Aug 31, 2018 4:36 PM
تحليل سياسي

زخم جهود الحريري ينتظر ملاقاته سياسيا... حلول في الافق!
عون يجري اتصالات لفتح "نصيب" وغراندي يجول بملف النزوح
الخارجية الاميركية تدرس ادراج "عصائب اهل الحق" على لائحة الارهاب

المركزية- قد يصعب انكار طابع الزخم الذي اتسمت به حركة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في الساعات الاخيرة من اجل تعبيد طريق الولادة الحكومية بعد ازالة المطبات. ومع ذلك يصعب أيضاً تجاهل الكثير من التساؤلات والشكوك التي بدأت ترتسم في الافق حول ضغط خارجي  لعدم التشكيل ما دامت اي عقدة لم تشق طريقها الى الحل حتى الساعة ولا تقدمت اي من القوى السياسية خطوة واحدة في اتجاه تسهيل المسار.

لقاءان منتظران: وفي وقت تتحدث المعلومات عن زيارة مرتقبة للرئيس المكلف الى قصر بعبدا خلال 48 ساعة، أفيد ان من الصيغ المتداولة لتسهيل الولادة الحكومية، اعطاء القوات اللبنانية 4 حقائب ليس من بينها وزارة سيادية او نيابة رئاسة الحكومة على ان تكون الوزارات الـ4 دسمة، الا ان هذا العرض ينتظر ايضا بحثَه بين الرئيس الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في الساعات المقبلة. فيما تبدو العقدة الدرزية في طريقها للحل عن طريق تعيين وزيرين درزيين اشتراكيين ووزير درزي غير اشتراكي.

بين الكم والنوع: وليس بعيدا، اعتبر نائب رئيس الحكومة وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني "ان موعد ولادة الحكومة منوط بتحقيق التوافق على كل النقاط الخلافية المطروحة". وقال في تصريح "إذا لاقى المعنيون في مسار التأليف "القوات اللبنانية" في منتصف الطريق وتقربت وجهات النظر، يمكن الانتهاء من التأليف سريعا، لأن الوضع الاقتصادي والمالي لا يحتمل التأخير". ولفت الى "ان النقاش الحكومي لا يزال في مربعي الأحجام والحقائب"، مؤكداً ان "القوات" قدمت كل التسهيلات لتشكيل هذه الحكومة ولا يمكنها التنازل اكثر مما هو ممكن، لأن هناك وكالة من المواطنين الذين انتخبوا "القوات" لتمثيل تطلعاتهم"، مشدداً على ان "المسألة لا تتعلق بتعداد الحقائب، إنما بنوعيتها التي تسمح للقوات في المساهمة في إنجاح الحكومة والعهد والسير قدما في استقرار لبنان".

خلاف ولكن!: على صعيد آخر، وفي وقت بقيت دعوة "الوفاء للمقاومة" الى اعادة درس موقع لبنان الاستراتيجي، في الواجهة، سُجلت مواقف سياسية للرئيس الحريري، اعتبر فيها "أن اختلافه الأيديولوجي مع حزب الله لا يعني عدم إمكانية عملهما معا من أجل الصالح العام للبلاد". وقال الحريري في مقابلة مع يورونيوز: "لدينا اختلافاتنا السياسية مع حزب الله وهم يعلمون ذلك فهم لن يقبلوا أبداً بسياساتي تجاه دول الخليج وأنا لن أتقبل أبداً سياساتهم تجاه إيران وشؤون أخرى، لكن هذا لا يعني أنه يجب أن تتوقف البلاد عن العمل". وعن  سوريا، قال الحريري "علاقتي بروسيا وبالرئيس فلاديمير بوتين جيدة جداً، بوتين هو رجل أحترمه كثيراً وأعتقد أنه شخص يمكننا العمل معه، أفضل التعامل مع الرئيس بوتين عن بشار الأسد".

معبر نصيب: في غضون ذلك، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه يتابع "متابعة دقيقة الاوضاع التي تعاني منها القطاعات الزراعية والصناعية والانتاجية نتيجة اقفال المعابر البرية". ولفت خلال استقباله في بعبدا" وفدا من نقابة مستوردي ومصدري الخضار والفاكهة في لبنان، الى انه اجرى اتصالات لاعادة فتح المعابر لاسيما منها معبر نصيب لتأمين انسياب الانتاج اللبناني، وهو سيواصل هذه الاتصالات للوصول الى الغاية المنشودة التي تؤمن انتظام عودة الصادرات اللبنانية الى الدول العربية.

لفصل العودة عن الحل: من جهة ثانية، حضر ملف النزوح السوري في جولة قام بها رئيس مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، على المسؤولين اللبنانيين. وفي السياق، طلب رئيس الجمهورية أن تضطلع المفوضية بدور اكبر في تسهيل العودة الآمنة للنازحين في لبنان الى بلادهم، خصوصا الى المناطق السورية التي باتت مستقرة حسب تأكيدات جميع المعنيين بالوضع في سوريا، ومنهم مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين التي اظهر مسح اجرته ان هناك 735.500 سوريًا في لبنان كانوا نزحوا من مناطق سورية باتت آمنة، بينهم 414250 في مناطق يسيطر عليها الجيش السوري النظامي، و 102750 في مناطق تحت اشراف التحالف الدولي والقوى الكردية، و 218500 في مناطق فيها وجود تركي. واشار الرئيس عون الى ان لبنان سيواصل تنظيم العودة المتدرجة للنازحين الراغبين في ذلك، متمنيا على المنظمات الدولية ان تقدم المساعدات للعائدين في بلداتهم وقراهم، او الاماكن الامنة داخل سوريا التي سيحلون فيها. وفيما نفى رئيس الجمهورية ان تكون السلطات اللبنانية المعنية مارست اي ضغوط لاعادة مجموعات النازحين، اشار الى ان هذه العودة كانت بملء اراداتهم الى المناطق الامنة في سوريا. وعبّر الرئيس عون عن قلق لبنان من اي ربط بين عودة النازحين وبين الحل السياسي للازمة السورية، داعيا الى الفصل كليا بين الامرين.

غراندي: وانتقل غراندي من بعبدا الى بيت الوسط حيث استقبله الرئيس المكلف. وبعد الاجتماع، رأى ان مع تطور الوضع في سوريا من المهم التفكير في ما يحصل لمستقبل الوضع هناك، لافتا الى انه كرر للرئيس الحريري أن افضل حل للاجئين السوريين في المنطقة، البالغ عددهم خمسة ملايين، هو في تأمين عودة آمنة وكريمة لهم الى بلدهم. ولفت الى ان الوضع كان سيئا جدا خلال السنوات الماضية في سوريا، لكننا نحاول معرفة مخاوف الناس في ما يتعلق بموضوع العودة او عدمها، واضاف: " ناقشنا بصراحة كبيرة مع الحكومة السورية كيفية التعامل مع بعض العقبات، بعضها مادي والآخر مرتبط بأمور قانونية، وابلغنا الرئيسين عون والحريري نتائج مناقشاتنا، وسألتقي في وقت لاحق اليوم وزير الخارجية جبران باسيل". وأكد ان "تعاونهم سيستمر مع لبنان"، قائلا: "ندرك ان هناك عناصر جديدة دخلت على المناقشات، مثلا خطط روسيا التي من المهم جدا مناقشتها لانها تلعب دورا مهما في سوريا راهنا. لذلك يجب أن نناقش معها الامر ايضا. لقد التقيت مع الجهات الروسية في دمشق وجنيف ولدينا حوار وثيق معها وهي تلعب دورا هاما. ونأمل ان يستمر المانحون بتقديم دعمهم للبنان وللاردن التي زرتها منذ بضعة ايام، وتركيا ايضا، لذلك نحتاج الى دعم الدول المانحة للاستمرار بدعم الدول المضيفة". والتقى غراندي المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم.

الخزعلي ارهابي! وسط هذه الاجواء، وفيما وافق مجلس الامن بالإجماع على تمديد مهمة قوة حفظ السلام في لبنان لمدة عام مشددا على ضرورة التطبيق الكامل لحظر الأسلحة، ومعربا عن قلقه "من الزيارات التي يقوم بها زعماء ميليشيات غير لبنانية على طول الخط الازرق" في اشارة الى قائد "عصائب اهل الحق" العراقية قيس الخزعلي الذي اثارت زيارته آنذاك موجة استنكار واسعة، كشفت مصادر مطلعة في واشنطن لـ"المركزية"ان وزارة الخارجية الاميركية تدرس بالتنسيق والتعاون مع وزارة الخزانة امكان ادراج ميليشيات عصائب اهل الحق وقائدها على لائحة التنظيمات الارهابية. وتتخذ الخطوة اهميتها في هذه اللحظة كونها تشكل ضربة للحشد الشعبي في العراق من جهة وتدعم الجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة في العراق من جهة ثانية.

قمة 7 أيلول: سوريا، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ان "الحكومة السورية لها كامل الحق في تعقب "الإرهابيين" وإخراجهم من أراضيها". في المقابل، اعلن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين سيشارك في قمة ثلاثية مع نظيريه التركي والإيراني في طهران في 7 أيلول.

انتقاد ايراني: أما ايرانيا، فنقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن دعوة فرنسا لإجراء مزيد من المفاوضات مع طهران بشأن الاتفاق النووي تنطوي على "تنمر ومبالغة".  وقال بهرام قاسمي "ليس هناك سبب أو حاجة أو مصداقية أو ثقة في مفاوضات على قضايا غير قابلة للتفاوض". وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان قال أمس إنه يجب على طهران بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق أن تستعد للتفاوض على خططها النووية المستقبلية وترسانتها من الصواريخ الباليستية ودورها في الحرب في سوريا واليمن.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o