4:11 PM
خاص

نتنياهو يستغل انتقال السلطة الاميركية لضرب نووي إيران

يولا هاشم

المركزية - نقلت وكالة "بلومبرغ" عن مسؤولين "إسرائيليين" وأميركيين أن "إسرائيل" ترى في الفترة الانتقالية للسلطة في الولايات المتحدة فرصة محتملة لتوجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني. وأكد المسؤولون أن هذه الفترة قد تكون مناسبة للتحرك ضد طهران قبل تولي الإدارة الجديدة مهامها. وأشار التقرير إلى أن اسرائيل تستبعد احتمال قيام جو بايدن بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية بالتنسيق معها. فهل السيناريو  هذا وارد؟

العميد المتقاعد ناجي ملاعب يقول لـ"المركزية": "عندما استُهدِفت القنصلية الايرانية في دمشق وردّت ايران ، استطاعت أن تخوض تجربة في كيفية استخدام اسلحة من طهران إلى مدى بعيد، ونوّعت في الأسلحة واكتشفت أماكن الرصد والدفاع الجويّ التي تعترض طريق  الصواريخ والمسيّرات واستفادت من إرسال مسيّرات تُلهي الدفاعات الجوية وتصل صورايخها الى مدى أبعد. وباعتراف "معاريف"، كلّفت هذه الصّلية اسرائيل مليار و200 مليون دولار من أسلحة وذخائر الدفاع الجوي التي استُخدِمت في صدّ  الصليات الصاروخية".

ويشير ملاعب الى ان "ردّ اسرائيل لم يكن عنيفاً كي لا تستدرج رداً آخر، لكن عندما قتلت تل أبيب اسماعيل هنية في طهران في مناسبة عزيزة على الايرانيين، هي حفل تسلم رئاسة الجمهورية، لم تردّ طهران بل سلكت طريق التفاوض كالعادة، وخرجت إلى عمان والدوحة، لكنها وصلت إلى مكان تساءلت فيه هل يقتضي عليها الردّ أم لا، واجتمع مجلس الوزراء في الحكومة الجديدة بعد انتخاب رئيس خلفاً لابراهيم رئيسي، وقيّمت الوضع إذا كانت سترد أم لا، لكنها أُحرِجت عندما اغتيل السيد حسن نصرالله، فقامت بالردّ، واستفادت من الردّ السابق وأدخلت صواريخ جديدة الفرط صوتي ولم تُرسِل مسيّرات واستطاعت الوصول الى أهداف هامة جداً".

ويضيف: "يبدو ان اسرائيل حاولت تسخيف هذا الردّ، بمعنى انها صرّحت عن وقوع قتيل فلسطيني في رام الله نتيجة إحدى الشظايا الصاروخية ليس أكثر. لكن بعد عشرة أيام عندما أعلنت "يديعوت أحرونوت ان هناك خسائر بـ55 مليون دولار واستهداف عشرة قواعد ومنها قاعدتين جويتين، لم يعد ينفعها تسخيف الأمر وأصبحت مجبرة على الردّ.

كان من الممكن ان تسكت اسرائيل لأن هذا الردّ جاء على الاستهداف المسبق من قبلها. أن يكون الردّ بهذا المستوى، مئة طائرة والـF35 واستغلال الاتفاقية ما بين العراق والولايات المتحدة الأميركية باستخدام الأجواء العراقية - لربما هناك تعهد سري غير معلن، بأن الأجواء الأميركية هي للتحالف الذي تنشئه أميركا والتي تُعتبَر اسرائيل جزءا منه - ما يبرر استخدام الأجواء العراقية، لأننا لم نرَ العراق يعترض على استخدام أجوائه، لذلك خرجت مئة طائرة منها الـF35 وطائرات أخرى الى الأجواء العراقية وأطلقت صلياتها الصاروخية هذه المرة بصواريخ دقيقة التصويب وبعيدة المدى لألفي كيلومتر، بقيت بعيدة في الأجواء العراقية واستطاعت الوصول إلى تهديم الكثير من قدرات الدفاع الجوي الايراني".

ويؤكد ملاعب ان "الايرانيين كذلك سلكوا الطريق نفسه، عندما قالوا بأن الاستهداف الاسرائيلي لم يُحدِث أي أضرار وبأن هناك جنديين فقط قُتِلوا، لكن الملفت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن الاسبوع الماضي في احتفال عسكري، بشكل واضح بأن "اسرائيل دمّرت القدرات الدفاعية الجوية لايران، وأصبحنا قادرين على الدخول الى أجواء ايران والضرب أينما نشاء".

ويضيف: "لا بدّ من هذا السرد حتى نتمكن من الإجابة إلى أي مدى يمكن لاسرائيل الذهاب بعيداً في مواجهتها مع ايران. طبعاً الرد الاسرائيلي بهذا العنف سيستدرج رداً ايرانياً وهذا  المطلوب اسرائيلياً وما خططت له تل أبيب، أن يكون  رد محرج لاسرائيل وقوي حتى تستطيع الوصول إلى هدفها الاستراتيجي الاساسي. كل هذا تكتيك وليس استراتيجية. الاستراتيجية هي الوصول الى النووي الايراني. اسرائيل لن تقبل بوجود دولة في المنطقة تملك سلاحاً نوويا.  في الماضي قصفت النووي في عهد الرئيس حافظ الأسد في سوريا، كما قصفت النووي في العراق كذلك أيام صدام حسين، ولن تقبل بالنووي الايراني مهما كانت ايران على صداقة ومدعاة سلام وبأنها مع الاميركيين كما أعلن الرئيس الايراني مسعود بزشكيان في نيويورك، وبأنه ينشد صداقة الاميركيين. كل هذا لا ينفع عند اسرائيل التي لن تقبل بنووي ايران. كل هذا الاستدراج حتى تضرب النووي الايراني".

ويختم ملاعب: "اعتقد ان ما سلكته اسرائيل يمهّد لضرب النووي الايراني، وفرصتها الهامة جداً هي قبل استلام الرئيس الاميركي الجديد مهامه. طالما أنها تحظى بموافقة من رئيس أميركي حالي (جو بايدن) لم يحجب أي شيء عنها، بل اعتُبِر أهم رئيس أميركي بتعاونه مع اسرائيل. لذلك أعتقد ان اسرائيل ستقوم بضرب النووي قبل استلام الرئيس دونالد ترامب السلطة. وهناك سبب آخر هو ان ترامب ليس من دعاة الحروب وإنما ينادي بأنه سينهيها، لذلك قال لنتنياهو بشكل واضح عندما التقاه في واشنطن، "أنجز ما عليك قبل أن أتسلّم السلطة". سنكون اذا امام شهرين قاسيين، هي فترة السماح لاسرائيل بتنفيذ استراتيجيتها التي رسمتها والتي سماها نتنياهو تغيير هوية الشرق الاوسط".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o