اتصال رئاسي ولقاءات بيـــــن التيار والحزب تدفع "التشكيل"
فرنسا تحث على الولادة سريعا قبل انسحاب الــــدول المانحة
وفود سعودية بين تركيا وواشنطن لحصر قضية خاشقجي بالتحقيق
المركزية- على وقع التلويح الخارجي بامكان سحب او اعادة بعض الدول المانحة النظر في مساهماتها في المؤتمرين الهامين اللذين استضافتهما كل من فرنسا وايطاليا لدعم لبنان ولا سيما "سيدر"، والضغط الدولي من اكثر من اتجاه وبلوغ البلاد حافة الهاوية الاقتصادية، يتحرك المشهد السياسي التشكيلي، وسط توقعات من اكثر من مصدر معني بإمكان بلوغ خط النهاية في مسار تشكيل الحكومة نهاية الاسبوع المقبل او مطلع الذي يليه على ابعد تقدير. فالمواقف التي اطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال لقائه الرئيس ميشال عون امس وبقي معظمها طي الكتمان، معطوفة على الرسائل التي نقلها الموفد الفرنسي بيار دوكان الى بيروت لكبار المسؤولين لا تصب في خانة الاستمرار في الاسترخاء في تشكيل الحكومة كما افادت مصادر سياسية مطّلعة " المركزية" مؤكدة ان ما بعد النصائح الفرنسية المباشرة للبنان لن يكون كما ما قبلها.
من جهته، رفض مصدر ديبلوماسي فرنسي ان يتحدث عن املاءات فرنسية على لبنان وقال لـ"المركزية" من منطلق كوننا احد ابرز الشركاء السياسيين للبنان، يأتي القلق الفرنسي من تمادي الفراغ الحكومي الذي يؤدي بالتالي الى تأخير او اعادة بعض الدول المانحة النظر في مساهماتها في مؤتمرات دعم لبنان. ومن منطلق المعايير الاوروبية فإن الشراكة مع لبنان بديهية لكن دول الاتحاد لا يمكنها البناء على المجهول، وبالتالي فإن وجود حكومة اولا والتعويل على طبيعة الإجراءات التي ستتخذها ثانيا سيخلق دينامية دولية للمساهمة في نهوض لبنان وجيشه. كما أن الرؤية الجيوسياسية تفترض اسراع المعنيين في لبنان في تشكيل الحكومة.
وفيما افادت مصادر مطلعة "المركزية" ان دوكان عاد الى بلاده، اوضحت السفارة الفرنسية في بيان "ان "فرنسا تقوم بمساعٍ حثيثة من أجل لبنان، بالتحديد لأن لديها كلّ الثقة بقدرته على الإصلاح ومواجهة التحديات المستقبلية. إن الالتزامات التي تعهّدنا بها خلال مؤتمرات "سيدر" وروما وبروكسيل إنما هي خير دليلٍ على إرادتنا بتعميق شراكتنا مع هذا البلد الذي يشكّل بالنسبة إلينا محاوراً أساسياً ونموذجاً للعيش المشترك في المنطقة. فرنسا متمسّكة باستقرار لبنان وستبقى بالتالي دائماً إلى جانبه".
اتصال عون- الحريري: اما على الخط الداخلي، فقد اجرى الرئيس المكلّف سعد الحريري اتصالا هاتفياً برئيس الجمهورية مهنّئاً ايّاه بسلامة العودة ، بعد مشاركته في القمة الفرنكوفونية، مشيداً بالكلمة التي القاها امام القمة والتي تعبّر عن رسالة لبنان في تعزيز حوار الحضارات".
ولقاءات التيار- الحزب: في المقابل تحدثت اوساط قريبة من محور 8 آذار عن لقاءات عقدت في الساعات الاخيرة بين مسؤولين كبار في التيار الوطني الحر وحزب الله من شأنه ان تسهم في دفع عجلة التشكيل.كما اشارت الى زيارات مرتقبة لمسؤولين في الحزب الى بعبدا مطلع الاسبوع المقبل.
جعجع وحسابات باسيل: بيد ان الاجواء الترطيبية الهادفة الى توفير ارضية التشكيل لم تلاقها المواقف السياسية العامة لا بل ارتفع منسوب التوتر على جبهة شريكي "تفاهم معراب"، اذ اكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع امام وفد من طلاب الجامعات الأميركية “LAU”،“AUB” و”NDU”، عقب الإنتصار الذي حققه الحزب في الإنتخابات الطالبية في هذه الجامعات، "ان هذه الانتخابات عيّنة صغيرة تعطينا فكرة عن التمثيل الشعبي في شكل حقيقي، ومن جهتي لم اكن لأرغب بالكلام عن هذا الموضوع لولا الغش الحاصل على هذا الصعيد يومياً، وهو موجّه الى "صديقنا العزيز" باسيل الذي يطل علينا في كل يوم بمقاييس وحسابات تخلص إلى انه يمثل 75% من هذه الدنيا"، وقال "إذا ما اردنا الكلام عن التمثيل الشعبي فهذا هو التمثيل الحقيقي، ومن له اذنان سامعتان فليسمع"، وهذا الكلام مردّه للتضليل الحاصل في الرأي العام، خصوصاً على ابواب تأليف الحكومة العتيدة باعتبار ان الهدف الوحيد مما هو حاصل هو تقليص تمثيل "القوات" في الحكومة الجديدة كي يُفتَحَ لهم المجال للقيام بما كانوا ينوون القيام به في الحكومة المستقيلة ولم يستطيعوا".
... ليرتح باسيل: وعلى هذا الخط، قال وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال بيار بو عاصي في تصريح "لا دخل لرئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل بتقييم الآخرين ويستطيع إبداء رأيه متى شاء، لكن حجمنا لا يحدده هو بل يحدده تاريخنا وثوابتنا وحجم كتلتنا النيابية وكل ما تبقى آراء فقط"، مضيفاً "لباسيل ان "يرتاح" لان التأليف ليس عمله و"ما حدا سأله ويحط عن جحشتو" وحالياً للبنان رئيس في بعبدا ورئيس مكلف ومسألة التشكيل "مش شغلو".
من البداية الى اللا نهاية: وفي السياق، تترقب الاوساط السياسية كلمة الوزير جبران باسيل مساءً في الاحتفال المركزي الذي يقيمه "التيار الوطني الحر" في "نيو بيال" ـ فرن الشباك، في "ذكرى 13 تشرين" بعنوان: "من البداية... الى اللانهاية"، ويتخلل الذكرى احتفاء بالمنتسبين الجدد.
نريد حكومة للانجاز: وعلى ضفة التيار، اكد النائب ابراهيم كنعان خلال العشاء الذي اقامته هيئة "التيار" في المملكة المتحدة "انه ستكون لدينا حكومة ونريدها للانجاز لا للمتاريس، بل لتأمين المطالب التي يريدها اللبنانيون وتلبية تطلعاتهم، لنسجل اهدافا وطنية كبيرة، لا النقاط الصغيرة في مرمى بعضنا البعض"، معتبراً "ان الكلام كثير عن افشال العهد، بينما الأخير ليس شخصا او حزبا، بل عهد الجميع ونجاحه نجاحهم، وفشله فشلهم".
جلسة نيابية: الى ذلك، يعقد مجلس النواب جلسة في الحادية عشرة من قبل ظهر الثلاثاء المقبل بدعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، لانتخاب امين سر وثلاثة مفوضين عملا بأحكام الفقرة الثانية من المادة 44 من الدستور والمادة 3 من النظام الداخلي، وانتخاب اعضاء اللجان النيابية عملا بأحكام المادة 19 من النظام الداخلي. ويرأس الجلسة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي لوجود الرئيس نبيه بري خارج البلاد.
ترامب يتوعد: في المقلب الخارجي، سجل شريط قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال الخاشقجي موقفا للرئيس الاميركي دونالد ترامب توعد فيه بعقاب شديد في حال تبين ان السعودية وراء اختفائه. وفي السياق، وبعيد وصول الوفد السعودي الى تركيا للمشاركة في اللجنة المشتركة للتحقيق في الحادثة، تحدثت مصادر دبلوماسية عن توجه وفد من المملكة الى الولايات المتحدة الاميركية المهتمة بما يجري في التحقيقات. واشارت لـ"المركزية" الى ان مشاورات تدور بين الدول الثلاث حول سحب الملف من بازار المزايدات وترك التحقيق القضائي يأخذ مجراه بعيدا من التكهنات والاتهامات السياسية. ولفتت الى ان امير مكة خالد الفيصل زار تركيا اخيرا بعيدا من الاضواء.
ولي عهد ابو ظبي: من جهة ثانية، الغى ولي عهد ابوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، زيارة كان مقررا ان يقوم بها إلى العاصمة الفرنسية، باريس، وذلك لـ"سبب غير متوقع"، كما اعلن الإليزيه مساء امس. وقالت الرئاسة الفرنسية "ان باريس وابوظبي تعملان على تحديد موعد جديدة لهذه الزيارة، من دون ان توضح ماهية السبب الذي استجدّ على نائب رئيس الإمارات واضطره لإلغاء زيارته".
فتح معبر القنيطرة: الى ذلك، افادت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، "بأن إسرائيل وسوريا والأمم المتحدة اتفقت على إعادة فتح معبر القنيطرة في هضبة الجولان الاثنين المقبل. ونقلت "رويترز" عن هيلي قولها في بيان "ان فتح المعبر سيسمح لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بتكثيف جهودها لمنع الأعمال العدائية في منطقة مرتفعات الجولان". اضافت: "نتطلع إلى قيام كل من إسرائيل وسوريا بالسماح بدخول قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، فضلا عن تزويدها بضمانات لسلامتها". ودعت هيلي سوريا إلى "اتّخاذ الخطوات اللازمة حتى تتمكن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك من الانتشار والمراقبة بسلام وفاعلية دون تدخل".