Oct 22, 2018 8:21 AM
صحف

الحريري:واشنطن لن تعترف بحكومة بلا القوات‎

عادَت مُشاورات الحكومة إلى التعثر. احييت كل العقد من جديد، المسيحية والسنّية ‏و"الأشغال"، فيما العقدة الأبرز والأهم تتمثّل في ما يقوله رئيس الحكومة سعد ‏الحريري في مجالسه الخاصة: "اي حكومة من دون "القوات" ستعتبِرها الولايات المتحدة ‏حكومة "حزب الله" وربما لن تعترِف بها".

بعدَما كانت كل توقعات الأسبوع الماضي تُشير إلى حتمية ولادة الحكومة في نهايته، وإذا بتطوّرات ربع الساعة الأخير تُعيد الجميع الى ‏التشاؤم، رغم ان قلة من المعنيين بتأليف الحكومة يجزمون بأن الأمور لم تعد إلى المربع الأول، وان العقد لن تحتاج إلى وقت طويل لحلها.

لكن مصادر بارزة مشاركة في المفاوضات اكدت "اننا عدنا الى حيثُ بدأنا عند تكليف الرئيس سعد الحريري مهمّة تأليف الحكومة". وإذا ‏كانت تحليلات الساعات الماضية قد حصرت المشكلة بحقيبة "العدلية" العدل، قالت المصادر ان "جميع العقد عادت واحييت من جديد".

مشكلة الحصّة الدرزية بين رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط والوزير طلال إرسلان اخذت طريقها الى الحلّ، غيرَ ان مسرح ‏تأليف الحكومة اصبح خصباً لتعميق الخلاف بين "التيار الوطني الحر" ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون من جهة، وحزب "القوات ‏اللبنانية" من جهة اخرى. قبلَ يوم واحٍد فقط من قرب الإعلان عن ولادة الحكومة، تقول المصادر ان "الرئيس الحريري ابلغ جميع المعنيين ‏ان عون وافق على إعطاء "القوات" حقيبة العدل، ليتبيّن فجأة بأن رئيس الجمهورية عاد ليُطالب بها من دون ذكر سبب واضح". فلَم يعُد سهلاً ‏إيجاد مخرج في الساعات الأخيرة لتعويض معراب ما فقدته، اي حقيبة وازنة اخرى. على اثر هذه التطورات، عُقد اللقاء بين جعجع ‏والحريري في وادي ابو جميل، وجرى التباحث عن البديل من وزارة العدل، فكان الخيار الأول هو التربية. وحتى الآن، لم يُعرف ما إذا ‏كان حل هذه العقدة سيكون سهلاً نظراً إلى تمسّك الحزب الاشتراكي بها. هذه النقطة كبّلت حركة الحريري الذي يبدو حريصاً على مشاركة "‏القوات" في حكومته.

فبحسب المصادر ذاتها، "يُعبّر الحريري في مجالسه الضيقة جدّاً عن تخوّفه من أن حكومة من دون "القوات" تعني اخذ البلد الى ‏الانهيار". ففضلاً عن "العقوبات المفروضة على "حزب الله"، يُشيع رئيس الحكومة بأن "استبعاد القوات عن الحكومة الجديدة سيؤدي ‏بالولايات المتحدة الأميركية الى اعتبارها حكومة حزب الله، وهي حكومة يُمكن أن لا تعترف بها واشنطن. وقد يكون عدم الاعتراف بها هو ‏فقط رأس الجليد لما يُمكن أن ينتج من مثل قرار كهذا بعد ذلك". لذا "يحرص الحريري على دخول القوات في الحكومة، وقد أخذ على عاتقه ‏مهمّة ترويضها كما يقول". ومن غير المعروف ما إذا كان كلام الحريري مبنياً على معلومات او على قراءة سياسية، او انه مجرّد تهديد ‏يرميه في وجه مفاوضيه، بخاصة رئيس الجمهورية.

"الاخبار"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o