Oct 06, 2018 3:28 PM
تحليل سياسي

مشاورات التأليف تستمر رغم تجدد الاشتباك والحريـري متمسك بتفاؤله
جهات محلية فاعلة تتحرك وعواصم اوروبية تتدخل مستعجلة الحكومـة
ابراهيم بحث "نصيب" في الاردن..وحوار ايراني- اسرائيلي بعد الـS300؟

 

المركزية- في اليوم الثاني من مهلة الايام العشرة التي حددها الرئيس المكلف سعد الحريري لابصار الحكومة العتيدة النور، لم تُسجّل اية لقاءات او اتصالات أقلّه في العلن، لاخراج التركيبة المنتظرة الى الضوء. وفي وقت كادت "الضجة" التي أثارتها مواقف رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل أمس في ملعب "التأليف"، تُسقط الايجابية التي أراد الحريري ضخّها في أجوائه، تتحدث أوساط مطّلعة عبر "المركزية" عن رفض بيت الوسط التراجع عن تفاؤله، واضعة الاشتباك الذي تجدد في الساعات الماضية على جبهة القوات اللبنانية – الحزب التقدمي الاشتراكي من جهة والتيار من جهة أخرى، في خانة رفع السقوف الى الحد الاقصى، قبل بلوغ الخطوط النهائية في "سباق" التفاوض والتي باتت وشيكة جدا. أما إن لم تكن هذه هي الحال، فعندها ليتحمّل كل طرف مسؤولياته، دائما بحسب الأوساط.

لقاء مرتقب: رغم السوداوية التي عادت لتسود أجواء التأليف في الساعات الماضية حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ومصادر معراب والمختارة على القول "ان مساعي التشكيل عادت الى الصفر وما دون"، يستعدّ الرئيس المكلف لجولة مشاورات جديدة في الايام المقبلة مع الاطراف السياسيين المعنيين مباشرة بالعقد الحكومية. وفي السياق، تترقب مصادر مراقبة لقاء يفترض ان يجمع الحريري وباسيل ليطّلع منه مباشرة على موقفه وحجم التنازلات التي يمكن ان يقدّمها الوطني الحر، وربما انعقد خلال الساعات المقبلة قبل ان يغادر باسيل مساء الأحد لبنان في جولته على دول مجلس التعاون الخليجي لتسليم ملوكها وامرائها الدعوات التي وجهها اليهم رئيس الجمهورية للمشاركة في القمة العربية التنموية الاقتصادية الاجتماعية التي تستضيفها بيروت يومي 19 و20 كانون الثاني المقبل.

مشاورات مكثفة: وتشير المصادر عبر "المركزية" الى ان بيت الوسط سيشهد ايضا في قابل الايام، سلسلة لقاءات مع ممثلين لحزبي القوات اللنانية والتقدمي الإشتراكي وتيار المردة، تأتي في اطار جولة المشاروات الجديدة التي تعهد الحريري الاضطلاع بها،  للوقوف على الأجوبة النهائية منهم تجاه الطروحات الحكومية الجديدة. كل ذلك قبل أن يعود الى بعبدا لوضع رئيس الجمهورية في صورة ما توصّل اليه. وقد يحصل اللقاء بين الرجلين قبل ان يغادر الرئيس عون بيروت الأربعاء المقبل ومعه وزير الخارجية الى قمة الدول الفرانكوفونية في يريفان، وإلا فان الاجتماع سيؤجل الى ما بعد عودته المقررة يوم الجمعة المقبل.

اطاحة التفاؤل؟: في الاثناء، اتفقت القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، ولكن ايضا أوساط "المستقبل" على تحميل الوزير باسيل مسؤولية تعقيد مهمة التأليف وإطاحة التفاؤل في قرب التشكيل. وفي السياق، قال النائب السابق مصطفى علوش لـ"المركزية" "لا اعتقد ان التفاؤل الذي أشاعه الحريري كمّل، وتمّ إحباطه مباشرة من قبل الوزير باسيل"، سائلا "ما هو موقف رئيس الجمهورية من هذه الامور؟ لأن الانطباع كان تفاؤلياً بين رئيسي الجمهورية والحكومة، أو على الاقل رئيس الجمهورية أعطى هذا الجو. الكلام الذي صدر عن باسيل أمس يقول أن الامور لم تتعدَ نقطة الصفر".

التيار يأسف: وإزاء السهام التي طاولته، أوضحت اوساط التيار الوطني الحر ان مؤتمر باسيل فهم خطأً، آسفة لأن مضمونه لناحية الكلام عن تسهيلات وعن استعداد للتنازل، لم يؤخذ في الاعتبار. وفي هذا الاطار، نفى عضو تكتل لبنان القوي النائب حكمت ديب لـ"المركزية" ان "يكون للمؤتمر وقع سلبي على التشكيل"، معربا عن أمله في التأليف خلال 10 ايام، ومؤكدا ان "نية التيار ليست العرقلة بل اعطاء كل صاحب حق حقه".

جنبلاط: وفي موقف يؤشر الى تهدئة عائدة الى ضفة التأليف أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ان "لا بد من دراسة معمقة وتدقيق موضوعي في العرض الاخير الذي قدمه باسيل من دون أن نسقط أهمية الطرح الذي قدّمه الرئيس الحريري، آخذين بعين الاعتبار أن عامل الوقت ليس لصالحنا في التأخير الامر الذي يصرّ عليه وينبّه من خطورته رئيس مجلس النواب نبيه بري ونشاركه القلق والقلق الشديد".

جهات محلية فاعلة: وليس بعيدا، تقول مصادر مطّلعة لـ"المركزية" ان جهات محلية فاعلة يرتقب ان تدخل على خط التشكيل لتسهيل الولادة الحكومية في الساعات المقبلة، بالتعاون مع رئيس الجمهورية، لاعتبارات محلية واقليمية عديدة. وتكشف ان عواصم اوروبية لطالما احتضنت بيروت، ستتحرك هي ايضا، لاستعجال الحكومة حفاظا على مكاسب مؤتمر "سيدر" التي قد تضيع خلال اسابيع ما لم ينته التخبط المحلي.

دوكان في بيروت: وفي هذه الخانة، يمكن وضع زيارة المبعوث الفرنسي لشؤون المتوسط السفير بيار دوكان الاسبوع المقبل للبنان، بناء على تكليف فرنسي بمتابعة مؤتمر سيدر مع الجهات اللبنانية المعنية. وستشمل جولة دوكان مسؤولين في القطاعين النقدي والاقتصادي في مقدمهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومستشار الرئيس الحريري نديم المنلا كما سيزور الهيئات الاقتصادية، فيما لم تسجل في اجندة مواعيده اي زيارة لمسؤولين سياسيين.

لقاء جعجع- فرنجية: على صعيد آخر، تنتظر الساحة المسيحية خصوصا واللبنانية عموما، اللقاء الذي سيجمع في الساعات او الايام القليلة المقبلة رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في خطوة ستطوي صفحة من الخصومة والصراع بين الطرفين. وفي وقت يرجّح ان يعقد اللقاء في احد اديرة الشمال بعيدا من الاعلام، تدعو جهات مراقبة الى رصد مفاعيله المنتظرة على الواقع السياسي المسيحي والوطني في آن.

نصيب وعفو عام: من جهة أخرى، كشف المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم انه زار "الاردن سرا مؤخرا بهدف فتح معبر نصيب"، مضيفا "أتشاور مع الجانب السوري بهذا الشأن خصوصا ان المعبر يُدخل على الدورة الاقتصادية اللبنانية اكثر من مليار دولار سنويا، والموضوع يحتاج بعض الوقت". واكد ان "الحل لازمة النازحين بدأ بشكل جدي مع بدء عودتهم بشكل جماعي الى سوريا وآلية العودة المتبعة حاليا لا يمكن وصفها بالبطيئة"، مشيرا الى انّنا "نعمل على مصالحة بين عشائر القصير من اجل تسهيل اعادة حوالي 40 الف نازح سوري من عكار". ولفت في حديث صحافي، عن النازحين الذين يتم رفض عودتهم، الى ان "قد يكون هناك في المستقبل القريب او المتوسط عفو عام عن كل السوريين الذين يرغبون بالعودة الى سوريا ونحن نراهن على هذا الموضوع".

عودة النازحين: وفي سياق متصل، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن عدد اللاجئين السوريين، الموزعين على أراضي 45 دولة بلغ 6639529 شخصا، منهم 1991892 امرأة و3386150 طفلا. وأعلن المركز الروسي لاستقبال وتوزيع اللاجئين السوريين، أن 145 لاجئا عادوا خلال اليوم الماضي من لبنان إلى سوريا. وذكر ان منذ 18 تموز الماضي، عاد الى سوريا 15473 لاجئا: بما في ذلك 15155 شخصا من لبنان.

حوار بين تل ابيب وطهران؟: اقليميا، كشفت صحيفة "يديعوت ارحونوت" العبرية ان "روسيا بدأت جهودا لإنشاء قنوات حوار بين إسرائيل وإيران للحد من التوترات في المنطقة عقب نقل نظام الدفاع S-300 إلى دمشق". اما وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، فأكد ان "المنظومات الدفاعية الروسية التي أصبحت بحوزة الجيش السوري لن تتمكن من ردع إسرائيل في الأجواء السورية".

اعفاءات اميركية: في غضون ذلك، وعشية دخول حزمة عقوبات اميركية جديدة على ايران حيز التنفيذ في 4 تشرين الثاني المقبل، ستشمل أيضا الدول التي تستهلك النفط الايراني، قال مسؤول في الإدارة الأميركية إن واشنطن تدرس منح إعفاء من العقوبات للدول التي ستقلص وارداتها من النفط الإيراني.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o