Oct 26, 2018 8:01 AM
صحف

المبادرة الروسية للعودة في "الثلاجة"!

لم تجد المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم بعد طريقها للتنفيذ رغم مرور اشهر على الإعلان عنها. إذ يرجح خبراء ان تكون وُضعت في الثلاجة بعد ربطها من قبل المجتمع الدولي بالتسوية السياسية النهائية في سوريا. لكن لبنان المتحمس لإعادة اكثر من مليون ونصف سوري إلى بلدهم، استكمل تنظيم عمليات إعادة اعداد محدودة من النازحين من خلال التنسيق غير المباشر مع النظام السوري.

وغادر امس 829 نازحا سوريا الأراضي اللبنانية، بحسب مصدر في الأمن العام اللبناني تحدثت إليه "الشرق الأوسط" بعد تخصيص حافلات نقلتهم من نقاط محددة سابقا في الشمال والجنوب وبيروت إلى معبري المصنع والعبودية الحدوديين.

وسلم مسؤول ملف النازحين في "حزب الله" النائب السابق نوار الساحلي المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لائحة اسمية جديدة بدفعة من النازحين السوريين الراغبين بالعودة الطوعية إلى سوريا. وافادت المعلومات بأنهما تباحثا بأمور النازحين وبمواضيع تتعلق بعودتهم والتسهيلات الممنوحة من الأمن العام اللبناني.

واشارت مستشارة وزير الخارجية لشؤون النازحين علا بطرس إلى "ان المبادرة الروسية لم تتحول حتى الساعة إلى مبادرة دولية، لكن اللجنة اللبنانية-الروسية التي تشكّلت تمكنت من تحقيق خروقات كبيرة في مجال معالجة المعوقات التي تحول دون حماسة السوريين على العودة، وهو ما ادى لتفعيل العمليات المنظمة التي يرعاها الأمن العام". وقالت بطرس لـ"الشرق الأوسط" "اصدرت الحكومة السورية قرار عفو عن المنشقين عن الجيش السوري كما تم سحب القانون رقم 10. وهذان تطوران كبيران بدأنا نلتمس حجم تأثيرهما في عملية تفعيل العودة".

من جهته، لفت مدير معهد "الشرق الأوسط" للشؤون الاستراتيجية سامي نادر إلى "ان المبادرة الروسية لم تسقط إنما وُضعت في الثلاجة، باعتبارها ورقة تفاوضية مهمة تتمسك بها موسكو لأنها تعرف تماما اهميتها الاقتصادية والاستراتيجية والأمنية لأوروبا"، لافتا في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، إلى "انها حاولت مقايضتها بموضوع العقوبات او بالدفع لتمويل عملية إعادة الأعمار في سوريا، لكن تبين لها ان ظروف التسوية لم تنضج، خصوصاً ان الأوروبيين حريصون على ان تكون هذه العودة حقيقية وآمنة ومقترنة بشروط سياسية ابرزها الانتخابات". اضاف "كذلك التمس الأوروبيون إشارات متناقضة من موسكو والنظام السوري حيث لجأ الأخير إلى القانون رقم 10 وإلى تفعيل عملية التجنيد الإجباري، ما دفعهم إلى التراجع خطوات إلى الوراء، خصوصاً في ظل استمرار إعادة الهندسة الديموغرافية داخل سوريا، مع حركة (تشييع) وسط الشام من خلال استقدام مجموعات شيعية لتسكن في المنطقة".

واوضح نادر "ان المنطقة الوحيدة التي شهدت في الفترة الماضية عودة للسوريين السنّة، هي تلك الخاضعة للنفوذ التركي"، مرجحا ان يعود هؤلاء قريبا ايضا إلى الجنوب السوري لما في ذلك من مصلحة اميركية وعربية وحتى إسرائيلية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o