Oct 03, 2018 4:39 PM
تحليل سياسي

الحريري في بعبدا عصرا بتشكيلة متجددة... فهل تخرق الازمة؟
بري: بصيص امل.. وحزب الله: الحرارة صفر..وجعجع يناشد عون التدخل
العدل الدولية:لا لعقوبات "انسانية" ضد طهران وبوتين لانسحاب "كل الاجنبية" من سوريا

المركزية- "هو بصيص أمل" يلوح في افق التشكيل، كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، وارتفاع طفيف في حرارة الاتصالات لتبلغ نقطة الصفر بعدما كانت ما دونه، بحسب ما تؤكد اوساط حزب الله لـ"المركزية"،  وليس خرقا في جدار الازمة، وفق المتابعين للحركة الحكومية التي شهدت زخما ملحوظا اليوم ستترجمه زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري لبعبدا عصرا. فرياح التفاؤل التي لفحت مرارا المناخ الحكومي منذ اربعة اشهر ونيّف سرعان ما تبخرت بفعل حرارة الشروط المرتفعة والتمترس في مربعات العقد الكأداء التي لا تجد سبيلا الى الحل، لا تدفع في اتجاه الاغراق في التفاؤل في امكان ابصار الحكومة النور قريبا، على رغم تعميم اجواء في هذا الاتجاه من بعض القوى السياسية تقابلها اخرى تشاؤمية. 

توازن في التنازلات؟: ففيما قال الرئيس بري ان هناك بصيص أمل في هذا المجال، وإن لقاء سيحصل اليوم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، نقل عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي عن بري حديثه عن "توازن في التنازلات" قد حصل.

الحريري في بعبدا: وفي السياق، علمت "المركزية" ان الحريري سيزور بعبدا في الخامسة عصرا حاملا صيغة حكومية وصفتها مصادر معنية لـ"المركزية" بانها قد تكون ما قبل النهائية، متوقعة ان تمهد لولادة حكومية عما قريب خصوصا وان الصيغة التي يحملها الحريري امكن التوصل اليها بعد موافقة الفرقاء المعنيين في التشكيل والتنازل المتوازن من قبل الجميع. وتابعت ان اجتماع بعبدا قد يضع اللمسات الاخيرة على التشكيلة الحكومية ويمهد لاعلانها رسميا واصدار مراسيمها في حال اتسمت اجواء اجتماع اليوم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بايجابية.

حرارة حكومية! في غضون ذلك ووسط ترقب لمواقف وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمر صحافي يعقده يوم الجمعة المقبل ويتطرق فيه الى الملف الحكومي، اكدت مصادر في "حزب الله" لـ"المركزية" "ان البلد بحاجة الى حكومة اليوم قبل الغد وسريعاً، لان اوضاعه، خصوصاً الاقتصادية دقيقة وغير مُريحة"، وتوضح "ان درجة حرارة الحكومة ارتفعت الى الصفر بعدما كانت ما دونه، وهذا "الارتفاع" الطفيف مردّه الى "مرونة" جنبلاط في شأن الحصّة الوزارية، بحيث ارسل اشارات ايجابية تتمحور حول قبوله بالا يكون التمثيل الدرزي اشتراكياً صرفا، و"قبول" النواب السنّة الستة بان يتمثّلوا في الحكومة بوزير سنّي من ضمن حصّة رئيس الجمهورية في مقابل حصول الرئيس المكلّف على وزير ماروني، لتبقى العقدة القواتية وانتظار ردّ الحزب على العرض الاخير الذي قُدّم له، بحصوله على 4 وزراء، اثنان من دون حقيبة (نائب رئيس الحكومة+وزارة دولة)، مقابل حقيبتين واحدة وازنة مهمة واخرى عادية".واعلنت المصادر "رفضها لصيغة حكومة الاكثرية"، داعيةً الى "تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة لا تستثني احداً من القوى السياسية، لان الاوضاع التي نمرّ بها فضلاً عن التطورات المُحيطة بنا في المنطقة تتطلّبان "مشاركة" في تحمّل المسؤوليات".

جعجع: ووسط تنامي الامال بأن تشهد المرحلة الفاصلة عن موعد سفر الرئيس عون الى ارمينيا في 10 الجاري ولادة حكومية، خصوصا اذا ما صدقت التوقعات بأن ما يجري في العراق قد ينسحب على لبنان، ناشد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر"المركزية" الرئيس ميشال عون التدخل شخصيا من خلال اعطاء كل ذي حق حقه حكوميا بالاستناد الى نتائج الانتخابات النيابية، مؤكدا ان القوات كانت وهي الان وستبقى الى جانب العهد، رافضا تحميل المسؤوليات عن تدهور الاوضاع في البلاد الى اي من اركان ثلاثية العهد في هذه المرحلة الحساسة مؤكدا انه يترك المهمة للتاريخ. وشدد على ضرورة تفعيل حكومة الضرورة اذا لم تشكل الحكومة سريعا محذرا من كارثة اقتصادية مقبلة على البلاد اذا لم تقر الحكومة سلسلة خطوات ضرورية في هذا الاتجاه. واذ كشف عن لقاء قريب جدا مع زعيم "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية، سيطوي صفحة الماضي، حذر من الاخراجات اللفظية، والخطوات الاعلامية الاستعراضية غير المفيدة، ازاء التهديدات الاسرائيلية للبنان مؤكدا ان المطلوب من رئيسي الجمهورية والحكومة التعاطي بحذر شديد مع ما يجري وتنبيه جميع الاطراف من مغبة الاقدام على اي خطوة تدفع لبنان قيد انملة من الخطر.

الرد على التهديدات: وليس بعيدا اشار الرئيس بري الى ان أجواء اللقاء التي اجراها مع موفد وخبراء إقتصاديين دوليين، شهدت اجماعا على ضرورة وجود حكومة للتصدي لهذه الأوضاع، واعتبر ان تهديدات رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الأخيرة ليست تهديدات إعلامية او عبثية بل تهديدات عملية تندرج في إطار السياسة الإسرائيلية العدوانية. وقال في لقاء الأربعاء النيابي ان الإسرائيليين يعتمدون على نظرية كيسنجر بأن لبنان فائض جغرافي"، مضيفا "اللبنانيين يحبون الحياة لكنهم يعرفون كيف يحفظون كرامتهم وسيادتهم ولديهم الوقت الكافي للمقاومة ومواجهة التحديات والتهديدات". ونوه مرة اخرى بموقف الرئيس عون وما قام به وزير الخارجية حيال هذه التهديدات. وقال ان الف باء الرد يتلخص بتأليف الحكومة في اسرع وقت وبالتالي إظهار وحدة اللبنانيين.

وليدة قناعة: وليس بعيدا، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن المواقف التي أطلقها خلال وجوده في نيويورك، سواء عبر كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أو في اللقاءات الإعلامية التي أجراها، هي وليدة قناعة ثابتة تتناغم مع أحداث التاريخ من جهة، والوقائع الراهنة من جهة أخرى، وهي تهدف أولاً وآخراً إلى الدفاع عن حق لبنان وسيادته وكرامته واستقلاله وحمايته من أي اعتداء يستهدفه، عسكرياً كان أم سياسياً أو معنوياً. وقال أمام وفد من "كتلة الوفاء للمقاومة" برئاسة النائب محمد رعد أنه أراد في كلمته امام الجمعية العمومية وضع دول العالم أمام مسؤولياتها حيال المشاكل التي تواجه لبنان، لا سيما الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة، أو تداعيات موجة النزوح السورية، أو القضية الفلسطينية التي لا تزال من دون حلّ منذ سبعين عاماً، وذلك للتأكيد على واجب الأمم المتحدة في تحقيق العدالة بين الدول والشعوب التي تعاني من الظلم والعدوان. ولفت عون إلى أن على المجتمع الدولي أن يعي هذه الحقائق ويتصرف على أساسها، مشدداً على أهمية وحدة اللبنانيين في هذه الظروف الدقيقة بالذات وضرورة تغليب قياداتهم المصلحة الوطنية العليا على ما عداها من مصالح.

تحيات نصرالله: وكان النائب رعد استهلّ اللقاء ناقلاً إلى رئيس الجمهورية تحيات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والكتلة وقيادة الحزب، والتقدير للمواقف الوطنية التي أعلنها الرئيس عون خلال وجوده في نيويورك و"التي عبّرتم فيها عن الحسّ الوطني السيادي الذي يستشعره اللبناني الأصيل الراغب في أن يكون بلده قوياً وحراً وسيداً، وألا يصبح مكسر عصا لأي طامعٍ أو معتدٍ أو غازٍ". اضاف: "إن الموقف الذي اتخذتموه أثلج قلوب جميع اللبنانيين وعبّر عن الأصالة التي ننشدها في العلاقة مع فخامتكم، فجئنا نؤكد على عميق المحبة والتقدير لمواقفكم ونشد على أيديكم، ونؤكد لكم أننا معكم في كل ما يحفظ قوة لبنان ومنعته وسيادته". واعتبر رعد أن ردود الفعل التي صدرت عن مسؤولين إسرائيليين "هي رد على مواقف فخامة الرئيس في الأمم المتحدة، فاستدعى أن يروّج العدو للكذبة التي أطلقها، لكن الموقف الوطني فضحها، وتحرّك وزير الخارجية أجهضها ووضع الحقيقة أمام الرأي العام".ورد عون شاكراً النائب رعد وحمله تحياته إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

انفراج في الدواء؟ على صعيد آخر، بدا ان أزمة تمويل دواء السرطان وضعت على سكة الحل. فقد غرّد عضو تكتل "الجمهورية القوية" عبر "تويتر"، قائلا "بعد جهود متواصلة، نبشّر اللبنانيين، خصوصاً مرضى السرطان، بأن لجنة الصحة النيابية ستنعقد إستثنائياً صباح غد الخميس لمناقشة بند الموازنة الإضافية لتمويل ادوية السرطان، وإرساله الى اللجان المشتركة، وذلك بناء على توجيهات من الرئيس نبيه بري مشكوراً".

ازهري يحذر: في المقلب النقدي، أكد نائب رئيس جمعية المصارف ورئيس مجلس إدارة "بنك لبنان والمهجر" سعد أزهري أن "وضع القطاع المصرفي اللبناني سليم كما وضع الليرة اللبنانية، استناداً إلى احتياطات مصرف لبنان الكبيرة"، لكنه حذّر إن لم تتشكّل حكومة جديدة وتباشر بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة من مؤتمر "سيدر"، فإن وضع الاقتصاد برمّته سيكون في دائرة التأثيرات المباشرة، حيث ستكون الأوضاع صعبة أكثر على المواطنين". ولفت إلى أن القطاع المصرفي "يتحرّك على خط الإنقاذ حين يكون قادراً وتتاح له الفرص من دون أن يخرق القوانين أو رقابة مصرف لبنان".

بوتين والقوات الاجنبية: خارجيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو ترغب في انسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا في نهاية المطاف بما فيها القوات الروسية. وأضاف أن وجود القوات الأميركية في سوريا يمثل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة وان "الولايات المتحدة يجب أن تحصل على تفويض أممي أو دعوة من دمشق لتواجد قواتها في سوريا".

نصر ايراني؟: الى ذلك، أمرت محكمة العدل الدولية الولايات المتحدة بضمان ألا تؤثر العقوبات ضد إيران على المساعدات الإنسانية وحركة الطيران المدني. واذ يمثل الحكم الذي أصدره قضاة أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، نصرا لطهران التي قالت إن العقوبات الأميركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب منذ أيار تنتهك معاهدة الصداقة الموقعة بين البلدين عام 1955، رحبت ايران بقرار المحكمة. وجاء في بيان وزارة الخارجية الإيرانية "يثبت القرار مجددا أن الجمهورية الإسلامية على حق وأن العقوبات الأميركية ضد أبناء ومواطني بلدنا غير قانونية وقاسية". أما واشنطن فنددت بقرار "لا قيمة له".

راعية الارهاب: في الموازاة، أشادت الولايات المتّحدة الثلاثاء بردّ الفعل «القوي» الذي أقدمت عليه باريس بفرضها عقوبات على مصالح إيرانية في فرنسا واتّهامها علانية وزارة الاستخبارات الإيرانية بالتخطيط لشنّ اعتداء ضد تجمّع لمعارضين إيرانيين قرب باريس في حزيران الماضي. وقال مجلس الأمن القومي الأميركي في تغريدة على «تويتر» إنّ «فرنسا تتّخذ قرارات قوية ردّاً على الهجوم الإرهابي الإيراني الفاشل في باريس"، مضيفا "يجب على طهران أن تعرف أنّ هذا السلوك الفاضح لن يتم التساهل معه". من جهتها قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت للصحافيين إنّ المخطّط الذي كشفت باريس تفاصيله يثبت أن إيران هي "الراعي الأول للإرهاب في العالم".

ترامب والملك: من جهة أخرى، اكد الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب في تجمّع انتخابي كشف فيه المزيد عن فحوى مكالمته مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز "انني قلت لملك ​السعودية​ ربما لا تتمكن من البقاء لأسبوعين في السلطة من دون حمايتنا". واشار ترامب الى "اننا ندافع عن دول لكنها تستغلنا وترفع اسعار ​النفط​ وعليهم وقف ذلك".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o