Sep 04, 2018 4:38 PM
تحليل سياسي

الحريري يتشاور مع القوات والاشتراكي واجتماع مســتقبلي استثنائي
القوات الى مربع المطــالب الاول: لا قوي في جمهوريـة ضعيفــة
لبنان يســعى لاجتماع وزاري في نيويــورك لتمويـــل الاونروا

المركزية- اكدت المعطيات المتوافرة عن الاتصالات التي يجريها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري أن "امّ العقد" التي تعترض مهمته سياسية مصلحية اكثر منها تقنية، اذ يبدو ان تعاطي بعض القوى مع هذا الاستحقاق الدستوري يجري على قاعدة محاولة انتزاع مكاسب وتحجيم اطراف، خصوصا ان مجمل ما طرحه الحريري من صيغ "تجريبية" في الفترة الاخيرة سعياً الى حل العقد، منيَ بالفشل نظراً الى التمسك بالمواقف المعروفة. وعلى وقع القراءات المتباينة لبيان قصر بعبدا في شأن الصيغة التي حملها الحريري الى الرئيس ميشال عون امس والتي رجحت فيها كفة السلبية على الايجابية، تسارعت وتيرة الاتصالات واللقاءات بين الرئيس المكلف والقوى السياسية لوضعها في صورة ما سمعه في بعبدا والوقوف على تطورات الساعات الاخيرة وتلمس الاتجاهات التي سيسلكها ملف التشكيل في المرحلة المقبلة.

اتصالات الحريري: وفي السياق، استقبل الحريري بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط" وزير الاعلام موفدا من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في حضور الوزير غطاس خوري وجرى عرض لاخر المستجدات والجهود المبذولة لتشكيل الحكومة الجديدة.

تيمور في الوسط: وفي وقت افيد ان الحريري سيستقبل عصرا رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط، رأس في الخامسة في بيت الوسط اجتماعا مشتركا لكتلة المستقبل النيابية والمجلس المركزي، وصفته مصادر التيار الازرق بالاستثنائي. في حين تترقب الاوساط السياسية مواقف الوزير جبران باسيل بعد اجتماع تكتل " لبنان القوي" عصرا.

القوات تصعّد: في الاثناء، صعّدت القوات اللبنانية لهجتها مجددا بعد ان لمست رفضا رئاسيا – برتقاليا لحصولها على 4 وزارات وازنة في الحكومة العتيدة. وفي هذا الاطار، اكّد عضو تكتل الجمهورية القوية رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان انّ "القوات نزلت إلى الحدّ الأدنى من حقوقها فظنّ البعض أنه "بازار" وبعد ما حدث سنعود إلى مطلبنا بخمسة وزراء مع حقيبة سيادية وما حدث لا يضر إلا بالعهد". وقال "عملية التسهيل التي قدمتها القوات هي للتسهيل و البعض الذي لم يقبل الدور الذي لعبته القوات فيعلم أن المتضرر الأول من تأخير الحكومة هو العهد وآن الآوان للتيار التنازل للتشكيل".

احراج القوات ام الحريري؟ وقالت اوساط معراب لـ"المركزية" ان خطوط الاتصال فتحت بين بيت الوسط ومعراب بعيد زيارتي الوزير جبران باسيل للرئيس الحريري والاخير لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتم خلالها التشاور في ما آلت اليه المفاوضات والمواقف، الا ان الوضع استوجب ايفاد وزير الاعلام لبيت الوسط اليوم للوقوف على حقيقة التفاصيل ومكمن العقدة الاساس وتأكيد موقف حزب القوات بعدما قدم اقصى ما يمكن وهو لم يعد مستعدا لتقديم المزيد ، لأن طريقة تعاطي الطرف الاخر تؤشر الى ان لا نية جدية بالتفاوض وتوليد الحكومة بل سعي للعرقلة ورفع متاريس الشروط وصولا الى فرض سياسة الرضوخ لما يريد فتولد حكومة الغالب والمغلوب. وسألت هل المطلوب منا الانتحار والقول للرأي العام الذي انتخبنا ويتطلع الى ترجمة وعود قطعناها وتطلعات يطمح اليها ان قدرنا الانكفاء والانسحاب؟ ولفتت الى ان بعد هذا المسار الشاق من المفاوضات يبدو واضحا ان الهدف الاساس لهذا الفريق يذهب نحو واحد من اتجاهين المضي في احراج القوات لاخراجها او استمرار الضغط المعنوي على الرئيس الحريري على قاعدة "الوصول الى ما نريد" من خلال اللعب على وتر مسؤوليته في تشكيل الحكومة وقلبه الذي هو على الاقتصاد ووضعه الصعب. الا ان هذه القراءة، تختم اوساط معراب، خاطئة جدا ولن تحقق الهدف.

تواصل بين معراب وعين التينة: ووسط هذه الاجواء، سجّل تواصل اضافي بين معراب وعين التينة حيث حضر ملف "التشكيل" بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الشؤون الاجتماعية بيار بوعاصي الذي قال بعد اللقاء "لست مخولا بأن اتحدث عما قاله الرئيس بري لي. ولكن استطيع القول ان الرئيس بري ونحن متفقون على ان لا احد يكون قويا في جمهورية ضعيفة، فاذا كانت مؤسسات الدولة لا تعمل بالشكل المناسب لا احد يستطيع ان يكون قويا، ونحن خارجون من انتخابات نيابية أثبت فيها المواطن اللبناني شوقه وتوقه الى عمل المؤسسات والى حياة ديموقراطية وعلينا كطبقة سياسية ان نقدم له في أسرع فرصة بالنسبة للاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حكومة تعمل لخدمة مصالح المواطنين ويكون لديها رؤية على المدى الطويل ليكون ايضا للمواطن رؤية على المدى الطويل".

الراعي ومكمن الازمة: وليس بعيدا، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال افتتاحه المؤتمر السنوي الخامس والعشرين للمدارس الكاثوليكية  ان "اتفاق الطائف أكد المواطنة على حساب الانتماء المذهبي، لكن القوى السياسية شوهته بأدائها، وذهبت إلى إرساء نظام حزبي مذهبي جديد، أمنت من خلاله بقاءها في السلطة وتقاسم الحصص والوظائف وخيرات الدولة، مع إقصاء الغالبية من الشعب اللبناني غير الحزبية. وتابع: "هنا تكمن الأزمة السياسية الراهنة، والظاهرة حاليا في أزمة عدم إمكانية تأليف الحكومة إلى الآن، والتي تتسبب بالركود الشامل، بل بالشلل، وبعدم إمكانية النهوض الإقتصادي وإجراء الإصلاحات اللازمة في مختلف الهيكليات والقطاعات، وبتفشي الفساد، وسيطرة شريعة الغاب والنفوذ".

الاونروا.. اجتماع في نيويورك: الى ذلك، وغداة الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية امس مع سفراء الدول المضيفة والمانحة والذي غابت عنه السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد باعتبار ان بلادها هي المعنية مباشرة بتداعيات قرار عدم تمويل الاونروا، علمت "المركزية" ان لبنان يستطلع امكانية توجيه الدعوات لعقد اجتماع وزاري في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العامة لحثّ المجتمع الدولي لإيجاد تمويل بديل لـ"لأونروا" للحفاظ على خدماتها التي ما تزال توفّرها للاجئين في لبنان والاردن وسوريا فضلا عن فلسطينيي الضفة والقطاع منذ عام 1949. وفيما استغرب سفراء الدول الخليجية، الحملة عليهم لجهة احجامهم عن الاعلان عن استعداد دولهم زيادة المساعدة، اكد مصدر دبلوماسي خليجي لـ"المركزية" "ان المساهمة التي توفرها بلاده للاونروا تدفع بالكامل وهي تكاد تضاهي مساهمات نصف دول الاتحاد الاوروبي مجتمعة".

محاكمة حبيش: في مجال آخر، أرجأت المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن حسين عبد الله الى 25 كانون الثاني 2019، محاكمة المقدم في قوى الامن الداخلي سوزان الحاج والمقرصن ايلي غبش، في قضية ملف زياد عيتاني بفركة جرم التعامل مع اسرائيل، بعدما تقدم وكيل الحاج المحامي رشيد درباس بطلب من المحكمة امهال فريق الدفاع الى حين تقديم مذكرة دفوع شكلية، يطلب فيه فريق الدفاع ايداعه نسخة عن التسجيلات الصوتية العائدة لهاتف ايلي غبش، ليقوم فريق الدفاع باعداد المستندات لتقديم دفاعه عن المقدم الحاج، مشيرا الى انه بناء على هذه المستندات سيبني دفاعه عن موكلته لتقديم الادلة على براءتها.

قصف روسي: سوريا، استأنفت طائرات حربية روسية الضربات الجوية على محافظة إدلب بحسب ما اعلن المرصد السوري. من جهته، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان الجيش السوري يستعد لحل مشكلة الارهاب في ادلب، لافتا الى ان المسلحين في ادلب يعيقون السلام في سوريا ويهددون قواعدنا العسكرية. واذ اشار الى ان "وضع إدلب سيكون أحد أهم عناصر جدول أعمال لقاء زعماء روسيا وتركيا وإيران هذا الأسبوع"، اعتبر ان "تحذيرات ترامب بشأن الهجوم المحتمل على إدلب ليست مدخلا مناسبا لمشكلة إدلب".

دي ميستورا: في المقابل، أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أن المحادثات المقرر أن تجريها قوى رئيسية هذا الشهر حول تشكيل لجنة تقود إصلاحا دستوريا في سوريا ستكون "لحظة حقيقة" لعملية سياسية ذات مصداقية. ومن المقرر أن يجري دي ميستورا محادثات منفصلة الأسبوع المقبل، بعضها يشمل روسيا وتركيا وإيران وبعضها يشمل الولايات المتحدة والسعودية، وذلك لمناقشة تشكيل اللجنة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o