غالانت يفجرها بوجه نتنياهو.. "عرقل إطلاق الأسرى"
بعد أيام على إقالته، فجر وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف غالانت، مفاجأت من العيار الثقيل.
فقد أكد غالانت الذي كان على خلاف مرير مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لمدى أشهر، أن الجيش حقق جميع أهدافه في قطاع غزة.
كما كشف أن نتنياهو رفض صفقة إطلاق الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس مقابل وقف النار، رافضا بذلك نصيحة مؤسسته الأمنية، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.
لم يبق ما نفعله في غزة".
وقال خلال اجتماعه أمس مع بعض عائلات الأسرى "لم يبق شيء في غزة لنفعله، فقد حققنا كل الإنجازات الكبرى".
كما أضاف قائلا "أخشى أننا سنبقى هناك لمجرد أن هناك رغبة في أن نبقى دون جدوى".
واعتبر أن بقاء القوات الإسرائيلية في القطاع الفلسطيني بدون خطة أو هدف مستقبلي يهدد حياة الجنود.
إلى ذلك، كشف مصدر مطلع على ما دار بين غالانت والعائلات أن الوزير أشار إلى أن اعتبارات نتنياهو حول صفقة تبادل الأسرى "ليست عسكرية ولا سياسية"، في إشارة إلى أنها شخصية، حسب ما نقلت "هآرتس".
كما أكد أن رئيس الوزراء هو الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يقرر ما إذا كان سيتم عقد صفقة الأسرى مع حماس أم لا.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنَّ نتنياهو ومقربين منه لديهم فيديو يوثق اشتباك وزير الدفاع المقال يوآف غالانت جسديًا مع حارس بمكتب نتنياهو بعد 7 تشرين الأول 2023".
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول رفيع، قوله أنَّ "نتنياهو كان يحاول إذلال وتهميش غالانت بعدم دعوته لاجتماعات أمنية".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف غالانت، إنه أجرى آخر محادثة هاتفية رسمية مع نظيره الأميركي لويد أوستن.
وكان غالانت على علاقة وثيقة مع أوستن طوال فترة الحرب، وكان الرجلان يتحدثان عدة مرات في الأسبوع.
وأشار غالانت في بيان، إلى أنه شكر أوستن على "شراكته والتزامه العميق" بالعلاقات الدفاعية بين البلدين، مضيفًا، "يجب أن تظل رابطتنا الخاصة قوية ولا تتزعزع".
وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أن وزير الدفاع الإسرائيلي المُقال، يوآف غالانت، أبلغ عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، أن الجيش الإسرائيلي ليس لديه سبب للبقاء في القطاع.
ووفقاً للتقارير، قال غالانت للعائلات: "إنه ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، متشككان في مزاعم وجود مبررات أمنية أو دبلوماسية لترك القوات في القطاع"، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ونقلت عنه "قناة 12" الإسرائيلية قوله: "أستطيع أن أخبرك، أنا ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي قلنا إنه لا يوجد سبب أمني للبقاء في ممر فيلادلفيا، في قطاع غزة".
وأضاف، وفقاً للتقرير، الذي يبدو أنه يستند إلى روايات من العائلات التي حضرت الاجتماع: "قال نتنياهو إنه كان اعتبارًا دبلوماسيًا، وأنا أقول لك إنه لم يكن هناك اعتبار دبلوماسي للبقاء في فيلادلفيا".
ونُقل قول غالانت، "لم يتبقَّ شيء في غزة للقيام به، لقد تم تحقيق الإنجازات الرئيسية، وأخشى أننا نبقى فقط لأن هناك رغبة في الوجود"، وقال غالانت أيضًا: "إن فكرة بقاء إسرائيل في غزة لخلق الاستقرار كانت غير مناسبة للمخاطرة بحياة الجنود"، وفقاً للتقارير.
وهذه التعليقات هي الأكثر وضوحًا حتى الآن، والتي تُسلط الضوء على الاختلافات بين غالانت، الذي أيّد اتفاق وقف إطلاق النار لإعادة الرهائن إلى إسرائيل، ونتنياهو، الذي أقال وزير دفاعه يوم الثلاثاء الماضي، وفق "تايمز أوف إسرائيل".
سباب وفوضى
أمس الخميس تبادل أعضاء المعارضة الإسرائيلية وحكومة الائتلاف اليميني الحاكم السباب خلال مراسم أداء يسرائيل كاتس اليمين الدستورية في منصب وزير الدفاع خلفا لغالانت، بحسب ما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ثم غادر أعضاء المعارضة بنهاية المطاف قاعة الكنيست احتجاجا على تلك الإقالة.
أتى ذلك، بعدما أقال نتنياهو يوم الخامس من نوفمبر وزير دفاعه السابق، وعين مكانه وزير الخارجية يسرائيل كاتس، الذي حل محله في الخارجية جدعون ساعر المعروف بتطرفه.
فيما برر رئيس الوزراء الإسرائيلي تلك الإقالة متذرعا بانهيار الثقة.
وكان غالانت قد دعا مرارا وتكرارا إلى حل دبلوماسي لتأمين إطلاق سراح المحتجزين المتبقين لدى حركة حماس في غزة.
وفي أعقاب إقالة غالانت، خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في إسرائيل للاحتجاج على قرارات الحكومة.