Aug 28, 2018 7:30 AM
صحف

مواقف مهمة للحريري اليوم!

تنامت في الساعات الاخيرة الرهانات على الحركة التي ستشهدها الكواليس السياسية والرسمية ابتداء من اليوم، علماً ان هذه الحركة يفترض ان يتخللها لقاء لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري لعرض الوضع والمسالك الممكنة لاستعجال تألليف الحكومة وليس بالضرورة ان يحمل الحريري الى اللقاء مشروع تشكيلة حكومية كاملة كما اوضحت مصادر معنية لـ"النهار". ولم تستبعد هذه المصادر ان تكون للرئيس المكلف مواقف بارزة اليوم في اجتماع "كتلة المستقبل" تتناول بعض الطروحات والمواقف التي صدرت اثناء غيابه وأثارت جدلاً دستورياً وسياسيا ولم ينظر اليها بعين ايجابية نظراً الى تضمنها تفسيرات واجتهادات تعتبر مساً باتفاق الطائف. وبرزت الاشارة الاولى من الرئيس الحريري الى هذا المناخ من خلال ما نسب الى مصادره من ان الرئيس الحريري معني بالمواقف التي يسمعها مباشرة من الرئيس عون وهناك صيغ موجودة للحكومة يجب البناء عليها وعدم البحث عن صيغ جديدة. وشددت على انه لن يكون هناك اعتذار للرئيس المكلف او حكومة أكثرية وان الرئيس الحريري يصر على ان تكون هناك حكومة وفاق وطني معيارها مشاركة كل القوى الاساسية الموجودة في مجلس النواب.

"المستقبل": وفي السياق، اوضحت مصادر تيار "المستقبل" ان تأليف الحكومة اصبح حاجة وضرورة ولا بد من إحداث خرق لوقف المراوحة والاستنزاف في البلد، وعلى هذا الأساس باشر الرئيس المكلّف فور وصوله بإجراء سلسلة اتصالات على أن يستأنف اليوم مشاوراته مع القوى السياسية المعنيّة بتأليف الحكومة خصوصاً منها "التيار الوطني الحر" وحزبي "القوات اللبنانية" و"التقدمي الاشتراكي" بغية إعطاء دفع جديد لمساعي التأليف، وأكدت المصادر لـ"المستقبل" أنه في ضوء نتائج هذه المشاورات سيتم التواصل مع رئيس الجمهورية ميشال عون لتحديد الخطوات المقبلة باتجاه الوصول إلى محطة تأليف الحكومة، لافتةً الانتباه في هذا الإطار إلى أنّ الصيغ المطروحة على بساط التأليف هي صيغ قابلة للتحقيق من خلال مبادرات وتنازلات متبادلة وسط تمسك الرئيس المكلّف بصيغة واحدة هي صيغة الائتلاف الوطني لا حكومة أكثرية ولا حكومة غلبة لفريق على آخر، ولذلك، تابعت المصادر، فإنّ الرئيس الحريري لا يعتبر الكرة في ملعبه فقط بل هي في ملاعب كثيرة أخرى، وإذا كان الدستور يمنحه صلاحية تشكيل الحكومة يبقى أنّ صيغة الائتلاف الوطني تستدعي منه التشاور مع كل القوى التي تؤلَّف منها هذه الحكومة، علماً أنّ الرئيس المكلف لا يأخذ بوجهات نظر أو بما يُسمى "دراسات قانونية" تم تداولها في الآونة الأخيرة، لأنها أولاً خارجة عن إطار الدستور وثانياً لأنها لا تؤدي إلى مخارج حكومية بل على العكس من ذلك يمكن أن تكون مدخلاً لأزمة مفتوحة أكبر من أزمة التأليف. 
ورداً على سؤال حول تصريح رئيس الجمهورية أمس عن عملية التأليف لناحية اعتباره أنها لا تزال في "المرحلة الأولى حيث استمع رئيس الحكومة المكلّف إلى مطالب الأحزاب والطوائف وبات عليه أن يأخذ المبادرة ويؤلف"، وصفت مصادر "المستقبل" هذا التصريح بأنه "جيّد وطبيعي ضمن صلاحيات ومسؤوليات كل من الرئاستين الأولى والثالثة بما يُساعد على دفع الاستشارات الحكومية قُدماً"، مشددةً في هذا السياق على كون الحريري يعتبر نفسه مع عون "أمام دفة واحدة لقيادة سفينة التأليف" ولا يعنيه كل ما يتردد إعلامياً من "دراسات واجتهادات" لأنه معني فقط بما يسمعه مباشرةً من رئيس الجمهورية. 
أما عن الموقف الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله حيال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فلفتت مصادر "المستقبل" إلى أنّ "موقف الحزب وأذنابه من المحكمة هو موقف معروف وغير مستغرب إنما المستهجن كانت عبارة التهديد التي وردت على لسان نصرالله بشكل غير مقبول أعاد اللبنانيين إلى أجواء السابع من أيار 2008"، مشددةً في مقابل عبارة "لا تلعبوا بالنار" التي هدد بها نصرالله اللبنانيين على أنّ "ملعب تيار المستقبل هو ملعب الدولة والعدالة وليس ملعب الحرب الأهلية والفتنة"، وأردفت بالقول: "لا تلعبوا بالعدالة". 

"الشرق الاوسط": بدورها، قالت مصادر رئيس الحكومة لـ«الشرق الأوسط»، "ان الحريري لن يعتذر عن تأليف الحكومة"، مشددة على "انه يتعامل مع الموضوع الحكومي من خلال ثلاثة ثوابت، هي اولا إصراره على تأليف حكومة وفاق وطني لحماية البرنامج الاستثماري الذي عمل عليه بجهد وتمت الموافقة الدولية عليه في مؤتمر "سيدر"، معتبراً انه "خشبة الخلاص للبنان". واوضحت المصادر "ان الحريري يريد حكومة مؤلفة من الكتل الست الكبرى الممثلة في البرلمان لكي لا تتحول إحداها إلى "فيتو" يستهدف المشروع. اما الثابتة الثانية، فهي انه لن يدخل في سجال مع اي من هذه الكتل خلال عملية التأليف لأنه سيجلس معها لاحقا في الحكومة لبحث كيفية قيادة البلاد نحو الأمان"، مشيرة إلى "ان الحريري يرى "عقما في كيفية طرح الأمور ولن يدخل في سجالات". اما الثابتة الثالثة فهي كما تقول المصادر "ان الحريري يعرف ما ينص عليه الدستور في موضوع تأليف الحكومة وفي موضوع صلاحيات الرئيس المكلف، ولن يضيف أكثر". ورفضت مصادر الحريري الرد على ما قاله الرئيس عون من "ان الحريري "مُربك"، لكن عضو كتلة الحريري النائب محمد الحجار، قال "ان الحريري مرتاح تماما إلى مواقفه، لكنه غير مرتاح إلى الوضع الحكومي الحالي وغير مرتاح لعدم قدرته على التأليف، لكنه مرتاح ومؤمن ومقتنع تماما بما يقوم به".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o