Sep 29, 2018 4:11 PM
تحليل سياسي

لقاء عون- الحريري ينتظر اكتمال عقد المشاورات و"الاشتراكي" عند "القوات"
لا حكومة الا "وحدة وطنية" والعودة الـــى التسوية الرئاسيـــة ضرورة
روسيا تحذر اسرائيل من ضرب لبنان... واجتماع رباعي في تركيا الاسبوع المقبل

المركزية- على رغم المخاوف المتفاقمة من احتمال تمدد الجمود في تأليف الحكومة بتداعياته الاقتصادية والاجتماعية والمالية، وعودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى لبنان، فإن أي حركة يعتدّ بها لاطلاق جولة جديدة من المشاورات والاتصالات المتصلة بحلحلة عقد تأليف الحكومة لم تسجل بعد، لا سيما الزيارة المرتقبة للرئيس المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا الذي غاب عنه اي نشاط رسمي اليوم، ولم يُرصد اي اتصال بين الرئيسين حتى الساعة.

الاشتراكي عند القوات: وبعد الجولات التشاورية التي اجراها الحريري مع "الاشتراكي" و"القوات"، واثر موقف رئيس الجمهورية من الطائرة الرئاسية التي اقلته من نيويورك الى بيروت عن حكومة الاكثرية اذا تعذرت "الوحدة الوطنية"، حطّ موفد رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط النائب اكرم شهيب في معراب حيث استقبله رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في حضور وزير الإعلام.

لا عقدة درزية: واوضح شهيّب عقب اللقاء، في دردشة مع الصحافيين عمّا إذا كانت الزيارة من اجل تسهيل عقبات تأليف الحكومة او إعادة تفعيل الحكومة المستقيلة، "ان الزيارة لخير البلد”. فعقّب جعجع عليه قائلاً “هذا ما لا شك فيه."واكد شهيب "ان لا وجود لأي عقدة درزية إلا عند بعض الرؤوس."

لا حكومة الا "وحدة": وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان ما يتردد من طروحات في شأن حكومة "اكثرية" غير قابل للترجمة ولا يمكن للحكومة ان تبصر النور الا وفق القواعد التي حددها الرئيس المكلف والمرتكزة الى مشاركة كل القوى السياسية في تحمل المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة محليا وخارجيا وهو ما اكدت عليه مجمل هذه القوى خلال الاستشارات النيابية الملزمة بما فيها حزب الله الذي لا ينفك يطالب يوميا بحكومة جامعة. وتعتبر ان حكومة الاكثرية لا يمكن ان تتألف ما دامت قوى اساسية ربطت مشاركتها بقوى أخرى على غرار حركة امل وتيار المردة والاشتراكي، والاشتراكي والقوات اللبنانية، وغيرها بحيث لا يمكن ان ينضم فريق اذا ما استثني الآخر، فكيف والحال هذه تشكل حكومة ومن يشارك فيها؟ تبعا لذلك تنصح مراجع سياسية بعدم التلهي بطروحات غير قابلة للحياة والانصراف الى البحث عن كيفية تدوير الزوايا والنزول عن الشجرة العالية التي صعدوا اليها الى ارض الواقع لفك العقد وبلوغ نقطة التقاء تقتضيها المصلحة الوطنية العليا في ظل المحيط بالبلاد من ظروف صعبة.

العودة الى التسوية: وتدرج المصادر كلام الرئيس عون عن حكومة اكثرية  و"ليخرج منها من لا يريد المشاركة" في اطار حث القوى السياسية على تسهيل الولادة وازالة متاريس الشروط، كون الضغط الخارجي على لبنان يتعاظم والمطالبة بتشكيل الحكومة سريعا من الضرورات. وتعتبر ان لا حل الا بالعودة الى التسوية بروحها ونصها ومضمونها وهي التي اسست لوصول العماد عون الى بعبدا والحريري الى السراي وتدعيم تفاهم معراب بما يزيل فتيل التشنجات ويعيد للعهد قوته المرتكزة الى السيبة الثلاثية.

ليونة حكومية؟ وعلى الخط الحكومي، اشارت عضو كتلة "المستقبل" النائب رولا الطبش الى "ان هناك ليونة في بعض المطالب المتعلقة بالحصص الوزارية، منها في موقف جنبلاط، بحيث نسمع ان من الممكن ان يكون الوزير الدرزي الثالث من حصة رئيس الجمهورية"، موضحةً "ان الرئيس المكلف يؤيد مطالب "القوات" ويعتبرها محقة لانها تمثل ما اسفرت عنه نتائج الانتخابات النيابية"، مؤكدةً "ان العرقلة تحصل من قبل "التيار الوطني الحر".

روسيا تحذّر اسرائيل: في مجال آخر وفي موقف دولي لافت صادر عن دولة تُعتبر حليفة لاسرائيل، حذّرت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف إسرائيل من توجيه ضربات عسكرية محتملة على لبنان"، معتبراً في ردّ على سؤال عما إذا كانت إسرائيل ستضرب في محيط المطار القريب من العاصمة بيروت بسبب الوجود المزعوم لصواريخ، "ان هذا سيكون انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، وسنعارض بشدة مثل هذه الإجراءات، لكننا نحذر من اي انتهاكات مهما تكن لقرارات مجلس الأمن في الأمم المتحدة".

وليس بعيدا، نصحت مصادر دبلوماسية غربية المسؤولين اللبنانيين بارساء حل نهائي لوضع مطار رفيق الحريري الدولي، محذرة من بلوغ مرحلة مقاطعة شركات طيران اوروبية لبنان بفعل مخا يحصل في هذا المرفق وما يحيط به لا سيما بعد الحديث عن صواريخ لحزب الله في منطقة الاوزاعي المحاذية للمطار.

عثمان: من جهة ثانية، اوضح المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، ان ما يتم تداوله عبر وسائل الاعلام حول قضية احد ضباط هذه المؤسسة يفتقد الى الدقة والموضوعية"، متمنياً على "جميع الحريصين على المؤسسة، ان يتركوا معالجة الامور الداخلية في هذه المديرية العامة لأصحاب القرار فيها والآليات الإجرائية المعتمدة قانونا، مؤكداً ان احدا لن يتمكن من جر المؤسسة الى لعبة تصفية الحسابات السياسية".

دفن الاحلام: ايرانياً، اعتبر المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني للشؤون الدولية حسين امير عبد اللهيان في حديث لوكالة "يونيوز" "ان على العدو ان يدفن احلامه بخروج ايران من سوريا".

منظومة أس-300": وليس بعيداً، اعلن لافروف "ان روسيا بدأت بالفعل تسليم منظومات "إس-300" للدفاع الصاروخي إلى سوريا"، مشيراً في مؤتمر صحافي اجراه على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة امس، الى "ان توريدها بدأت مباشرة إثر وقوع كارثة إسقاط الطائرة الروسية "إيل-20" في سوريا، الأسبوع الماضي".

وسط هذه الاجواء، اعتبرت اوساط دبلوماسية ان الكشف الاسرائيلي عن صواريخ في الضاحية معطوف على التصعيد الايراني بعدم الخروج من سوريا والروسي بالاعلان عن مد سوريا بمنظومة أس- 300 كلها تندرج في خانة المواقف التهويلية الهادفة الى رفع السقف الى الحد الاقصى وملء الوقت الضائع في انتظار الاسبوع الاول من تشرين الثاني موعد الانتخابات الاميركية النصفية التي ستتبين في نتيجتها اتجاهات الرياح الاميركية لمصلحة ترامب او ضده، وفي ضوئها يبنى على الشيء مقتضاه. واستبعدت فرضية الانزلاق الى حرب في الاقليم على رغم ان المنطقة باتت على فوهة بركان غير ان لا مصلحة لاي طرف في الانخراط في مغامرة لا يعرف احد الى اين تقود.

اجتماع رباعي: وعلى الخط السوري، افادت مصادر مطلعة "المركزية" ان الاجتماع الرباعي التركي- الروسي- الفرنسي الالماني الخاص بالملف السوري الذي اعلنت عنه امس المستشارة الالمانية انغيلا ميركل،  سيعقد في تركيا الاسبوع المقبل ويتناول ثلاثة ملفات: النزوح السوري، تطورات الملف السوري من ضمن عرض عام لأوضاع المنطقة وكيفية اخراج ايران من سوريا.

معبر نصيب: سورياً، تراجعت وزراة النقل عن تصريحاتها في شأن إفتتاح معبر نصيب الحدودي مع الاردن، بعدما كانت اعلنت صباحاً عن إعادة فتحه، وبدء حركة مرور الشاحنات والترانزيت عبر الحدود السورية الأردنية. الا انها افادت في وقت لاحق عن إنهاء الاستعدادات اللوجستية لفتح معبر نصيب والافتتاح في العاشر من الشهر المقبل. ودخلت الاردن على الخط عبر الناطقة الرسمية باسم الحكومة جمانة غنيمات التي لفتت رداً على الاعلان السوري عن فتح المعبر الى "ان المعبر ما يزال مغلقاً، ولم يتم افتتاحه امام حركة نقل البضائع والمسافرين"، موضحةً "ان الاجتماعات الفنية لفتح الحدود مستمرة وإعادة فتح الحدود يتطلّب توفّر بنية تحتية ومعايير لوجستية وفنية يلزم تحقيقها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o