Nov 04, 2018 6:57 AM
صحف

هل طويت صفحة العقدة السُنيّة تماما؟

لم تنجح حركة الوسطاء في إعادة الحرارة إلى خطوط الاتصال بين رئيس الجمهورية ميشال عون وقيادة “حزب الله”، بعد الاهتزاز القوي الذي أحدثه رفضُ عون توزير “سنّة 8 آذار”، وتأييده موقف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ، الأمر الذي أزعج الحزب وزاده تشبثاً في موقفه، إذ أعلن نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أن “الحكومة لا تكتمل إلا إذا تمثّل السُنّة المستقلون”…

وفي معلومات توافرت لصحيفة “السياسة” الكويتية من مصادر في تيار المستقبل”، أن صفحة العقدة السُنيّة “طويت تماما، بعد موقفي الرئيسين عون والحريري ، ولا مجال لإعادة الحديث عن توزير سُنّة من خارج كتلة الرئيس المكلف، وهذا الأمر تبلَّغَه حزب الله من دوائر قصر بعبدا”.

واستناداً إلى معلومات “السياسة” من أوساط قريبة من حزب الله، فإنه لن يقبل على نفسه التراجع في موضوع “سنّة 8 آذار”، لا سيما بعدما أطلق أمينه العام السيد حسن نصرالله ما يشبه التعهد بتوزير من يمثلهم في الحكومة. وبالتالي، فإن الأمور تسير “نحو التعقيد الذي سيفتح الأزمة الحكومية على كل الاحتمالات”.

وفيما يتابع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مساعية لإعادة وصل ما انقطع بين رئاسة الجمهورية وقيادة حزب الله، استبعدت أوساط التيار الوطني الحر زيارة وفد من الحزب إلى القصر الجمهوري.

وتصرّ أوساط سياسية عبر صحيفة “الراي” الكويتية، على ربْط تأخير حزب الله ولادة الحكومة بذريعة التمسك بتوزير حلفائه السنّة ولو على حساب تعريض علاقته برئيس الجمهورية العماد ميشال عون للاهتزاز، بالعوامل الإقليمية، وبالحاجة الى ترْك الأمور معلَّقة في لبنان أقلّه لرصْد مفاعيل “الصدمة الأولى” التي ستُحْدِثها العقوبات الأميركية على إيران ليُبنى على الشيء مقتضاه، وسط تَرقُّبٍ لما ستحمله الأيام المقبلة على صعيد العقدة السنية وإذا كان الحزب سيمضي أو يرفع من وتيرة نهجه المتشدّد حيالها تحت عنوان “لا حكومة من دون حلفائنا السنّة مهما طال الزمن”، أم أنه سيمهّد تباعاً لعملية “هبوطٍ آمن” من “أعلى الشجرة” بما يفتح الباب أمام تسوية تكون مهداةً لحليفه رئيس الجمهورية ولا تبدو تراجعُاً أمام الرئيس المكلف سعد الحريري الذي لاقاه عون في معركة رفْض إضعافه بتمثيل النواب الستة من خارج عباءته.

وفيما توقفتْ الأوساط السياسية نفسها عند استحضار حزب الله بلسان رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين وفي معرض إصراره على توزير حلفائه السنّة ان الحزب يملك وحلفاءه الغالبية في البرلمان وان نتائج الانتخابات الأخيرة فرضت وقائع جديدة “ونحن لم نطالب أن تكون كل نتائج الانتخابات محقَّقة على المستوى السياسي”، قلّلتْ مصادر أخرى من ارتباط موقف حزب الله في ما خص الملف الحكومي بمجريات الوضع الاقليمي، معتبرةً ان الحزب يستكمل رفْع السقف الى الحدّ الأقصى في العقدة السنية لانتزاع هدفٍ رئيسي يتمثّل في عدم تمكين فريق رئيس الجمهورية من الحصول على الثلث زائد واحد في الحكومة العتيدة، كما أنه يرفع البطاقة الصفراء بوجه ما ظَهَر على أنه تناغُم بين رئيسيْ الجمهورية والحكومة المكلف على إدارة التوازنات في الحكومة بمعزل عن الثنائي الشيعي.

المصدر: السياية الكويتية والراي الكويتية

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o