Oct 02, 2018 4:44 PM
تحليل سياسي

في أزمة التشكيل..."النقد" بين بعبدا والسراي وســلامة: الوضع مسـتقر
عون يدعو العالم الى التنبه لما تخطط له اسرائيل: ومواقف لباسيل الجمعـة
فرنسا تجمد اصولا"ايرانية" وواشنطن ملتزمة حلـف شمال الاطلســــي

المركزية-  تجاوزت أزمة تأليف الحكومة المألوف سياسيا وأدخلت البلاد في حالة تقارب "الموت السريري" في ظل واقع مهترئ يقضم المؤسسات ويستنزف الشعب والخزينة، الى حدّ بدأت تطرح تساؤلات عن المدى الممكن ان تتحمله الدولة في ما لو استمر التعثر في التأليف. وليس ادلّ الى الواقع المتردي من الحركة المالية التي توزعت اليوم بين قصر بعبدا وبيت الوسط، حيث حطّ في الاول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة فيما زار الثاني وزير المال علي حسن خليل ورئيس اتحاد المصارف العربية جوزيف طربيه.

فالأزمة التي استهلكت حتى الآن  مئة واثنين وثلاثين يوما من عمر اللبنانيين ونحو خمسة أشهر من عمر مجلس النواب الجديد، لا زالت تراوح في دوامة العقد والشروط ولا ما يؤشر الى حلول في المدى المنظور.
حركة منعدمة: فعلى رغم عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوم الجمعة الماضي الى بيروت، واستعداداه للسفر مجددا الى ارمينيا في العاشر من الشهر الجاري للمشاركة في قمة الدول الفرنكوفونية،  لم يشهد قصر بعبدا اي لقاء بارز او نشاط يتصل بتشكيل الحكومة العتيدة. وكل ما كشفت عنه مصادر مطلعة لـ"المركزية" يتعلق باتصال هاتفي أجراه الرئيس سعد الحريري بالرئيس عون مهنئأ بسلامة العودة من نيويورك ومستعرضا معه الخطوط العريضة للمرحلة الراهنة وتداعياتها وما رافق لقاءات الرئيس عون في الأمم المتحدة. ولم تشأ المصادر التي اطلعت على مضمون الإتصال التأكيد ما إذا كان البحث تناول جديد الإتصالات الخاصة بتشكيل الحكومة ونتائج اللقاءات الأخيرة التي اجراها الحريري  بشأن الصيغة الجديدة التي طرحها تحت سقف "ملاحظات قصر بعبدا" والتي تم التفاهم في شأنها في اللقاء غير المعلن الذي جمعهما قبل زيارة الأمم المتحدة، وتحديدا لجهة إستقصاء مواقف القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي منها. وفي وقت لم يكشف عن موعد للقاء بين الرجلين، قالت مصادر مطلعة ان الأمور متروكة على عواهنها،  ولم تسجل اتصالات الساعات الأخيرة اي تقدم على مستوى التشكيل. وعلى خط مواز، تضيف المصادر، لم يشهد بيت الوسط اي لقاء علني محوره التشكيل، وسط ترقب لموقف الرئيس الحريري عصرا على هامش الإجتماع الدوري الأسبوعي لكتلة نواب المستقبل، ولسلسلة مواقف سيطلقها وزير الخارجية جبران باسيل خلال مؤتمر صحافي يعقده يوم الجمعة المقبل.  

استقرار نقدي: في المقلب النقدي، عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ، للاوضاع النقدية في لبنان التي وصفها الحاكم سلامة بـ"المستقرة "، مضيفا بأن الرئيس عون يتابع عن كثب الوضعين النقدي والمالي في البلاد. وقال "استقرار الليرة اللبنانية هو عنوان للثقة ووسيلة للمحافظة على الاستقرار الاجتماعي"، مشيرا الى ان المصرف المركزي قادر على المحافظة عليها". وأوضح ان "الدين الموجود في السوق يشكل 56 مليار من اصل 83 مليار دولار".

القطاع المصرفي من الاقوى: في الموازاة، استقبل الرئيس المكلف في بيت الوسط الدكتور جوزيف طربيه والامين العام لاتحاد المصارف العربية وسام فتوح. بعد اللقاء الذي خُصّص لدعوة الحريري الى رعاية وحضور مؤتمر الاتحاد السنوي في بيروت في 15 و16 تشرين الثاني المقبل، قال طربيه ردا على سؤال عما اذا كان البحث تطرق الى موضوع العقوبات الاميركية على ايران او موضوع الاسكان "لم يتم التطرق الى هذا الموضوع مع الرئيس الحريري، لكن حسب التشريعات التي توضع في اميركا، حيّدنا القطاع المصرفي اللبناني عن موضوع العقوبات، لان لبنان لديه قواعد مقبولة دوليا واميركيا وتجري متابعتها مع كل المرجعيات الدولية ومن قبل كل المتعاملين مع لبنان. وبالتالي ليس لدينا قلق على القطاع المصرفي بالنسبة لهذا الموضوع  انما لدينا قلق على لبنان بسبب عدم الاستقرار السياسي والاستهداف الذي يحصل من وقت لأخر لليرة اللبنانية وللمصارف اللبنانية. لكن استطيع ان اؤكد من هذا المنبر ان الليرة صامدة وقوية والقطاع المصرفي هو من اقوى القطاعات المصرفية في العالم العربي". كما التقى الحريري في "بيت الوسط" وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل وعرض معه اخر المستجدات السياسية والاوضاع العامة.

ادعاءات نتنياهو: في الاثناء، واصلت وزيرة خارجية النمسا كارين كنيسيل جولتها على المسؤولين اللبنانيين، واستهلتها من بعبدا حيث بحثت والرئيس عون الوضع السياسي العام في لبنان بعد الإنتخابات النيابية  وأبلغها رئيس الجمهورية ان "الادعاءات التي اطلقها رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو عن وجود قواعد عسكرية وصواريخ في محيط مطار رفيق الحريري الدولي، "لا اساس لها من الصحة، لكنها تخفي تهديدا اسرائيليا جديدا للسيادة اللبنانية واستهدافا لمطارنا الدولي". ودعا النمسا ودول العالم الى التنبه لما تخطط له اسرائيل تجاه لبنان لا سيما انها تواصل انتهاكاتها للقرارات الدولية ولا سيما منها القرار 1701. ولفت الى ان لبنان سيواجه اي اعتداء اسرائيلي ضد سيادته. واطلع الوزيرة كنيسيل التي تعنى ايضا بشؤون اوروبا والاندماج، على موقف لبنان الداعم لعودة النازحين السوريين الى المناطق السورية الامنة، عارضا للتداعيات الاقتصادية والاجتماعية والامنية التي نتجت من تدفق النازحين السوريين الى لبنان منذ العام 2011. وسجل عون عدم وضوح موقف الاسرة الدولية حيال مسألة عودة النازحين، لافتا الى ان لبنان يدعو الى الفصل بين هذه العودة والاتفاق على الحل السياسي لان الوصول الى هذا الحل قد يتأخر كما حصل بالنسبة الى قضايا اخرى منها القضية الفلسطينية.

تأييد نمساوي: من جهتها، اكدت كنيسيل ان الرعاية التي قدمها لبنان للنازحين السوريين غير مسبوقة في تاريخ الدول والشعوب، داعية الى اعتماد حلول تدريجية للازمة السورية تساعد على انهاء معاناة النازحين وتحد من تداعياتها على لبنان. وجددت تأييد النمسا لسيادة لبنان واستقلاله وسلامة اراضيه داعية الى احترام تنفيذ قرار مجلس الامن الرقم 1701، وتعزيز العلاقات اللبنانية- النمساوية وتطويرها في المجالات كافة. ومن بيت الوسط، اشارت الى "انني تطرقت والرئيس الحريري الى الاوضاع في سوريا ومسالة اللاجئين السوريين في لبنان. كما زارت عين التينة.

بين فرنسا وايران: على صعيد آخر، أعلنت فرنسا اليوم تجميد أصول رجلين إيرانيين وإدارة الأمن في وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية لمدة 6 أشهر، بموجب مرسوم نشر في الجريدة الرسمية. وعُرف عن أحد الرجلين أنه أسد الله أسدي، وهو الاسم نفسه الذي يحمله دبلوماسي إيراني أوقف في قضية التخطيط المفترض للاعتداء على تجمع نظمته مجموعة إيرانية معارضة في فرنسا في حزيران. وكانت السلطات الفرنسية أوقفت 11شخصًا صباح اليوم خلال عملية قالت إنها لمكافحة الإرهاب، قام بها حوالي 200 شرطي، واستهدفت مركزًا شيعيًا ومسؤوليه في بلدة غراند سانت شمال فرنسا. وفي الوقت نفسه، تم تجميد أموال"مركز الزهراء في فرنسا"، لـ6 أشهر وفق نص نشر في الجريدة الرسمية، التي صدرت اليوم. وتشتبه السلطات الفرنسية بأن هذه الجمعيات "تشرعن الإرهاب"، و"تمجد حركات متهمة بالإرهاب"، مدعومة من إيران.

التزام اميركي بالناتو: من جهة ثانية، أكد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أن الولايات المتحدة ستبرهن على تصميم ثابت لا يتزعزع إزاء التزامها بحلف شمال الأطلسي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الفرنسية فلورانس بارلي في باريس. وقال ماتيس عشية اجتماع وزراء دول الحلف في بروكسل إن "الولايات المتحدة برهنت أنها تواصل التعبير عن تصميم ثابت لا يتزعزع إزاء التزامها داخل الحلف الأطلسي. الأفعال أقوى من الأقوال". واذ لفت الى ان عدد المستشارين العسكريين الاميركيين في سوريا زاد"، قال "سنشكّل قوة أمنية مدربة جيداً لمنع ظهور داعش مجدداً في سوريا". واعلن "اننا سنزيد إنفاقنا الدفاعي لمواجهة التهديدات الروسية". من جهتها، قالت بارلي ان "برنامج إيران للصواريخ الباليستية يمثل تهديدا ونفوذها في المنطقة مبعث قلق كبير". واكدت "اننا سنواصل العمل مع واشنطن لمحاربة الإرهاب".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o