Sep 03, 2018 4:34 PM
تحليل سياسي

الحريري في بعبدا بعد لقاء باسيل...هل يخرج الدخان الابيض؟
وقف تمويل الاونروا في "الخارجية" في غياب اميركــــي
ظريف في سوريا واسرائيل قد تستهدف ايران فـــي العراق

المركزية- بدا من الصعوبة بمكان بعيد زيارتي رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الى بيت الوسط والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري لبعبدا تبين الاتجاهات النهائية التي سيسلكها ملف التشكيل نظرا الى عدم توافر معطيات كافية تتيح الرهان عليها للانتقال من مربع العرقلة الى مقلب تعبيد طريق ولادة الحكومة المطلوبة سريعا لمواجهة استحقاقات داهمة، بإقرار جميع المعنيين.

وفي انتظار تبيان الخيط الابيض من الاسود في ضوء لقاء عون- الحريري المفترض انه يحمل مسودة حكومية، يبقى رصد موقف رئيس الجمهورية منها. فاذا نالت رضاه، أبصرت الحكومة النور في الساعات المقبلة خصوصا ان معلومات سرت عن افكار تسهيلية جديدة قد يعرضها عون على الرئيس المكلف لاخراج الحكومة من عنق زجاجة التأزم، والا فإن مساعي التأليف قد تكون عادت الى النقطة الصفر.

معراب... لا تنازلات اضافية: وكانت مصادر معراب افادت "المركزية" انها تنتظر ما سيصدر عن لقاء بعبدا الرئاسي، بيد انها ليست في وارد تقديم المزيد من التنازلات بعدما قدمت اقصى الممكن المتمثل بأربع حقائب ليست من ضمنها لا نيابة رئاسة الحكومة ولا وزارة سيادية ولا وزارة دولة أيضا. اما اصرار التيار على تضمين حصة القوات وزارة "دولة"- فسيعيد قطار التشكيل الى نقطة الصفر. واشارت الى ان الرئيس المكلف كما القوات، ليسا في وارد القبول بأي تطويق اضافي لحجم معراب التي ترفض استغلال مرونتها أو فهمها خطأً، فهي إن كانت تسهّل مهمّة الحريري الا ان ذلك لا يعني انها سترضى بمواصلة استهدافها أو محاولات إحراجها لاخراجها، او فهم "تضحياتها" في سبيل مصلحة الوطن على انها ضعف. واكدت ان اقصى الممكن قبوله اربع حقائب او خمسة مع وزارة دولة.

حزب الله: وعلى رغم ارتفاع منسوب التفاؤل استناداً الى حركة اللقاءات والمشاورات، الا ان مصادر "حزب الله" استبعدت حصول تقدم"، معتبرةً "ان ما يحصل مجرّد "حركة بلا بركة"، ومشيرةً الى "ان نوعية الحقائب تُشكّل العائق الاساسي امام الحكومة الان"، وسألت "اذا كانت "القوات اللبنانية" قد تخلّت كما تقول عن منصب نائب رئيس الحكومة والوزارة السيادية مقابل ضمان الحصول على 4 حقائب وازنة، فماذا يبقى للقوى السياسية الاخرى"؟ ما يعني بحسب المصادر "ان العقدة القواتية تمنع ولادة الحكومة".

جعجع لا باسيل: اما عن كلام نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عن المعركة الرئاسية، فجزمت المصادر "بانه موجّه الى رئيس حزب "القوات" سمير جعجع وليس الى باسيل حتماً".

بري والاونروا: على صعيد آخر، بقي قرار الولايات المتحدة وقف تمويل منظمة الاونروا في دائرة الاهتمام المحلي لما له من انعكاسات على الوجود الفلسطيني في لبنان. وفي السياق، طالب رئيس مجلس النواب نبيه بري باجتماع عاجل للجامعة العربية من اجل اصدار قرار بتمويل الانروا بدلا عما جرى من قرار اميركي بحجب التمويل عنها.

..واجتماع في الخارجية: في الموازاة، وبعد البيان الحازم لوزارة الخارجية، في هذا الشأن، يعقد عصر اليوم وزير الخارجية جبران باسيل اجتماعا مع سفراء الدول المضيفة والمانحة لشرح موقف لبنان، والبحث عن المخارج المتاحة، وعلمت "المركزية" في هذا المجال ان السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد ستغيب عن الاجتماع. وليس بعيدا، أشار رئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني حسن منيمنة عبر "المركزية" الى أن "الانعكاسات السلبية للقرار الاميركي ستكون مأساوية على اللاجئين في لبنان والدول المضيفة كافة، خصوصا وأن أميركا تسعى لدفع الدول الحليفة لها لتحذو حذوها". ولفت الى أن "اللجنة ستجتمع الخميس بممثلين عن الوكالة في السراي، لبحث الاجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من التداعيات السلبية للأزمة"، مضيفا أن "اللجنة تتابع مع السلطات السياسية المعنية تحرك لبنان على الصعيد السياسي مع الدول الصديقة والمانحة لزيادة مساهماتها والتعويض عن توقف الدعم الاميركي".

وفد اميركي: وليس بعيدا، اكد مصدر امني لبناني لـ "المركزية" ان وفداً عسكريا أميركيا جال على الخط الازرق جنوبا وزار قيادة اليونيفل في الناقورة واستطلع بناء اسرائيل للجدار الاسمنتي على الحدود مقابل العديسة وكفركلا. واضاف أنه وسط تدابير أمنية استثنائية من قبل وحدات الجيش اللبناني، حطت على أرض مدينة رفيق الحريري الرياضية في صيدا منذ يومين وبشكل سري طوافة عسكرية تُقل وفداً عسكرياً أميركياً مع مسؤول في السفارة الأميركية في بيروت، تؤازرها طوافة عسكرية أخرى. وقد توجه الوفد بمواكبة أمنية مُشددة إلى ثكنة محمد زغيب العسكرية وعقد اجتماعاً مع كبار ضباط الجيش في الجنوب. ثم انتقل برفقة ضباط لبنانيين إلى منطقة مُطلة على مخيم عين الحلوة من دون أن تُعرف طبيعة أو مهمة الوفد. وأفيد أن الانتشار الأمني الكثيف لوحدات الجيش على طول الطريق المؤدية إلى المنطقة والتدابير التي اتخذت لبعض الوقت كانت بمناسبة زيارة الوفد الأميركي واستمرت حتى مغادرته.

الحاج حسن الى دمشق:  من جهة ثانية، ووسط الجدل الذي يثيره فوق الساحة المحلية ملف التطبيع مع دمشق، يغادر وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال حسين الحاج حسن بعد ظهر غد إلى دمشق، تلبية لدعوة وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر خليل للمشاركة في معرض دمشق الدولي في دورته الستين الذي يفتتح يوم الخميس، بمشاركة لبنانية وعربية ودولية .وسيجري الحاج حسن محادثات مع عدد من المسؤولين والوزراء السوريين حول تعزيز العلاقات الاقتصادية وتسهيل التبادل التجاري والانسياب على المعابر الحدودية. كما يفتتح الجناح اللبناني في المعرض الذي سيضم نحو خمسين عارضا في قطاعات انتاجية وصناعية واعمارية متعددة.

ظريف في سوريا: اقليميا، وصل وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف إلى دمشق في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً، وذلك لإجراء محادثات مع مسؤولين سوريين. وقالت الخارجية الإيرانية، "ان زيارة ظريف تأتي بدعوة من نظيره السوري وليد المعلم على ان يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء عماد خميس. ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصادر دبلوماسية "ان ظريف سيلتقي المعلم، مع احتمال ان يستقبله الرئيس بشار الأسد". وكان وزير الدفاع الإيرانى وصل الأسبوع الماضى إلى دمشق ووقع مع نظيره السورى اتفاقا للتعاون الدفاعي بين البلدين.

ليبرمان وايران: من جهة أخرى، ألمح وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى أن بلاده قد تهاجم قطعا عسكرية يشتبه أنها إيرانية في العراق مثلما فعلت بشن عشرات الضربات الجوية في سوريا. وقال خلال مؤتمر في القدس:"نراقب كل ما يحدث في سوريا بالتأكيد وبالنسبة للتهديدات الإيرانية فإننا لا نقصر أنفسنا على الأراضي السورية فحسب".

لا سلاح خارج الشرعية: وكان البرلمان العراقي عقد اولى جلساته بعد أشهر من التخبط السياسي الذي أعقب أول انتخابات برلمانية في البلاد منذ هزيمة تنظيم داعش. وألقى الرئيس فؤاد معصوم كلمة في المناسبة طالب فيها النواب بالسعي لتحقيق مصلحة العراق أولا وليس تحقيق مصلحة جهة أو فئة معينة. من جانبه، تحدث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن إنجازات الحكومة العراقية برئاسته مضيفا في موقف لافت "نعمل لتحقيق العدالة بين كافة العراقيين ووضع السلاح بيد الدولة"، ومشيرا إلى أن "الحكومة المقبلة ستتسلم دولة محررة ومستقرة بعد طرد داعش". في الموازاة، أعلن تحالف "سائرون" (يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وقائمة النصر التي يتزعمها رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي) تشكيله الكتلة النيابية الاكبر في البرلمان. وهذه الخطوة تشكّل، بحسب مصادر دبلوماسية، ضربة اضافية لايران في العراق، وتساعد في قيام حكومة غير "حليفة" لطهران.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o