الطبخة الحكومية: تبادل حقائب قد يحلّ العقـــد فهل تولد غدا؟
الحريري في عين التينة وباسيـــل قد يزور "الوسط" مســـاء
القمة الرباعية: وقف النار في ادلب والتسوية ولجنة صياغة الدستور
المركزية- على خط تزخيم المساعي وتقاطعها عند وجوب تطويق الازمة الحكومية وتقويض فرص الانهيار الاقتصادي الوشيك بإقرار كبار المسؤولين في الدولة وفي مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، خضع التأزم الحاصل على مستوى التشكيل الى معاينة ميدانية في عين التينة من خلال زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى الرئيس بري بعد الظهر لوضعه في صورة آخر ما توصلت اليه اتصالاته المكوكية لازالة آخر العقبات التي تعترض ابصار حكومته العتيدة النور على امل ان تولد قبل الاربعاء المقبل.
الحريري عند بري: وفي وقت توقعت اوساط متابعة ان تولد الحكومة خلال ساعات بعد "روتشة" بعض العُقد الصغيرة، مستندة الى الحركة المكثّفة للمشاورات التي شهدها بيت الوسط امس، واجتماع الحريري- بري اليوم الذي شارك فيه الوزيران غطاس خوري وعلي حسن خليل والوزير السابق باسم السبع، اشارت مصادر مطلعة لـ"المركزية" الى ان الطبخة الحكومية تكاد تنتهي لكنها لم تنضج بعد، فالزيارة الى الرئيس بري تندرج في اطار مساهمته في تدوير الزوايا على مستوى توزيع بعض الحقائب، وفي ضوء نتائجها يمكن الحديث عن تقدم جدي. وتوقعت استكمال المشاورات في ساعات المساء اليوم من دون استبعاد عقد اجتماع بين الرئيس المكلف ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بحيث يصبح آنذاك الحديث عن اعلان مراسيم التشكيل اكثر واقعية، بعد طلب الرئيس المكلف من القوى السياسية تسليمه الاسماء التي تقترحها للحقائب للاختيار من بينها.
لا موعد اليوم: في الاثناء، افادت مصادر بعبدا "المركزية" ان لا موعد محددا للرئيس الحريري في دوائر القصر اليوم، الا اذا استجدّ ما يدعو اليها.
الزراعة للقوات؟ وفي السياق، تحدّثت معلومات صحافية موكبة للاتصالات عن ان من بين محاولات معالجة تمثيل "القوات اللبنانية" في الحكومة اقناع الرئيس بري بالتنازل عن حقيبة الزراعة للقوات مقابل حقيبة العمل التي ترفضها "القوات"، واذا قبلت الاخيرة بالزراعة تكون الازمة انتهت، شرط الا تتحول مسألة تمثيل النواب السنّة المستقلين الى عقدة اخيرة ما لم يقرر الرئيس ميشال عون تبني توزير احدهم.
من الشك الى اليقين: واذا لم تنضج الطبخة الحكومية خلال الساعات المقبلة، والارجح بحسب معلومات "المركزية" ان يزور الرئيس الحريري مساء غد قصر بعبدا للاعلان عنها، وتبين ان ثمة عراقيل قفزت مجددا الى واجهة التشكيل، فإن الشك في نية البعض منع او تجميد الولادة الى موعد لاحق يناسبها يصبح آنذاك يقينا، كما تقول اوساط سياسية معنية لـ"المركزية"، موضحة ان جبال العراقيل التي ترتفع من خلال استيلاد عقد جديدة على غرار عقدة تمثيل النواب السنّة والعودة عن وعود قُطعت للبعض لا تبعث على الاطمئنان.
المية ومية: في مجال آخر، عاد الهدوء الحذر الى مخيم المية ومية بعد جولات الاشتباكات العنيفة التي شهدها على مدى ايام بفعل الاتصالات السياسية اللبنانية والاجتماعات الفلسطينية. ووسط مخاوف من تجددها، أصدر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بيانًا تمنى من خلاله على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة إعطاء الأوامر للجيش اللبناني للتدخل في أسرع وقت ممكن لوقف هذه الاشتباكات.
قمة رباعية: سورياً، استضاف الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، في اسطنبول نظيريه الروسي، فلاديمير بوتين والفرنسي، إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية،أنجيلا ميركل، في قمة تهدف، بحسب مصادر فرنسية، إلى "تثبيت وقف إطلاق النار في منطقة إدلب، وتعميق المحادثات المرتبطة بالعملية السياسية الرامية لتسوية النزاع في سوريا". وسبق القمة اتصال بين بوتين وماكرون. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، ابراهيم كالن "اننا نأمل من هذه القمة اتخاذ الخطوات، وإعلان خريطة الطريق نحو التسوية السياسية في سوريا في شكل واضح، إلى جانب تشكيل لجنة صياغة الدستور".
صواريخ سورية؟ في الاثناء، اتّهم الجيش الاسرائيلي سوريا بأنها امرت بإطلاق صواريخ من قطاع غزة على اسرائيل بدعم من إيران حليفة دمشق. وقال الناطق باسم الجيش جوناثان كونريكوس "ان إطلاق الصواريخ ليلا على إسرائيل تم بأمر من دمشق بمشاركة واضحة للحرس الثوري" الإيراني".
...الجهاد توقف النار: وعلى الخط، اعلنت حركة "الجهاد الإسلامي"، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية. وقال المتحدث باسم حركة الجهاد، داوود شهاب، "بعد اتصالات من الجانب المصري بقيادة حركة الجهاد الاسلامي، تم الاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بدءاً من الآن، والحركة ملتزمة اذا ما التزم الاحتلال بذلك".
مسقط تتوسط؟ الى ذلك، وبعد الزيارة "اللافتة" لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى سلطنة عمان ولقائه السلطان قابوس، اوضح وزير الشؤون الخارجية في السلطنة يوسف بن علوي رداً على سؤال عن إمكانية لعب مسقط دور الوسيط بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، "اننا لسنا حقيقة وسطاء إطلاقا، سيبقى في رأينا الدور الأميركي هو الدور الرئيسي في مساعدة الطرفين ومساعدة دول المنطقة المحاذية لها في التوصل إلى اتفاق يرضي الجميع ويعطي المنطقة فرصة من الراحة بدل الخلافات والصراعات الموجودة، إنما نحن نقدم ما نسميه التيسير".
وايران تنفي: من جهة اخرى، نفت وزارة الخارجية الإيرانية ادّعاء احد نواب مجلس الشورى الإسلامي بأنها بادرت للاتصال والتفاوض مع مسؤولين اميركيين في إحدى الدول المجاورة"، مؤكدة "ان لا اساس من الصحة لهذه الاتهامات".وجاء في بيان اصدرته الخارجية الإيرانية "ان جميع مزاعم النائب جواد كريمي قدوسي حول رغبة وزارة الخارجية بالاتصال والتفاوض مع الحكومة الأميركية والمبادرة للتفاوض مع مسؤولين اميركيين في احدى الدول المجاورة، باطلة ولا اساس لها". وكان عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي النائب جواد كريمي قدوسي قال في تصريح امس "انه ورغم النهي الصادر عن قائد الثورة فإننا نمتلك انباء موثّقة تفيد بأن خبراء من وزارة الخارجية يجرون في الوقت الحاضر مفاوضات في سلطنة عمان مع نظرائهم الأميركيين."
علاقات حديدية: اما في جديد قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، فأوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير "ان التحقيقات "تستغرق وقتا"، والحقائق تتكشف معها." واكد خلال كلمته في المنتدى الرابع عشر لـ"مؤتمر حوار المنامة 2018"، "ان جهات إنفاذ القانون السعودية في تركيا تعمل مع نظيراتها التركية، في التحقيق، ويوميا هناك ادلة جديدة نرصدها"، لافتاً إلى "اشخاص تجاوزوا صلاحياتهم في القضية." واعتبر"ان العلاقات مع الولايات المتحدة "حديدية، لدينا علاقات إستراتيجية معها وهي ثابتة وراسخة."
ماتيس لوقف التدخلات الايرانية: من جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أن واشنطن تعمل على وقف التدخلات الايرانية في المنطقة، قائلا إن الولايات المتحدة "تعلم ماذا تفعل إيران في المنطقة." وفي ما يتعلق بالوجود الروسي، قال: إن روسيا "لا يمكن أن تأخذ مكان" الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، في إشارة إلى النفوذ الروسي في سوريا ودعم الرئيس بشار الأسد. وأضاف ماتيس، أمام القادة العرب المشاركين في مؤتمر "حوار المنامة" للأمن في البحرين، أن "انتهازية روسيا وسعيها إلى تجاهل النشاطات الإجرامية للأسد ضد شعبه يثبت افتقادها إلى الالتزام الصادق بالمبادئ الأخلاقية الأساسية." واردف: "اليوم أريد أن يكون ذلك واضحا. إن وجود روسيا في المنطقة لا يمكن أن يحل محل الالتزام الطويل والدائم والشفاف للولايات المتحدة حيال الشرق الأوسط. التزام أكرر تأكيده بلا تحفظ".وتابع: "ندعم الشركاء الذين يغلبون الاستقرار على الفوضى".