Sep 01, 2018 8:16 AM
صحف

إيران تستعد لمواجهة اميركا بقدرات باليستية!

اكدت مصادر إيرانية وعراقية وغربية متطابقة، ان إيران منذ عام 2014 قامت بإرسال صواريخ باليستية إلى عدد من الفصائل الشيعية العراقية الأكثر ولاء لها، بهدف تقوية مواقعها وتهديد إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

ونقلت وكالة "رويترز" عن المصادر قولها "ان إيران تسعى كذلك إلى تطوير القدرة على صناعة مزيد من الصواريخ لحلفائها العراقيين، بهدف ردع الهجمات المحتملة على مصالحها في الشرق الأوسط، ولامتلاك الوسيلة التي تمكّنها من ضرب خصومها في المنطقة". وتشير الوكالة إلى "ان لإيران حلفاء كثيرين في العراق، وبالأخص قادة بارزون في "الحشد الشعبي" حققوا نجاحات في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في 12 ايار الماضي.

وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين ومصدران في المخابرات العراقية ومصدران في مخابرات غربية، "ان إيران نقلت صواريخ باليستية قصيرة المدى لحلفاء بالعراق خلال الأشهر القليلة الماضية". فيما اكد خمسة من المسؤولين "ان إيران تساعد تلك الجماعات على البدء في صنع صواريخ". وقال احدهم "كان المنطق هو الحصول على خطة احتياطية إذا تعرضت إيران للهجوم"، مشيراً إلى "ان عدد الصواريخ ليس كبيراً، مجرد بضع عشرات، لكن بالإمكان زيادته ان تطلب الأمر".

وكانت إيران قد ذكرت في السابق ان انشطة الصواريخ الباليستية دفاعية بطبيعتها. ورفض المسؤولون الإيرانيون التعليق عندما سئلوا عن احدث التحركات.

وحسب "رويترز" يتراوح مدى صواريخ "زلزال" و"ذو الفقار" الإيرانية، من 200 إلى 700 كيلومتر، مما يضع تل ابيب والخليج بمسافة اقرب، إذا تم نشر هذه الصواريخ في جنوب العراق او غربه، ضمن منطقتين يملك "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني فيهما قواعد عسكرية. وذكر ثلاثة من المصادر "ان قائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني، يشرف على الخطة."

واتهمت الدول الغربية إيران بنقل صواريخ وتكنولوجيا لسوريا وحلفاء آخرين لطهران، مثل الحوثيين في اليمن و"حزب الله" اللبناني. واشارت مصادر إيرانية ومصدر استخبارات عراقي إلى "انه تم اتخاذ قرار قبل نحو 18 شهرا باستخدام "الميليشيات" لإنتاج صواريخ في العراق؛ لكن النشاط ازداد في الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك وصول منصات إطلاق الصواريخ. وذكر قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني خدم خلال الحرب بين إيران والعراق في الثمانينات "لدينا قواعد كهذه في اماكن كثيرة، والعراق واحد منها. إذا هاجمتنا اميركا، فإن اصدقاءنا سيهاجمون مصالحها وحلفاءها في المنطقة".

وقال المصدر الغربي والمصدر العراقي، "ان المصانع التي تستخدم في تطوير صواريخ في العراق تقع في الزعفرانية في بغداد وجرف الصخر شمال محافظة بابل، وهما منطقتان تقعان تحت نفوذ الفصائل الشيعية". ولفت المصدر إلى "وجود مصنع في إقليم كردستان ايضا".

واكد مسؤول اميركي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، "ان طهران قامت خلال الأشهر القليلة الماضية بنقل صواريخ إلى جماعات في العراق؛ لكن لم يستطع تأكيد ان هذه الصواريخ لديها اي قدرات إطلاق من مواقعها الحالية"، فيما قال مصدر استخباراتي إقليمي، "ان إيران تخزّن عدداً من الصواريخ الباليستية في مناطق من العراق تخضع لسيطرة شيعية فعّالة، ولديها القدرة على إطلاقها".

ولم يستطع المصدر ان يؤكد ان إيران لديها قدرة إنتاج صاروخية في العراق. وقال مسؤول مخابرات عراقي آخر، "ان بغداد كانت على علم بتدفق الصواريخ الإيرانية إلى الفصائل الشيعية للمساعدة في محاربة "داعش"؛ لكن تلك الشحنات استمرت بعد هزيمة التنظيم". وتابع المسؤول "كان واضحا للمخابرات العراقية ان مثل هذه الترسانة الصاروخية التي بعثت بها إيران لم يكن الهدف منها محاربة "داعش"؛ بل كوسيلة ضغط يمكن لإيران استخدامها مرة واحدة في الصراع الإقليمي". واكد المصدر العراقي "ان من الصعب على الحكومة العراقية ان توقف او تقنع تلك الفصائل بقطع علاقتها مع إيران".

إلى ذلك، اكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» من العاصمة البريطانية لندن، "ان إيران منذ عام 2014 قامت بإدخال مصانع إلى العراق في عدد من المواقع المختلفة، وقامت بإنتاج صواريخ مختلفة لعبت دوراً في قتال الفصائل المسلّحة ضد تنظيم "داعش". اضاف "ان هذه الأماكن تمتد من جنوب بغداد إلى مناطق بعيدة غربا، قرب النخيب المتنازع عليها بين محافظة الأنبار وكربلاء". واوضح "ان في وقت كانت تلك المصانع تتولى صناعة صواريخ مختلفة لمساعدتها في مقاتلة التنظيم المتطرف، فإنها منذ عام 2017 قامت بإدخال مصانع اخرى لغرض إنتاج صواريخ بعيدة المدى، يمكن ان تؤثّر على حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، من بينها إسرائيل". واشار المصدر إلى "ان الطيران الإسرائيلي قام طوال السنتين الماضيتين بالتحليق في العمق العراقي، لغرض تصوير الأماكن التي تقوم بإنتاج او تطوير الصواريخ، ربما لغرض استهدافها في وقت لاحق".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o