Oct 25, 2018 7:35 AM
صحف

التشكيل يدخل شهره السادس:لمَ التأخير؟

يفتح التعطيل الحكومي اعتباراً من اليوم، شهره السادس امضى البلد ايام هذه الأشهر في تضييع وقت ومماحكات ومساجلات وسباق محموم على الحصص والأحجام، وبقيَ الوطن طيلة هذه المدة معلّقاً على حبل الشلل تَسوسه حكومة تصريف اعمال لا حول لها ولا قوة، وعاجزة عن فعل اي شيء.

المحسوم ان الساعات الـ48 المقبلة لن تشهد ولادة للحكومة، ربطاً بما اعلنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من ان الرئيس المكلف سعد الحريري سيبقى في السعودية ليومين، مُتمنياً "الا تخرج شائعات بأنه مخطوف". على ان اللافت للانتباه كان التأكيد المتجدّد للحريري على تفاؤله بقرب ولادة حكومته، كذلك ما نقل عن مصادره بـ"ان الأمور ممتازة بين لبنان والسعودية، والمملكة تدعم تشكيل حكومة في اقرب وقت في لبنان".

كذلك، عكست مصادر بعبدا اجواء مراوحة في عملية تأليف الحكومة، نظراً إلى استمرار عقدتي تمثيل "القوات اللبنانية" والسنةّ المستقلين.

ولم تتحدث مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية الا عن قيام الرئيس ميشال عون بما عليه من تسهيل في الملف الحكومي. مبرراً التمسك بحقيبة العدل في وقت لم يشرح الفريق الذي يرغب بهذه الحقيبة حقيقة هذا التمسك.

وسألت المصادر عن سبب بروز العقد في اللحظة الاخيرة. ولفتت الى "ان المشكلة ليست في بعبدا والموقف كان معروفا اي ضرورة قيام حكومة وفاق وطني. واكدت "ان رئيس الجمهورية بادر الى التدخل في سياق الحل". ورأت المصادر "ان عقدة الحقيبة الموازية لحقيبة العدل لم تحل كذلك الامر في ما خص العقدة السنّية خارج "المستقبل".

ولفتت الى "ان المساعي متواصلة لإنجاز الحكومة الجديدة واي لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف مرتقب بعد عودته من المملكة العربية السعودية لكن لم يحدد موعده.

على ان الصورة التفاؤلية التي يعكسها الرئيس المكلف، لا تبدو مكتملة في القصر الجمهوري، وسط حديث عن ان العقد لم تحسم بعد، ان لناحية حصة "القوات" ونوعية الحقائب التي ستسند إليها، او لناحية تمثيل "سنّة 8 آذار"، الذين ما زال الرئيس المكلف يُبدي اعتراضاً شديداً على توزيرهم. 
وفي سياق الترقّب الحَذِر، يندرج موقف رئيس الجمهورية  ميشال عون، الذي كان ينتظر ان يزوره الحريري مساء امس، قبل ان تطرأ المتغيّرات التي قلبت مواعيد الحريري، والتي اكدت مصادر بيت الوسط "ان اعلان ولي العهد السعودي عن تمديد زيارة الحريري الى الرياض تعني ان هناك لقاءات ستُعقد في الساعات المقبلة متصلة بالوضع في لبنان. على ان يعود الى بيروت مساءً، على ابعد تقدير". 

اسئلة كثيرة: حتى الآن، لا توجد اجوبة عن كثير من الاسئلة التي تتراكم على سطح المشهد الحكومي:

- لماذا لم تتشكّل الحكومة؟ ولماذا لا تتشكّل الحكومة حالياً؟ ولماذا كلما برزَ مناخ تفاؤلي سرعان ما يُنفّسه مناخ تشاؤمي يُعيد الامور الى المربّع الأول؟

-لماذا تبقى ما تُسمّى عقدة تمثيل "القوات" مُستعصية على الحل؟ وهل لهذا الاستعصاء صِلة بالملف الحكومي نفسه، ام تتحكّم فيه يد خفية من الداخل او الخارج؟

-لماذا عندما بدأت عقدة "القوات" تدخل مدار الليونة والحلحلة جرى إبراز العقدة السنّية؟

-هل ان التعقيد هو تعقيد محلي، ام ان هناك من ينتظر تطورات في الخارج ليستثمر عليها في الداخل؟

-هل صحيح ان هناك من يراهن على تطورات يمكن ان تستجد اعتباراً من 4 تشرين الثاني المقبل موعد فرض العقوبات الاميركية الجديدة على إيران و"حزب الله"؟ ولأجل ذلك يضع العصي في دواليب التأليف، لعل الظروف آنذاك تكون ملائمة اكثر؟

-من يحاول ان يَضخّ المناخ الإرباكي في البلد، بأن يوحى نهاراً بأن الحكومة ستتشكّل حتماً ثم ما تلبث ان تتعقد الأمور وتعود الى نقطة الصفر؟

-لماذا يَتبدّى التفاؤل فقط في بيت الوسط، بينما هذا التفاؤل يوجد نقيضه في القصر الجمهوري؟

-لماذا يلقي رئيس الجمهورية مسؤولية حل عقدتَي "القوات" وتمثيل "سنّة 8 آذار" على الرئيس المكلف، وينأى بنفسه عن الشراكة في هذا الحل؟

-هل صحيح ان رئيس الجمهورية قبل بتمثيل "سنّة 8 آذار" من الحصة الرئاسية، ام انه يفضّل ان يتم هذا التمثيل من حصة الرئيس المكلف؟

-إذا ما تعثّر تمثيل هؤلاء السنّة، فما هو البديل؟ وهل يضغط "حزب الله" في هذا الموضوع على رئيس الجمهورية او على الرئيس المكلف او على الاثنين معاً؟

-ما حقيقة ما نُقل عن مراجع رفيعة المستوى بأنه اذا لم يتم تشكيل الحكومة قبل حلول الذكرى الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية، فهذا معناه ان التعقيدات اكبر من الواقع الداخلي، وان الحكومة لن تتشكّل في المدى المنظور؟

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o