Aug 28, 2018 4:17 PM
تحليل سياسي

انعاش استثنائي للتشكيل... الرئيس المكلف اتصل بعون وبري متفائل
قلب "الحزب" على الحريري...والتيار: لا اتجاه لدفعه نحو الاعتذار
روحاني: الايرانيون فقدوا الثقة بجمهوريتهم لكننا سنهزم واشنطن

المركزية- بدا مسار تأليف الحكومة، في اليوم العشرين بعد المئة على تكليف الرئيس سعد الحريري، كأنه أُخضع لانعاش استثنائي في المشاورات التي يجريها ومن ثم في الاتصالات السياسية الثنائية بينه وبين القوى السياسية من جهة ومع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من جهة ثانية، لحسم الازمة الحكومية ومحاولة اجتراح حلول تكفل فكفكة العقد التي تعوق بلوغ مرحلة الولادة.

اتصالات ومشاورات: جديد الاتصالات اجراه الرئيس المكلف أمس برئيس الجمهورية حيث كان تشاور في النقطة التي بلغتها اتصالات الحريري في عملية التأليف وتم الاتفاق على لقاء قريب يجمعهما. وقال بعض من زار قصر بعبدا وعين التينة اخيرا لـ"المركزية" ان ثمة حلحلة على خط التأليف يفترض ان تسفر عن زيارة للحريري الى بعبدا قبيل انقضاء الاسبوع ليعرض على الرئيس صيغة اولية لحكومة الوحدة الوطنية التي يعمل على تشكيلها. واكدوا في الموازاة ان اللقاءات التي تشهدها عين التينة التي زارها امس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وبيت الوسط الذي شهد لقاء بين الرئيس الحريري ووزير الاعلام موفدا من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى سواها من اللقاءات التي بقيت بعيدة من الاعلام، اعادت عقارب ساعة تأليف الحكومة الى الدوران، وهذا من شأنه ان يدفع في اتجاه الخروج من المستنقع الذي تتدحرج اليه الاوضاع السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية بسرعة كبيرة.

بري متفائل: وبالموجة التفاؤلية نفسها التحق رئيس مجلس النواب نبيه بري، اذ لفت النائب عبدالرحيم مراد بعد لقائه والنواب السنة المستقلين في عين التينة الى ان "رئيس المجلس ابدى تفاؤله بقرب تأليف الحكومة".

الحريري اسير الضغوط: الا ان الاجواء التفاؤلية لم يؤيدها حزب الله الذي اشارت مصادره لـ"المركزية"  الى "ان لا حكومة في المدى المنظور على رغم الحراك "الخجول" الذي سُجّل اخيراً بين بعض المعنيين، موضحة "ان العقدة الاساس التي تحول دون ولادة الحكومة، تكمن في الخلاف بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" حول حصّتيهما، كمّا ونوعاً"، ولم تستبعد ان يكون ما اعتبرته "تشبّث" "القوات" بموقفها من التمثيل في الحكومة، بايحاء سعودي لعرقلة الحكومة، واستطراداً "إفشال" العهد". ومع ان المصادر دعت الرئيس الحريري الى "تقديم الصيغة الحكومية التي يراها مناسبة الى رئيس الجمهورية فتسلك طريقها القانوني والدستوري الى مجلس النواب، اما بنيلها الثقة بناءً على بيانها الوزاري او حجبها عنها"، الا انها اعتبرت في المقابل "ان الرئيس المكلّف "اسير" ضغوط خارجية وداخلية تمنعه من الاقدام على هذه الخطوة، والا لكانت الحكومة ابصرت النور بعد ايام قليلة على تكليفه".

الحلفاء المعرقلون: وليس بعيدا، اكدت اوساط في تكتل لبنان القوي لـ"المركزية" ان لاخلاف شخصيا بين الوزير جبران باسيل والرئيس الحريري الذي يعرف تماما مطالب التكتل ومدى التسهيلات التي قدمها لدفع التشكيل قدما. اما العقبات والعراقيل غير المتوقعة، فنبتت من ارض "الحلفاء" الخصبة، لا من التيار الوطني الحر، حيث دفع هؤلاء بملفات خلافية لا علاقة لها بالتشكيل الى واجهة المشهد السياسي، من التطبيع مع سوريا الى المحكمة الدولية وتعديل الطائف وموضوع صلاحيات رئيس الحكومة الذي نسجوا حوله روايات غير واقعية ولا منطقية، الى ان تبين لهم ان احدا غير راغب في المس بهذه الصلاحيات وان لا اتجاه لحشر الحريري للاعتذار، كل ذلك فقط لعرقلة المسار الحكومي، مدعومين من المحور الاقليمي الذي تتزعمه السعودية والتي لا تتناسب مصالحها راهنا مع تشكيل حكومة في لبنان.

تنويه رئاسي: على صعيد آخر، خيّم العيد 73 للامن العام على الحراك الداخلي. وفي السياق، هنأ الرئيس عون، الامن العام بعيده منوها خلال استقباله المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، بالجهود التي يبذلها افراد المؤسسة ضباطا ورتباء وعسكريين باشراف مباشر من اللواء ابراهيم. وقال عون ان الامن العام استطاع، بالتعاون مع الاجهزة العسكرية والامنية الاخرى، المحافظة على الامن والاستقرار في البلاد، ونفذ الكثير من المهام الدقيقة المطلوبة منه بحرفية وفاعلية لعل ابرزها تنظيم العودة الآمنة لمجموعات من النازحين السوريين الى بلادهم. كذلك اشاد رئيس الجمهورية بالانجازات التي حققها الامن العام على صعيد تنظيم المعاملات العائدة للمواطنين والعرب والاجانب المقيمين في لبنان او الوافدين اليه، ما شكّل نموذجا يحتذى في علاقة المواطن بإدارات الدولة التي يجب ان تكون في خدمته وليس العكس.

الاشتراط لا يجوز: وفي السياق نفسه، اغتنم وزير الداخلية نهاد المشنوق مناسبة زيارته المديرية العامة مهنئا، للحديث عما يحكى في شأن معبر نصيب، فقال "منذ بداية الأزمة السورية فتحنا كل المعابر من دون ان نشترط، والكلام عن شروط لفتح معابر لا يجوز ولا يعبّر عن الشعب السوري فنحن لم نشترط ولم نمنّن أحدا، ولا يجوز اشتراط التفاوض السياسي لفتح اي معابر". ولفت المشنوق الى ان"الامن العام في دول العالم مسؤول عن شعب واحد، لكن الامن العام في لبنان مسؤول عن شعبين الشعب اللبناني والشعب السوري".

العلاقات موجودة: واليوم برز موقف للسفير السوري علي عبدالكريم علي من عين التينة في شأن السجال الحاصل حول التطبيع مع سوريا، فقال "علاقاتنا موجودة بوجود السفيرين وبتعاون الحكومتين وكلام البعض يدعو للرثاء"، واعلن بعد زيارته رئيس المجلس ان "علاقتنا بالرئيس بري قائمة وممتدة ولا تتأثر بالتشويش".

غراندي في بيروت: في سياق آخر، وفي ظل تبدل المعطيات الدولية بشأن أزمة اللاجئين السوريين، مع دخول "المبادرة الروسية" على خط الجهود الدولية للعودة، علمت "المركزية" أن "المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبي غراندي يزور لبنان نهاية الاسبوع الجاري، لوضع النقاط على حروف الحراك الروسي بشأن عودة النازحين، في إطار جولة على الدول المضيفة، كان بدأها اليوم بزيارة عمان حيث التقى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، وجرى تأكيد على التنسيق والتعاون بما يسهم في التخفيف من آثار أزمة اللجوء". وعلمت "المركزية" أن "غراندي سيحمل أفكارا واضحة لن تزيح عنها المفوضية في ما يخص المعايير المعتمدة لعودة اللاجئين التي لن تقبل الوكالة الدولية أن تكون قسرية بأي شكل. وسيعرض وجهة نظره على الرأي العام اللبناني في مؤتمر صحافي يعقده في بيروت، بعد لقائه المسؤولين".

عودة مليون لاجئ: اقليميا، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن السلطات السورية ستكون جاهزة لعودة مليون لاجئ في أعقاب أعمال إعادة الإعمار التي  تدعمها موسكو. وقال في تصريحات نشرتها وكالات الأنباء الروسية إن "منذ 2015، عندما بدأ تحرير بلدات وقرى تدريجيا، عاد أكثر من مليون شخص إلى ديارهم". وأضاف: "تم الان خلق كل فرصة لعودة حوالى مليون لاجئ آخرين"، مضيفا ""أعمال إعادة بناء البنية التحتية مستمرة، إعادة بناء طرق النقل ونقاط أمنية كي تتمكن سوريا من البدء في استقبال لاجئين".

ضربة جديدة للحكم الايراني: ايرانيا، وغداة سحب مجلس الشورى الثقة من وزير الشؤون الاقتصادية والمالية مسعود كرباسيان الأحد في ضربة للحكومة التي تكافح لمواجهة أزمة اقتصادية خانقة، أعلن البرلمان الإيراني أن نوابه لم يقتنعوا بأجوبة الرئيس حسن روحاني حول أزمات الغلاء والبطالة وإرتفاع أسعار العملة الأجنبية وانهيار العملة المحلية والركود والتهريب، وبذلك سترفع هذه التساؤلات الى السلطة القضائية للبت فيها. وأقر روحاني في كلمة أمام البرلمان، بفقدان الثقة بـ"الجمهورية الإسلامية" من قبل الشعب الإيراني، قائلا: كثيرون فقدوا الثقة في مستقبل "الجمهورية الإسلامية" بعد العقوبات الأميركية، لكنه شدد على أن طهران ستهزم المسؤولين في البيت الأبيض المعادين لإيران وستتغلب على المصاعب الاقتصادية".

واشنطن و"العدل الدولية": في المقابل، أكدت واشنطن لقضاة محكمة العدل الدولية أنهم غير مخولين النظر في الطلب الإيراني بإصدار أمر يقضي بتعليق العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على طهران على خلفية برنامجها النووي. وقالت محامية وزارة الخارجية الأميركية جينيفر نيوستيد للمحكمة الأممية في لاهاي: "إن معاهدة العام 1955 التي تقدمت إيران بشكوى بموجبها لا يمكن أن تشكل أساسا لسلطة هذه المحكمة القضائية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o