Aug 27, 2018 4:47 PM
تحليل سياسي

عودة الرئيس المكلف تحـرّك التشـكيل والحريري: لا اعتذار ولا "اكثريــة"
التيار:جعجع يعيد الامور لنقطة الصفر...ورئيس القوات:حرام العرقلة لتحجيمنا
قمة روسية- ايرانية – تركية حول سوريا فـــي 7 ايلول فــي طهـران

المركزية-  تجاوزت أزمة تأليف الحكومة المألوف، بعد أن استهلكت حتى الآن قرابة اربعة اشهر من عمر اللبنانيين وثلاثة أشهر من عمر مجلس النواب الجديد، وسط استمرارها في استنزاف رصيد عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  كما الرئيس المكلف سعد الحريري، الأمر الذي بات يتطلب "صدمة سياسية"  سريعة تخرج البلاد من عنق الزجاجة التي يختنق فيها تدريجياً.  ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة جولة جديدة من المشاوات بين الرئيسين عون والحريري، في إطار التشاور بينهما، بعدما أخفقت سائر الجولات التشاورية في إحداث خرق في الجدار المسدود، علماً أن اللقاءات التي عقدت بين الرئيسين حتى اليوم لم تخرج الا بمحاولات تعميم مناخات ايجابية سرعان ما تتبخر ويتبين انها غير منتجة، وبات من الافضل كي لا تنعكس إحباطاً لدى الرأي العام، ان تستمر المشاورات عبر الموفدين، كما حصل في الآونة الاخيرة.

الرئيس ينتظر الحريري: فغداة عودة الرئيس المكلف الى بيروت مساء امس، لم تشهد الساحة المحلية اي حركة على خط تأليف الحكومة. الا ان بعض المواقف في هذا الخصوص تم تسجيلها، أبرزها على لسان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي قال خلال استقباله نظيره السويسري في بعبدا، ردا على سؤال عن مسار التشكيل "التعددية الطائفية والحزبية تخلق مشكلات في التأليف ونسمع مطالب الجميع اليوم والمطلوب تأمين توافق حولها، الدستور يقول ان الرئيس المكلف يضع تركيبة ثم يحملها للتشاور فيها مع رئيس الجمهورية، وحتى الساعة لا نزال في مرحلة استماع الرئيس المكلف الى المطالب، وعليه المبادرة لوضع تركيبة، ونحن في انتظاره".

لا اعتذار: في الموازاة، وفي وقت لا تزال الخطوات التي يمكن ان يتخذها الرئيس عون مطلع ايلول المقبل اذا استمر التعثر الحكومي، مدار أخذ ورد، لا سيما وان الدستور لا يلزم الرئيس المكلف بأي مهلة للتشكيل، وفي حين نقل عن رئيس الجمهورية قوله اليوم ان مدة 5 الى 6 أشهر لتأليف الحكومة، منطقية، اشارت مصادر الرئيس المكلف الى ان "الحريري معني بالمواقف التي يسمعها مباشرة من الرئيس عون وهناك صيغ موجودة للحكومة يجب البناء عليها وعدم البحث عن صيغ جديدة" مضيفة "لن يكون هناك اعتذار أو حكومة أكثرية والحريري يصر على أن يكون هناك حكومة وفاق وطني معيارها مشاركة كل القوى الاساسية الموجودة في مجلس النواب".

جعجع..حرام!: في الاثناء، بدا ان العقد أمام ابصار الحكومة النور، على حالها، منها متعلق بالحصص ومنها بالسياسة. فعلى الصعيد الاول، غرّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر حسابه الخاص على "تويتر" قائلاً "حرام ان يستمر البعض في عرقلة تشكيل الحكومة ومصالح البلاد والعباد ليس لسبب إلا لمحاولة تحجيم "القوات اللبنانية".

لاضعاف العهد: أما على النطاق الثاني، فاعتبر  عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق  أن المتهم بعرقلة مسار تشكيل الحكومة، هي الجهة المستفيدة من إرباك وإضعاف عهد رئيس الجمهورية، مشدداً على أن الذين زرعوا العقد والعقبات أمام تحرير الجرود بالأمس، هم اليوم يزرعون العقد والتعقيدات والمشاكل أمام تشكيل حكومة لبنان، وهوياتهم معروفة، وهم بذلك يقدمون أسوأ صورة عن لبنان العاجز والغارق بأزمات الحكومة والكهرباء والنفايات، بينما المقاومة تقدم أروع وأبهى صور الانتصار والأمجاد، التي نتباهى بها عن لبنان السيادة الناجزة والكرامة الوطنية، والمنعة التامة أمام أي خطر تكفيري أو إسرائيلي.

التيار: وليس بعيدا، وفي تعليق على الصورة الحكومية، اعتبر عضو تكتل لبنان القوي النائب أسعد درغام عبر "المركزية" أن "بعض الأطراف الخارجية تضع العراقيل في طريق التأليف، تنفذها أدوات لبنانية، أي القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي، وهذا مؤسف، بعدما كنا وصلنا إلى قواسم مشتركة مع القوات. لكننا نأسف لأن الدكتور سمير جعجع يعيد الأمور إلى نقطة الصفر، ما يدفعنا إلى القول إن جعجع يعيدنا إلى الخيارات التي اتخذت في مرحلة الطائف". وأعلن أن "يجب وضع الرئيس الحريري أمام مسؤولياته في ملف التشكيل"، لافتا إلى أن " هناك وزارات خدماتية عدة، بينها الأشغال والزراعة والصحة، من الممكن أن نوافق على نيل اثنتين من هذه الوزارات مقابل (التخلي عن) وزارة الخارجية، إذا عرض علينا هذا العرض."

هدوء نصرالله: وسط هذه الاجواء، ادرجت اوساط سياسية مطّلعة، الهدوء الذي طبع مواقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في اطار الحاجة الملحّة الى تشكيل حكومة، في ضوء اشتداد الخناق بسيف العقوبات الاميركية المزدوج على الحزب وطهران. واكدت ان مجمل المستجدات الداخلية والخارجية تدفع الحزب الى تثبيت رجليه في السلطة عموما وداخل الحكومة خصوصا، حتى متى ضربت عواصف التسويات التي ستحمله على الانسحاب من ساحات القتال الخارجية في اليمن والعراق وسوريا، تكون عودته الى الداخل محصنّة رسميا ومدججة بما يكفي من سلاح سياسي يكفل مواجهة مسار العقوبات المفروض عليه مباشرة وعلى ايران.

"لا تلعبوا بالعدالة": اما في الشق المتصل بما اثاره في شأن المحكمة الدولية،  فعلّقت مصادر في تيار المستقبل عليه وتحديدا على عبارة "لا تلعبوا بالنار"، بالقول " لم تكن موفقة لأنها أعادت اللبنانيين إلى أجواء السابع من أيار فملعب تيار المستقبل هو ملعب العدالة والقانون وليس ملعب الحرب الأهلية وليس لدى هذا التيار سوى عبارة من ثلاث كلمات يتوجه بها للسيد نصرالله وهي "لا تلعبوا بالعدالة".

دعم سويسري: على خط آخر، جال الرئيس السويسري الان بيرسي اليوم في لبنان وتحديدا في بعبدا وعين التينة على ان يزور بيت الوسط مساء. وقال من القصر الجمهوري "نتمنى لكم الافضل في تأليف الحكومة للاستجابة للتحديات التي يواجهها لبنان"، مؤكدا اننا سنواصل دعم لبنان عبر مساعدة السكان المحليين والنازحين الى ان تتأمن ظروف العودة الطوعية والآمنة"، مضيفا "مستعدون لمساعدتكم في تسهيل النقاشات وفي اللامركزية والحياد". وقال "ندرك التحديات التي يواجهها لبنان جراء الصراع السوري وبلدي يحيي الكرم اللبناني في استضافة اللاجئين وندعم لبنان في هذه المرحلة الصعبة"، داعيا الى توفير الدعم الدولي للمبادرة الروسية لتصبح قابلة للتنفيذ.

عون وسيدر والنزوح: أما الرئيس عون فأعلن في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره "انني أطلعت فخامته على ان العمل ينصب على تشكيل حكومة جديدة على اساس معايير تعكس صحة التمثيل الذي أرسته نتائج الانتخابات"، مشيرا الى "انني أطلعته ايضا على أن الورشة الأبرز التي تنتظر لبنان تتمثل في وضع "الخطة الاقتصادية الوطنية" وما أقره مؤتمر "سيدر" موضع التنفيذ، ومحاربة الفساد". ولفت الى ان" تم التطرق الى "الوضع الاقليمي، حيث جددت التأكيد على موقف لبنان المتمسك بعودة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة ببلدهم وترحيب لبنان بالمبادرة الروسية التي تصب بهذا الاتجاه، وطلبت من الرئيس أن تكون بلاده الى جانب هذه الخطوة وعدم ربطها بالحل السياسي الذي قد يطول التوصل اليه".

قمة ثلاثية: اقليميا، تعقد تركيا وإيران وروسيا قمتها الثلاثية المقبلة حول سوريا في 7 أيلول في إيران، كما أعلن التلفزيون الرسمي التركي "تي آر تي"،موضحا أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سيحضر القمة، فيما أفادت شبكة "إن تي في" الخاصة أن القمة ستعقد في تبريز (شمال) وليس في طهران.

ايران تسيطر على الخليج: الى ذلك، نقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن قائد البحرية في الحرس الثوري قوله إن إيران تسيطر تماما على الخليج ومضيق هرمز.

ماكرون وبومبيو: من جهة ثانية وفيما اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال ترؤسه مؤتمر سفراء فرنسا في العالم ان بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة سيكون خطأ فادحا، اعلن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو اثر انطلاق جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في شكوى ايران ضد واشنطن ان بلاده ستدافع عن نفسها بقوة امام المحكمة بمواجهة ايران، مؤكدا التعامل بما يلزم مع سعي إيران لنشر الصواريخ البالستية التي تهدد الاستقرار والسلام العالميين.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o