Nov 05, 2018 6:35 AM
صحف

ازمة التأليف مفتوحة وسعاة الخير متشائمون

على رغم اقتناع كثير من المراقبين او المعنيين بموضوع تأليف الحكومة، بأن الأزمة الحكومية المستجدة، أو المفتعلة، ليست في وارد إيجاد الحلول لها، قبل ان تتبلور مفاعيل العقوبات الأميركية على إيران، فإن بعض المعلومات تتحدث عن إمكان ان يشهد الأسبوع الطالع اتصالات ولقاءات لحلحلة عقدة تمثيل النواب السنة المستقلين، في حال عودة الرئيس الحريري من باريس، علماً ان هذه الاتصالات ستتركز اساساً على معالجة موضوع الخلاف في وجهات النظر بين الرئيس ميشال عون و"حزب الله"، على اعتبار ان حل هذا الخلاف يمكن ان يمهد أو يؤسّس لصيغة حل من شأنها ان تفتح "كوة" في موضوع تمثيل النواب السنّة من خارج تيّار "المستقبل"، إلا إذا أراد "سعاة الخير" الذين يعملون على رأب الصدع الذي أصاب العلاقة بين الطرفين، بعد الموقف الذي أعلنه رئيس الجمهورية في حواره التلفزيوني الأخير، على حصر وساطتهم في معالجة نقاط التباين من دون الدخول في معالجة موضوع الأزمة أو الخلاف، بقصد إبقاء الكرة في ملعب الرئيس المكلف، وليس في ملعب الرئيس عون أو "حزب الله"، الذي قالت مصادره أمس ان المشكلة ليست مع عون الذي نختلف معه في وجهات النظر، لكن ليست هناك قطيعة معه.

وفي اعتقاد اوساط "سعاة الخير" ان موضوع الخلاف بين الرئيس عون و"حزب الله" يمكن إيجاد حلول له بالحوار او عبر اتصال مباشر، وهو ليس مشكلة لدى الطرفين، في حين ان موضوع تمثيل النواب السنّة الستة غير قابل للمعالجة في الوقت الراهن، على رغم وجود مقترحات عدّة ما زالت قيد التداول، لكن من دون ان يتبناه احد كحل مقبول، وقد تحتاج إلى شهرين او اكثر، ريثما تتضح ابعاد "الكباش الاقليمي" الحاصل في المنطقة سواء على صعيد العقوبات الأميركية او إيجاد الحلول للازمات المشتعلة في اليمن وسوريا.

ونُقل عن هذه الأوساط قولها لـ«اللواء» "ان المساعي التي تقوم بها اكثر من جهة، خصوصاً المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لم تصل إلى مرحلة إيجاد الحلول المقبولة، وان لا مجال الآن للدخول في اية محاولات ناجحة قبل ان تبرد الأمور بين اطراف الأزمة، بخاصة بين الرئيس عون و"حزب الله" وبين الرئيس الحريري والنواب السنّة المستقلين.

وزاد من تعقيد الأمور، الاتهام المباشر لـ"حزب الله" بتنفيذ أجندة إيرانية بتعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية، عبر ربط التشكيل بتمثيل حلفائه من النواب السنّة، بسبب الصراع الدولي والإقليمي بين الإدارة الأميركية وإيران، هذا الصراع الذي أشار إليه مرجع سياسي رسمي، مبدياً مخاوفه من انعكاسه السلبي على لبنان، خصوصاً إذا جعل الطرفان من لبنان ساحة لتصفية الحسابات، بحيث يصبح التفاوض بين الكبار اصعب من التفاوض بين اهل البيت اللبناني لحل اي خلاف او اشكال داخلي، من دون ربطه بتعقيدات الأزمات الإقليمية.

وبحسب الأوساط نفسها، فإن من غير المرتقب ان يصل الاختلاف بين الرئيس عون و"حزب الله" إلى حدّ القطيعة، إنما هناك اختلاف في الرأي يتم حله بالتفاهم، بعدما تبرد الأجواء المحمومة، خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما دفع مسؤولي "حزب الله" إلى التحفظ والهدوء والكتمان في التعاطي مع الموضوع، وإلى معالجته بعيداً من الضجيج حتى لا يحصل تخريب للمساعي، فيما كان لافتاً للانتباه حرص اوساط رئيس الجمهورية على "تذويب" نقاط الخلاف.

 مطلب قديم: ونقلت "النهار" عن مصدر وزاري مطلع على مسار التأليف قوله "ان موقف "حزب الله" من التمثيل السنّي ليس طارئاً، بل مطلب قديم، وكان يمكن حله بالحوار، الا ان اي جهة رسمية لم تأخذ هذا المطلب في الاعتبار". واضاف "ان تمسك "حزب الله" به وتعطيل تأليف الحكومة يقرأ كالاتي: ان الحزب غير مستعجل تأليف الحكومة كما يعتقد البعض باعتبارها غطاء له قبيل العقوبات على ايران، والحزب ليس في وارد التخلي عن حلفائه الا اذا ارتضوا حلاً مختلفاً، والحزب مصرّ على المعايير الموحدة التي اعتمدت مع العقدتين الدرزية والمسيحية. ورأى المصدر ان ولادة الحكومة باتت من دون موعد في انتظار اتصالات الاتي من الايام بعد عودة الرئيس الحريري".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o