عودوا إلى الدين وانبذوا الطائفية
كتب (البروفيسور إيلي الزير)
خطأ كبير نرتكبه كلبنانيين. هو الخلط بين الدين والطائفية. الدين في كل أنواعه وأشكاله هو رسالة تسامح ومحبة بين الناس. هو رسالة سلام في المجتمعات بين بعضها البعض في كل الأزمان والأحوال. أما الطائفية، فهي شكل من أشكال التعصب الأعمى التي تُفرغ الدين من كل فضائله وميزاته الإيجابية، وتحوّله من رسالة سامية الى مأزق مجتمعي.
علينا جميعاً كلبنانيين الخروج من أفكارنا الطائفية والعودة الى فضائل الدين. حينها سينظر كل واحد منا إلى معبد الآخر مسجداً أو كنيسة أو خلوة أو حسينية، مكاناً للتعبّد والتقرّب من الله. أما عندما نتقوقع داخل الطائفية، عند ذلك، يكره صاحب المسجد أخاه في الكنيسة ويحتكر القدسية له، ويكره صاحب الكنيسة أخاه في المسجد ويدّعي حصرية القدسية.
إن ذروة الالتزام بالدين هو احترام الآخر واحترام معتقداته ومقدساته حجراً وبشراً. الدين نعمة والطائفية نقمة. نحن في لبنان نترك النعمة ونلتزم النقمة وهنا سبب أزماتنا كلها.
الديانات تنادي بالمحبة لا بالحروب، وتلتزم الحوار لا الالغاء، وتبني الصروح ولا تهدم الأوطان. هذا ما يجب علينا أن نعيه كلبنانيين. أن نحترم اختلافنا ولا نحوّل هذا الاختلاف إلى خلاف. أن نحترم معابد بعضنا ولا نحوّلها إلى متاريس للاقتتال. إنّ هذا المجتمع المشرقي عرف الدين كرسالة منذ آلاف السنوات فكان الازدهار والعمران والتطوّر. لكن عندما دخلت الطائفية والتعصّب مكان الدين، تحوّلت حياتنا إلى جحيم، وأحلامنا إلى كوابيس، وشبابنا إلى وقود للفتن والمعارك المجانية.
علينا جمعاً مسلمين ومسيحيين أن نتمسّك بالدين، وأن نلفظ الطائفية والتعصّب. أن نتمسّك بأسرار الرسائل السماوية التي تنادي بالحب والمحبة والتسامح والتآخي، والتي هي كلها رسائل من أجل السلام ومن أجل الإنسان.