استقبال "ملكي" للحريري في الرياض واستعادة "للدور الدولي"
بورصة التأليف بين مدّ وجزر: تفاؤل بعبدا يتراجع ومعراب تنتظر
بري:امامنا 48 ساعة فاصلة..وسلامة: قرارات مهمة تحافظ على الاقتصاد
المركزية- في اليوم الرابع والخمسين بعد المئة، رست اسهم بورصة التشكيل العالق على تفاؤل نسبي لا يستند وفق الظاهر من المواقف الى معطيات حسية جراء المسار الذي تسلكه المفاوضات بين القوى المعنية، باستثناء اشارتين صدرتا من بعبدا حيث نُقل عن رئيس الجمهورية اصراره على الاحتفال بذكرى انتخابه الثانية مع حكومة مكتملة الاوصاف وبيت الوسط الذي ابلغ سيده الرئيس المكلف سعد الحريري كتلة المستقبل ان النائب بهية الحريري سترأس اعتبارا من الثلثاء المقبل اجتماعاتها لانه سيكون يومذاك رئيس حكومة مشكّلة.
لكنّ غلاة التفاؤل يعقدون الرهان على ان عودة الحريري من الرياض المتوقعة اليوم والجواب الذي سيبلغه لمعراب مساء على الارجح ردا على سلسلة المقترحات التي نقلها وزير الاعلام ومدير مكتب رئيس حزب القوات اللبنانية ايلي براغيد للحريري ضمن الورقة التي سلمه اياها في لقائهما الاخير سيزيلان الضبابية التي تغلف ما تبقى من مصير العقد الحائلة دون ولادة الحكومة، وسط ترجيحات بزيارة يقوم بها لبعبدا في الساعات المقبلة لاطلاع الرئيس عون على تطورات الملف الحكومي ومحاولة توليد الحكومة في الايام الفاصلة عن 31 الجاري، بعدما دقّ رئيس مجلس النواب نبيه بري ناقوس خطر الانهيار الاقتصادي الوشيك اذا لم تتخطَ البلاد عقبة التشكيل سريعا.
الحريري في الرياض: في الاثناء، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في مكتبه في قصر اليمامة في الرياض الرئيس المكلف سعد الحريري، حيث تم عرض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ومستجدات الأحداث في المنطقة، في حضور أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد بن محمد العيبان، ووزير المال محمد بن عبد الله الجدعان، والمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا. واشارت مصادر مطّلعة لـ "المركزية" الى ان الاستقبال الملكي للحريري في هذا التوقيت بالذات انما يحمل في طياته ابعادا كثيرة، في مرحلة تتعرض فيها المملكة لاتهامات دولية تحمّلها مسؤولية مباشرة عن قتل الصحافي جمال خاشقجي. وتحدثت عن دور مهم للحريري في المرحلة المقبلة من موقع صداقاته الدولية كصلة وصل بين بعض دول اوروبا لاسيما فرنسا والمملكة العربية السعودية في استعادة لدور والده الرئيس الراحل رفيق الحريري.
مناخات متضاربة: وقبيل عودة الرئيس الحريري تضاربت المناخات التي تسود سماء التأليف. وفي السياق، عكست اجواء بعبدا اليوم، مراوحة في عملية تأليف الحكومة، فعقدة القوات كما عقدة تمثيل السنة المستقلين لم تعالجا، والمسألة هي لدى الرئيس المكلف سعد الحريري، على حد تعبير مصادر القصر. واشارت الاجواء الى أنه لم يعد لدى رئيس الجمهورية ما يقدمه بعدما قدم كل ما بامكانه وحقيبة العدل من حقه ولن يتنازل عنها والحقيبة البديلة التي تطالب بها القوات لم يتفق عليها بعد. واشارت المعطيات الى ان الاجواء في بعبدا ليست تفاؤلية كما كانت أمس بل ثمة كلام عن ان العقد لا تزال على حالها، فيما الرئيس الحريري لم يطلب حتى الساعة اي موعد لزيارة القصر.
العقدة السنية: في الموازاة، بدا ان العقدة السنيّة على حالها. فقد أكد اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين أن تمثيله في الحكومة لا يحتاج الى منّة من أحد. واستغرب النائب فيصل كرامي الذي تلا بيان اللقاء بعد اجتماع في دارته "الدفاع الشرس للرئيس المكلف عن الاحادية السنية المتمثلة في تياره"، وقال:"لم يعد من مبرر له لحصر التمثيل السني به لان الانتخابات اظهرت وجود ثقل سني خارج المستقبل." وأضاف "لسنا في وارد لا التسويات ولا التنازلات في شأن تمثيلنا في الحكومة". وفي هذا المجال، تحدثت اوساط عليمة عن ان سنّة المعارضة الذين يدورون في الفلك السوري، سلموا امرهم لحزب الله باعتبار ان دمشق الغائصة في حروبها وازماتها تحيل قضايا ومطالب حلفائها اللبنانيين في ما خص شؤون الداخل الى حزب الله.
التآلف والتآلف: وسط هذه الاجواء، جدد رئيس مجلس النواب التأكيد على وجوب تأليف حكومة، الامر الذي بات اكثر من ضرورة، مؤكدا خطورة الوضع الاقتصادي في البلاد استنادا الى الواقع والوقائع التي يملكها. وأشار أمام النواب في لقاء الاربعاء الى أن اذا كان تأليف الحكومة في غاية الاهمية فإن تآلف الحكومة هو اكثر أهمية، مجددا الدعوة الى تطبيق القوانين وتشكيل الهيئات الناظمة. ونقل النواب أيضا عن بري انه قد يدعو الى جلسة تشريعية عامة قبل نهاية هذا الشهر، وقد دعا هيئة مكتب المجلس للاجتماع غدا من أجل هذه الغاية. ولفت بري الى انه لن يكون هناك مشكلة حول البيان الوزاري بعد تأليف الحكومة لانه يستند في خطوطه الاساسية الى بيان الحكومة الحالية. ونقل عن بري قوله ان "امامنا 48 ساعة فاصلة وستشكل الحكومة وانشاالله خير".
غزو الشائعات: وكان رئيس الجمهورية تابع التطورات السياسية المرتبطة بتشكيل الحكومة، في ضوء الاتصالات التي تمت خلال الساعات الماضية بهدف تذليل العقد امام ولادتها. وقال خلال استقباله وفدا من جامعة سيدة اللويزة "لا يمكن الاعتماد على امور معيّنة لايصال فكرة سياسية، فالشائعات حالياً تغزو الاعلام والمجتمع، وهي هدّامة وتضرب بالعمق المجتمعات والثقة بين الشعب والمسؤولين والادارة، فنجد انفسنا امام ازمات لا سبب لها. فالاقتصاد مثلاً يمر في ازمة وهو امر معروف، الا ان الحديث انتقل الى تخفيض قيمة الليرة والانهيار المالي... وهي شائعات من شأنها زعزعة الثقة بالمصارف، وقد اضطررنا الى التدخل من اجل وضع الامور في نصابها وطمأنة اللبنانيين، لأن من غير الجائز أن يتم التركيز على الاخبار السيئة من اجل خلق انكماش في المجتمع وتخفيف الدورة الاقتصادية فتنشأ الازمة".
الحاكم والفوائد: وعلى هذا الصعيد، طمأن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى أن "الليرة اللبنانية مستقرة، وسعرها ثابت تجاه الدولار الأميركي وسائر العملات الأجنبية"، وأعلن أن "الحاكمية اتخذت قرارات مهمة تتعلق بالمحافظة على الاقتصاد الوطني، ونحاول أن نستقطب الأموال لمصلحة لبنان وقطاعه المصرفي، لذلك نتّجه نحو سياسة الفوائد الواقعية (المرتفعة)"، كاشفاً خلال اجتماعه مع مجلس إدارة تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم برئاسة فؤاد زمكحل، في مكتبه في المقرّ الرئيسي لمصرف لبنان أن في حال تألفت الحكومة في القريب العاجل "فسنلاحظ حتماً تراجع الفوائد، وتالياً سيكبر حجم الاقتصاد، فتحصل عمليات تسليف جديدة مبنيّة على السوق "المرتاحة"، نافياً "حصول ما يُسمّى بالـ HairCut في القطاع المصرفي اللبناني".
تشدد سوري: سوريا، وصل موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا اليوم إلى دمشق، في مهمّة لن تكون سهلة وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" هدفها إقناع النظام السوري بتأييد تشكيل لجنة تكلف صياغة دستور جديد. وفي وقت يضغط المجتمع الدولي داعما دي ميستورا، لتشكيل هذه اللجنة في اسرع وقت بما يتيح اطلاق عملية الحل السياسي للازمة السورية، لا يبدو النظام السوري في وارد التجاوب مع هذه الجهود. فخلال استقباله المبعوث الاممي ، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم لضيفه "الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي يقرره الشعب السوري من دون أي تدخل خارجي".
ايران...دعم اميركي: اقليميا، رأى الرئيس الإيراني حسن روحاني أن السعودية لم تكن لتقتل الصحفي البارز جمال خاشقجي من دون حماية أميركية، بحسب ما نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء، مضيفا "لا أعتقد أن دولة ما تجرؤ على القيام بمثل هذا الامر بدون دعم الولايات المتحدة"، وذلك في كلمة أوردها التلفزيون الرسمي الايراني. اما الرئيس الاميركي دونالد ترامب فقال "ان السلطات السعودية دبرت "أسوأ تستر على الإطلاق" فيما يتعلق بقتل الصحافي خاشقجي" .واعتبر إن قتله وما تلاه من تستر من جانب السعودية كان "فشلا ذريعا. وأضاف للصحفيين "ما كان ينبغي أبدا أن يحدث قتل أو تستر عليه، لأنه ما كان ينبغي حدوثه أبدا".