الرئيس المكلف سعد الحريري من خلال اعلان التمسك بقوة "بالمعادلة الذهبية: الجيش والشعب والمقاومة" وبسلاح المقاومة وبكل صواريخها. واذ اكد انه كان على الثنائي الشيعي المطالبة بـ10 حقائب بحسب معايير القوات والاشتراكي والمستقبل، قال: انا وكل فرد في حزب الله نفتخر ان يكون النواب السنّة اخواننا، موضحا اننا من اليوم الاول للتشكيل تحدثنا مع الرئيس الرئيس المكلف بحق هؤلاء بالتوزير، وذكرنا به اكثر من مرة. وقال: كل ما قيل عن عقدة مفتعلة غير صحيح، اما عدم الاعتراف بحق النواب السنّة فمهين وغير مقبول. وتوجه لرئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط بالقول: ضبّط راداراتك لان لا ايران ولا سوريا تتدخلان. وشدد على اننا سنبقى مع النواب السنة الى قيام السنة.
نصرالله- باسيل: وكان رئيس "التيار الوطني الحر" زار ليلا نصر الله واجتمعا في حضور رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا. وتم البحث بحسب ما اعلنت دائرة العلاقات الاعلامية في حزب الله ""في موضوع تشكيل الحكومة والعمل على إيجاد السبل الكفيلة لحل العقد التي تعترض إنهاء عملية التشكيل، على اساس المعايير الموضوعية والعملية. وتطرق النقاش إلى عدد من الملفات الداخلية حيث إتفق الطرفان على وجوب تحصين الوحدة الوطنية ومنع الإنجرار إلى توتير البلاد او التحريض المذهبي او الطائفي. كذلك، تم البحث في الوضع الإقليمي واهمية تعزيز الاستقرار في لبنان ملاقاة لأي تطور في المنطقة."
وساطة باسيل الوسطية: وتأتي زيارة باسيل كما تفيد مصادر سياسية مطلعة "المركزية" في اطار خطوة "انقاذية"، بعيد نيله تفويضا رئاسيا، استنادا الى موقعه الوسطي وقربه من القوى السياسية المعنية بالازمة من حزب الله الى سنة 8 آذار فتيار المستقبل ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وافادت ان افكارا عدة طرحت في خلال الاجتماع المطول لم يتم حسم اي منها في انتظار عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من باريس المتوقعة غدا لتتسنى له المشاركة في الجلسة التشريعية يومي الاثنين والثلثاء المقبلين. وكشفت ان المخرج الاكثر ترجيحا يشكل استنساخا لطريقة حل العقدة الدرزية، بحيث يختار الرئيس عون شخصية سنية من 8 اذار مقبولة من اللقاء التشاوري ولا تزعج الرئيس الحريري كما لا تؤذي صورة الرئيس عون، على ان يتولى حزب الله مناقشتها مع حلفائه. واذ وصفت الاجواء بالايجابية، اشارت الى بعض التباينات في وجهات النظر بين الطرفين في مقاربة بعض القضايا، غير انها لا تفسد في الودّ قضية، فالعلاقة بين الضاحية وميرنا الشالوحي ثابتة وراسخة. واشارت الى ان نتائج الزيارة ستنعكس تبريدا للاجواء وتخفيفا للتشنج ومن شأنها ان تؤكد جدية التحرك لحل ازمة سنّة 8 اذار، موضحة ان تشكيل الحكومة لن يكون بعيدا. واشارت في مجال آخر الى ان زيارة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي الى الرئيس نبيه بري تمت بالتنسيق مع الوزير باسيل لوضعه في صورة مبادرته.
سنة 8 اذار: اما النواب من سنّة 8 آذار الذين غابوا اليوم عن واجهة المشهد، فأكدت مصادر مقربة من النائب فيصل كرامي لـ "المركزية" انهم أجروا لقاء ممتازا مع رئيس الجمهورية، وهم في انتظار نتائج تحرك الوزير باسيل، علما أن أي اتصال لم يسجل، حتى اللحظة على الأقل، بين باسيل والنواب السنة". وإذ نوهت المصادر بما سمته "دعم الحلفاء الثابت للوزراء السنة الدائرين في فلك 8 آذار، أكدت أن التيار الوطني الحر يعتبر حليفا أيضا، ونحن قررنا الافساح في المجال أمام الوزير باسيل".
لن نترك جهداً: وفي موقف يؤكد دخول رئيس الجمهورية بقوّة على خط فكّ عقدة " سنة 8 آذار"، اكد الرئيس "انه لن يترك جهداً الا وسيبذله من اجل حل تعقيدات تشكيل الحكومة"، معتبراً خلال استقباله في قصر بعبدا بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك يوسف العبسي على رأس وفد من سينودس اساقفة كنيسة الروم الكاثوليك في لبنان والمنطقة وبلاد الانتشار، "ان الامر يتطلب شجاعة وصبراً لنصل الى الخواتيم، لكننا سنجد الحل لأن الانتظار هو خسارة للوقت."
تمثيل المسيحيين المستقلّين؟ وفيما الكباش الحكومي على اشده لجهة معايير التمثيل، يبدو ان تلبية مطلب النواب السنّة المستقلين سيفتح شهية نواب اخرين من طوائف اخرى للتمثيل، وهذا ما عبّر عنه عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش خلال استقباله وفوداً شعبية في دارته في بلدة القبيات بقوله "اذا ما فتحت معايير جديدة، سنطرح مسألة تمثيل المسيحيين المستقلين اسوة بالمسلمين المستقلين".
مسؤول اميركي في بيروت: في غضون ذلك، وبعيد ايام على صدور دفعة العقوبات الاميركية على ايران، تبدو عين ادارة الرئيس دونالد ترامب ترصد لبنان بكثير من الدقة لمراقبة كيفية تعاطيه مع العقوبات الجديدة. وللغاية، علمت "المركزية" أن واشنطن ستوفد الى بيروت خلال الايام المقبلة أحد المسؤولين من اجل عقد لقاءات مع المعنيين في حكومة تصريف الاعمال، تتمحور حول استراتيجية الادارة الاميركية في شأن العقوبات على ايران. ولم تحدد مصادر المعلومات ما اذا كانت الولايات المتحدة ستوفد المبعوث الاميركي الخاص في شأن إيران براين هوك، أو أحد مساعدي وزير الخارجية مايك بومبيو، حيث من المحتمل ان يعرج هوك على لبنان بعد محادثات يجريها مع المسؤولين الاسرائيليين، لمناقشة التعاون في مواجهة التهديدات الإيرانية، لضمان الانفاذ الكامل للاستراتيجية التي تقضي بممارسة أقصى درجات الضغط من أجل تغيير سلوك إيران.
احتفالات الهدنة ولقاءات الحريري: في باريس بدأت الوفود المشاركة في مئوية الحرب العالمية الاولى -احتفالات الهدنة (armistice) - بالوصول تباعا، بحيث يحضر اكثر من 70 رئيس دولة وحكومة من بينهم الرؤساء الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان وغيرهم، فيما يمثل لبنان الرئيس الحريري. ويقيم وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان مساء مأدبة عشاء على شرف المشاركين في مقر وزارة الخارجية قي الكي دورسيه، في حضور الحريري الذي يشارك ظهر غد في مأدبة غداء يقيمها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على شرف الرؤساء الحاضرين. وعلمت "المركزية" ان الرئيس الحريري سيعقد لقاءات عدة على هامش المنتدى الذي يستمر من 10 الى 12 الجاري مع عدد من الرؤساء منهم ترامب وبوتين واردوغان الى غيرهم ، على ان يعود الى بيروت قبل يوم الاثنين.
"قمة" ترامب- ماكرون: وعلى هامش احتفالات مئوية الهدنة، التقى الرئيس الفرنسي نظيره الأميركي على وقع سجال تويتري بينهما، بفعل تغريدة نشرها ماكرون عبر حسابه الشخصي على "تويتر" دعا فيها الاتحاد الأوروبي إلى بناء "جيش أوروبي قوي" قادر على حماية "القارة العجوز. وسريعا اعترض ترامب، داعيا الدول الاعضاء في حلف شمال الأطلسي إلى دفع متوجباتها المالية لهذه المنظمة. وعلمت "المركزية" أن الرئيسين بحثا الملف السوري، وشددا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي يوقف حمام الدم. وتناول البحث أيصا سبل التعامل الأوروبي مع العقوبات الأميركية الجديدة والمشددة على ايران، إضافة إلى العقوبات الأميركية والأوروبية على روسيا.