معبر نصيب ينعش الاقتصــاد... فماذا عن انعاش الحكومـة؟
اشـارات ايجابية لتشكيل قريب وباسـيل يلتقـــي نصـرالله
موفد بوتين في السعودية وبومبيو اليها وتركيا تفتش القنصلية

المركزية- اذا كان فتح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والاردن انعش جسد الاقتصاد اللبناني المنهك بالاثقال السياسية والموعود بجرعة بسيطة من الاوكسيجين تتيح له هامشا من التنفس الذي يكاد ينقطع، فإن الانتعاش السياسي المنشود على ضفة تشكيل الحكومة ما زال قيد الترقب ولم يشهد عمليا اي خطوات اقله في العلن، وبدا مساره كأنه اخضع تكراراً للجمود عشية اسبوع قيل الكثير في ترجيح صفته "المصيرية" في حسم الازمة مع انتهاء مهلة الايام العشرة التي حددها الرئيس المكلف سعد الحريري للتشكيل في اطلالته المتلفزة. الا ان اكثر من اشارة برزت في اتجاه حلحلة قريبة على هذا المحور، بحسب ما ابلغت اوساط سياسية مطلعة "المركزية" ابرزها اثنتان الاولى ما تسرب من مضمون لقاء الرئيسين ميشال عون وايمانويل ماكرون في حضور وزير الخارجية جبران باسيل والرسائل "الحاسمة" التي نقلها الرئيس ماكرون بوجوب وضع حدّ للماطلة في عملية تشكيل الحكومة نسبة للخطر المتأتي جراءها والثانية ما كشفته لـ"المركزية" عن لقاء مطول عقد في الضاحية بين وزير الخارجية والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تركز في معظمه على الملف الحكومي، وشهد تأكيدا على وجوب التشكيل سريعا.

باسيل- نصرالله: ليل الجمعة –السبت الفائت زار الوزير باسيل الضاحية والتقى السيد نصرالله على مدى ثلاث ساعات، اثرعودته من ارمينيا حيث انضم الى الوفد اللبناني برئاسة الرئيس ميشال عون في القمة الفرنكوفونية وشارك معه في الاجتماع مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. ونقل باسيل اجواء المؤتمر واللقاءات لنصرالله الذي بحث معه ايضا الوضع الاقليمي والتهديدات الاسرائيلية ومضمون الاجتماع مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. اما داخليا، فأكد نصرالله ان الوقت حان لتشكيل الحكومة سريعا ووضع حد للفراغ الذي بات يتهدد مصير الوطن في ظل التطورات المحلية والاقليمية. وكان تأكيد من الجانبين على استمرار التواصل والتنسيق في المرحلة المقبلة.

فتح المعبر: في الاثناء، وبعد إغلاقه لمدة ثلاث سنوات، أعاد الجانبان السوري والأردني اليوم فتح معبر نصيب الحدودي رسميا، في حدث ترددت أصداؤه في بيروت. فنوّه رئيس الجمهورية بفتح المعبر قائلاً "يعود بالفائدة على لبنان ويُعيد وصله براً بعمقه العربي ممّا يتيح إنتقال الأشخاص والبضائع من لبنان إلى الدول العربية وبالعكس". وأكد أن فتحه سيُنعش مختلف القطاعات الإنتاجية اللبنانية، ويخفّف كلفة تصدير البضائع من لبنان إلى الدول العربية. ودعا الجميع الى استغلال الفرص المتاحة لدعم الإقتصاد الوطني وتحقيق مصالح المواطنين، والإلتفاف حول رؤية وطنية موّحدة للنهوض بالإقتصاد ومواجهة تحديات الأزمة الراهنة.

التصدير بات متاحا؟: في الموازاة، نقل رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم ترشيشي عن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم تأكيده امكان مباشرة عملية التصدير من لبنان الى الدول العربية عبر معبري نصيب وجابر عند الحدود السورية – الاردنية. ولفت ترشيشي في بيان الى ان "اللواء ابراهيم، بعد اتصالاته بالجانب السوري، أكد ان الطريق مفتوحة امام المنتجات اللبنانية والوضع عاد الى واقعه ما قبل ازمة الحدود."  

زعيتر: وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال غازي زعيتر أكد لـ"المركزية"، "استفادة لبنان من إعادة فتح هذا المعبَر، معلناً أن "الاتصال بالجانب السوري مستمر، على صعيد الوزراء المعنيين بهذا الموضوع". أما في حال صدر أي تحفظ سياسي من الداخل حيال التنسيق مع سوريا، فقال زعيتر: من الضرورة الاستمرار في التنسيق بين الدولتين وأنا أتحرّك استناداً إلى نصوص دستورية وقانونية وليس على صعيد شخصي. وعما إذا كانت هناك عرقلة سياسية من الداخل رفضاً للتنسيق مع الجانب السوري، اكتفى زعيتر بالقول: سوريا لن تعاملنا بالمثِل.

تمويل الدواء: على صعيد آخر، حضرت مسألة تمويل الدواء في اجتماع عقدته لجنة المال والموازنة في مجلس النواب، برئاسة النائب ابراهيم كنعان، في حضور وزير الصحة غسان حاصباني. كان على جدول اعمالها، فتح اعتماد اضافي تكميلي لمواجهة النقص في بند الدواء. وبعد الاجتماع أكد النائب كنعان أن موازنات الدواء يتم تجاوزها سنوياً، وسأل:"لماذا لا نراقب بشفافية اذاً كلفة ادوية السرطان والادوية المستعصية؟" معتبرا أن هذا الأمر مسؤولية الحكومة لا الوزارة وحدها. وأشار الى أن لجنة المال والموازنة "وافقت مبدئياً على اعتماد الـ٧٥ مليار للدواء بانتظار استكمال الملف من قبل وزارة الصحة الاربعاء"، مشددا على ضرورة "ترقب العجز للمرة المقبلة واحترام الاصول"، وقال "اقرينا 5 اتفاقيات بقيمة 30 مليون دولار لتجهيز 28 مستشفى حكوميا". وفي ملف التوظيف في الادارات العامة، قال:"تسلمت تقرير مجلس الخدمة حول التوظيف وانتظر تقرير التفتيش وسأعقد جلسة خاصة لا تستثني احدا ونفضح كل تجاوز ولتتحمل كل الكتل المسؤولية".

التوظيف العشوائي: وكان هذا الملف تفاعل اليوم حيث رفع عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله الصوت، قائلا ان "هناك آلاف الوظائف الوهمية في لبنان بالقطاع العام ولا حسيب ولا رقيب وهناك من يعمل في ضوء المصالح الخاصة والمحسوبيات الضيقة". وأكد من مجلس النواب أن "موضوع الوظائف الوهمية يطال حقوق الشباب في الحصول على فرص عمل داخل مؤسسات الدولة وفق معيار الكفاءة"، مشدداً على أنه "لا يحق لاحد في التوظيف العام خارج الأطر القانونية". وبشأن الاسلاك العسكرية والامنية، طلب أن تكون الامتحانات نزيهة وتعلن النتائج مع العلامات وبالترتيب ولا يدخل على القطاع الا من فاز بكفاءته والا يكون هناك تدخّل من اي حزب او زعيم او فاعلية"، مشدداً على "ضرورة التوقّف ملياً عند معايير اختيار الأفراد المتطوّعين في الأسلاك العسكرية والأمنية".

الابتزاز استفزاز: من جهة ثانية، اسف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، امام زوّاره، "لما تتعرض له المملكة العربية السعودية من سهام حاقدة وخبيثة تهدف للنيل من سياستها الحكيمة والرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان الشجاع في مواقفه والمعروف في قراراته الصائبة في حماية المملكة بلد الحرمين الشريفين من اي اهتزاز امني او سياسي، وعمله الدؤوب على نشر ثقافة الاعتدال والتسامح الديني والتعايش السلمي بين الأديان، ومكافحته للفساد". واكد "ان حملة الابتزاز السياسي على المملكة قبلة المسلمين فيها استفزاز وتحد لمشاعر اكثر من مليار مسلم".

بومبيو الى المملكة: وليس بعيدا، اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب "انني تحدثت إلى الملك سلمان الذي نفى أي معرفة له بما حدث للصحافي جمال خاشقجي"، مضيفا "سأرسل وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو فورا للقاء الملك السعودي". واشار الى ان "العاهل السعودي أبلغني أنهم يتعاونون مع تركيا للتوصل لحقيقة ما حدث".

تفتيش القنصلية: في الاثناء، يفترض ان تفتش السلطات التركية القنصلية السعودية في اسطنبول اليوم وفق رويترز. من جهتها، أعلنت بلومبرغ ان السعودية فتحت تحقيقا داخليا في اختفاء خاشقجي. في غضون ذلك، أفيد عن اجتماع ضم مسؤولين سعوديين وأتراك أعضاء في مجموعة العمل المشتركة الخاصة بالتحقيق في اختفاء خاشقجي، عُقد في مديرية أمن إسطنبول. واشارت "روسيا اليوم" الى "أنباء عن اتفاق بين فريقي التحقيق السعودي والتركي على خطوات وبرنامج العمل والمتابعة". وفي المواقف، قالت إيران انها ستنتظر لحين معرفة الحقائق في قضية خاشقجي. وقال بهرام قاسمي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في مؤتمر صحفي أذيع على الهواء مباشرة في التلفزيون الإيراني "نفضل الانتظار لحين الكشف عن المزيد من التفاصيل والحقائق... ما زال الوقت مبكرا جدا للتعليق".

بن سلمان وموفد بوتين: على صعيد آخر، التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المبعوث الخاص للرئيس الروسي في شؤون الأزمة السورية، في الرياض حيث استعرضا العلاقات الثنائية والأوضاع السورية.