بين تفاؤل الحريري وحذر بري: القوات لم تتـلق عرضا و"الدرزيــة" الى تعقيــد
مخابرات الجيش "تطبق" على ابرز مزوري جوازات السفر: ما علاقتــه بالاســير؟
إسرائيل تواصل تصديها لإيران وحزب الله في سوريا وايران تقطع المياه عن العراق

المركزية- على وعد الرئيس المكلف سعد الحريري بولادة الحكومة خلال عشرة ايام، يمضي المشهد السياسي اللبناني المنهك من فراغ حكومي سيبلغ بعد اسبوعين شهره السادس، مطوقا البلاد بحزام من الخطر قد ينفجر في اي لحظة في وجه الجميع اذا لم يعمد المسؤولون الى سحب فتيله بتشكيل الحكومة في اسرع ما يمكن.

ما تقول فول: لكنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي اكد ان "آن الاوان كي يتحمل الجميع مسؤولياتهم من اجل حسم موضوع الحكومة"، داعياً الى "تواضع كل الأطراف في التعامل مع عملية التشكيل"، قال "ما تقول فول تيصير بالمكيول"، ملاحظاً ان هناك حركة ناشطة اليوم والبعض يتحدث عن أجواء إيجابية واعدة. وجدد القول في لقاء الاربعاء "ان الوضع الإقتصادي دقيق للغاية، وهذا يفترض منا ان نتعاون جميعاً لمواجهة هذا الإستحقاق الذي يؤثر على الوضع العام في البلاد". وأشار الى ان تردي الوضع الإجتماعي والخدماتي لا بل ايضاً الفساد يعود الى عدم تطبيق القوانين كما عبرت مراراً. واكد ان المجلس سيستمر في تحمل مسؤولياته والقيام بدوره، وستكون هناك جلسة تشريعية قبل نهاية هذا الشهر.

لاحكومة قبل نهاية الشهر؟: وأفاد مصدر نيابي شارك في لقاء الاربعاء ان "لا حكومة قبل نهاية الشهر نظرا الى سفر الرئيس عون ومن بعده الحريري الى اوروبا".

العقدة الدرزية: في الاثناء، بدا ان العقدة الدرزية لم تسلك بعد طريقها الى التذليل. ففي وقت قال عضو اللقاء الديموقراطي النائب اكرم شهيب من عين التينة "عندما يصبح الكل جاهزا لتقديم تنازلات لولادة الحكومة "يحكوا معنا"، اشار رئيس ​الحزب "الاشتراكي" ​وليد جنبلاط​ في حديث على وسائل التواصل الاجتماعي، الى "ان الدعوة الى التسوية مطلوبة من جميع الفرقاء، لكن حذار ان يُفسّرها البعض اياً كان انها تنازل عن الثوابت، وعلى هذا لن نقبل بأحصنة طروادة جديدة في الوزارة المقبلة". اضاف جنبلاط "يكفي الموجود والمتحكم على حساب الكفاءة والانتاجية والاصلاح"، ولفت الى "ان هذا التوضيح ضروري لاسكات اصوات النشاز ونعيق البوم".

ارسلان يرد: ورد رئيس الحزب اللبناني الديموقراطي النائب طلال ارسلان على موقف جنبلاط قائلا عبر تويتر "نؤيد الدعوة الى تسوية من دون التنازل عن الثوابت وعدم القبول بأحصنة طروادة تعطي العهد وما يمثل من طرف اللسان حلاوة وتروغ منه كما يروغ الثعلب".

"القوات" لم تتلقَ عرضاً: من جهتها، تنتظر "القوات اللبنانية" عرضاً حكومياً جدّياً كما قال عضو كتلتها النائب فادي سعد لـ"المركزية"، لافتاً الى "ان كل العروض الحكومية التي قُدّمت لـ"القوات" ويتم تسويقها عبر الاعلام لا تعدو كَونها "تسريبات" اعلامية لا اكثر. فنحن حتى الان لم نتلقَ عرضاً جدّياً، ونحن ننتظر ذلك كي نُحدد موقفنا الرسمي". واوضح "ان التواصل مع الرئيس الحريري قائم، وعندما يُصبح عرضه الحكومي بالنسبة لحجم تمثيلنا جاهزاً، لن يتردد في طرحه علينا من دون ان نستبعد ان يتم ذلك عبر لقاء يجمعه بجعجع".

اجتماع في عين التينة: من جهة أخرى، عقد في الثالثة في عين التينة اجتماع ضم الرئيس بري والوزيرين سيزار ابي خليل وعلي حسن خليل والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير. واعلن ابي خليل بعد الاجتماع "اننا اتفقنا على خطوات عدة سنتابعها في مجلس النواب حتى نؤمّن الفيول اللازم لآخر السنة ولا نقنّن ونقطع الكهرباء عن المواطنين بظل ارتفاع أسعار النفط العالمية"، مضيفا " سنعمل لتأمين الفيول اللازم حتى نهاية العام من خلال سلفة خزينة ستغطّي فرق اسعار النفط من أجل استمرار الخدمة الكهربائية " .اما خليل فقال "سلفة الخزينة تأخذ مجراها وفق الاصول في مجلس النواب وفتح اعتماد يحتاج الى قانون."

انتخابات تشريعية:  وليس بعيدا، دعا الرئيس بري الى جلسة تعقد في الحادية عشرة قبل ظهر الثلاثاء في 16 الجاري، لانتخاب اميني سر وثلاثة مفوضين عملا بأحكام الفقرة الثانية من المادة 44 من الدستور والمادة 3 من النظام الداخلي، وانتخاب اعضاء اللجان النيابية عملا بأحكام المادة 19 من النظام الداخلي. وردا على اللغط الحاصل في هذا المجال والسؤال عن الدوافع الى هذه الدعوة سيما وان المجلس بهيئتيه الادارية والنيابية لم ينتج بعد، قالت مصادر نيابية لـ "المركزية" ان رئيس المجلس حريص على تطبيق النظام الداخلي الذي يقضي بأن يجتمع المجلس في كل سنة وفي اول ثلثاء بعد الخامس عشر من شهر تشرين الاول ومع بداية العقد الثاني العادي للمجلس، بدعوة من رئيسه لتجديد هيئة مكتبه ولجانه. واكدت عدم حصول اي تغيير سواء في هيئة المكتب او اللجان النيابية رؤساء واعضاء.

عون في يريفان: في الاثناء، غادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون بيروت على رأس وفد رسمي إلى أرمينيا التي وصلها بعد الظهر، للمشاركة في أعمال القمة الفرنكوفونية السابعة عشرة التي تعقد في العاصمة الأرمينية يريفان غدا وبعد غد في الحادي عشر والثاني عشر من تشرين الأول الجاري. وضم الوفد الرسمي المرافق للرئيس عون كلاً من وزير الثقافة غطاس خوري، ووزير السياحة أواديس كيدانيان، على أن ينضم إلى الوفد في وقت لاحق وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وعدد من السفراء والدبلوماسيين. ويلقي رئيس الجمهورية غداً كلمة لبنان في القمة، كما يلتقي على هامشها عدداً من رؤساء الدول والوفود المشاركة.

عملية نوعية: أمنيا، أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان ان مديرية المخابرات تمكنت "في عملية نوعية داخل مخيم عين الحلوة، من توقيف أحد ابرز واكبر مزوري جوازات السفر والهويات الشخصية والعملات الأجنبية والمحلية المطلوب الفلسطيني حسن نوفل الملقب ب"حسن الحكيم" ومرافقه. وبوشر التحقيق معهما بإشراف القضاء المختص". وافادت المعلومات انه "تم تخدير الموقوف نوفل وسُحب الى خارج المخيم ". في المقابل، أفادت معطيات أخرى انه تم استدراج المطلوب الى موقف السيارات الملاصق لمدرسة السموع في الشارع الفوقاني لمخيم عين الحلوة وصعد الى  سيارة كانت متوقفة هناك وبعدها انطلقت السيارة بسرعة البرق باتجاه حاجز الجيش اللبناني على مدخل المستشفى الحكومي وتردد ان فتاة كانت تقودها.

علاقة بالاسير؟: وسألت مصادر متابعة عما اذا كان هناك من رابط بين توقيف نوفل وعملية توقيف احمد الاسير في مطار رفيق الحريري الدولي منذ سنوات.

نتنياهو والروس: اقليميا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه أكد لنائب رئيس الوزراء الروسي، مكسيم أكيموف، أثناء زيارته القدس أمس، أن إسرائيل ستواصل تصديها لإيران وحزب الله في سوريا. وتأتي هذه التصريحات في أول لقاء بين مسؤول روسي بارز ورئيس الوزراء الإسرائيلي، منذ إسقاط الطائرة الروسية في سوريا "إيل-20"، وبعد إعلان موسكو رسميا أنها سلمت الجيش السوري منظومة "إس-300" للدفاع الجوي. وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي ، إنه أبلغ أكيموف بأن إسرائيل ستواصل تصدّيها، لما وصفها بمحاولات إيران الرامية لترسيخ وجودها العسكري في سوريا، وإرسال أسلحة متطورة إلى "حزب الله" اللبناني. وأكد نتنياهو أنه "انطلاقا من مبدأ الدفاع عن النفس، إسرائيل ملتزمة بمواصلة عملياتها في سوريا ضد إيران، وأتباعها الذين يعبرون عن نيتهم تدمير إسرائيل".

خامنئي يأمر: على صعيد آخر، أعلنت ايران أمس، قطع المياه الجارية صوب الأراضي العراقية، والمقدرة كميتها بـ7 مليارات متر مكعب، في خطوة ستزيد من تفاقم مشكلة نقص وتلوث المياه التي تعاني منها بالفعل بعض المدن العراقية، وعلى رأسها البصرة. وقال معاون وزير الزراعة الإيراني علي مراد أكبري إن بلاده ستقطع نحو 7 مليارات متر مكعب صوب الحدود الغربية والشمالية الغربية العراقية، بأمر من المرشد الإيراني علي خامنئي. وأكد أن هذه الكميات من المياه ستستخدم في ثلاثة مشاريع رئيسة على مساحة 550 ألف هكتار في خوزستان (جنوب غرب البلاد)، و220 ألف هكتار في خوزستان أيضا، وإيلام (غرب).