Oct 23, 2024 1:21 PM
خاص

النظام يتخلى عن الحزب ويضيِّق على الدور الأمني الإيراني في سوريا..."كِشّ ملك"!

جوانا فرحات

المركزية - في 12 تشرين الأول 2024 أصدرت الفرقة الرابعة في الجيش السوري بقيادة ماهر الأسد، أوامر تقضي بعدم نقل الأسلحة أو استضافة عناصر من حزب الله داخل الأراضي السورية. خطوة شكلت صدمة لدى حزب الله لكن بالنسبة إلى النظام كان لا بد منها للحفاظ على استقرار ما تبقى منه، وسط الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد.

وفي 19 تشرين الأول 2024 صادر الجيش السوري مستودعي ذخيرة لحزب الله في ريف دمشق، وقيّدت السلطات السورية أيضاً حركة عناصر الحزب، والمجموعات الموالية لإيران باتجاه الجولان، وفي حمص.

حدثان هزا جمهور حزب الله الذي لطالما سلّم بوعود قادته عن وحدة الساحات والمصير والمسار مع النظام والدولة السورية  قبيل وقوع واستفحال التدمير والدمار على لبنان، وذلك استنادا الى ما بذله الحزب من عرق ودم وجهد ومجهود وعتاد ورجال في سبيل الدفاع عن نظام الأسد وبقاء سيطرته على الدولة السورية، والأهم بتهديدات المحور من رأسه الى كل أذرعه وابواقه من المحيط الى الخليج عن فتح أبواب جهنم على العدو وحلفائه من إيران والعراق واليمن وسوريا ولبنان  دفاعاً عن الحزب .

لكن تبين أن النظام السوري يضع مصلحته اولاً مستغلاً كل الأوراق حفاظا على بقائه في الحكم وقد سبق واستغل الورقة الفلسطينية للدخول إلى لبنان وبسط سيطرته دفاعاً عن "القضية الفلسطينية" بتسهيل اسرائيلي وتشجيع اميركي ، في حين كانت الحقيقة تكمن في ضرب منظمة التحرير الفلسطينية منذ العام 1976.

مدير "المركز الجيوسياسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا" الدكتور نوفل ضو يقول لـ "المركزية" :تُجمع التقارير الصحافية منذ فترة على أن العلاقات السورية- الايرانية لم تعد على ما كانت عليه في السابق. بدءا بالتسريبات عن اتهام إيران للنظام السوري بضلوع رموزه في تزويد اسرائيل بمعلومات عن نشاطات الحرس الثوري الإيراني وأماكن تمركزه، وقياداته واماكن سكنهم، مما سهل ويسهل على اسرائيل استهدافهم جوا وبحرا وبرا.أضف إلى ذلك التدابير العسكرية والأمنية التي اتخذها النظام السوري منذ أيام قليلة للتضييق على ايران وحزب الله في سوريا، بدءا بمصادرة مخازن للأسلحة والصواريخ، مرورا بتقييد التحركات الجوية والبرية على خط طهران - دمشق - بيروت، وصولا الى إخلاء الكثير من المناطق والمربعات الأمنية التي كان يقيمها الحرس الثوري الايراني وحزب الله في دمشق وغيرها من المدن السورية، وانتهاء بمنع إقامة ضباط الحرس الثوري وقادة حزب الله في مجمعات سكنية وشقق كانوا يقيمون فيها.

ويضيف ضو، "في هذا السياق لا بد من الإشارة إلى "عودة  الدبلوماسية العربية الهادئة والمدروسة" الى دمشق والتي يفترض ان تترك أثرها على العلاقات السورية -الايرانية. كما لا بد للتقارب العربي -التركي أن يترك أثره على العلاقات السورية التركية، علما ان الحضور الروسي - العربي - التركي في سوريا لا بد ان يكون على حساب الحضور السياسي والعسكري والامني والديموغرافي والايديولوجي الايراني في سوريا. مما يضع نظام الرئيس السوري بشار الأسد أمام أمر واقع لا يمكن تخطيه بالنسبة الى التضييق على الدور الامني والعسكري الايراني في سوريا وانطلاقا منها".

قد يكون الأمين العام الراحل لحزب الله حسن نصرالله فهم متأخراً ببراغماتية ومصلحية النظام السوري اولاً على كل القضايا والساحات ووحدتها عندما قال في 6 آب 2024: "ليس المطلوب من إيران  وسوريا الدخول في قتال دائم، بل المشاركة بالدعم السياسي والمادي والعسكري والمعنوي والتسهيلات"، ولكنه لم يكن يتوقع طبعاً ان النظام السند للمقاومة التي ساندته ولم تبخل عليه بـ"أغلى الغوالي" تخلّى حتى عن الدعم المذكور أعلاه كما قطع كل طرق وسبل التسهيلات ليترك الحزب المساند دون سند يسنده او زندٍ يعضده بعد قطع رأسه وحتى رؤوسه حفاظا على رأسه وبالتالي رأس النظام.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o