Oct 08, 2024 4:01 PM
خاص

واشنطن من مواجهة "الارهاب" السني الى الشيعي...الشهران الاصعبان

نجوى أبي حيدر

المركزية- أما وقد أعلن مسؤولون أميركيون عن تجميد واشنطن محاولات وقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله ، الذي يتوسّع ويهدد بالتحول إلى حرب إقليمية شاملة، بعدما تجاهلت تل ابيب اقتراح الولايات المتحدة وقوى غربية وعربية أخرى، بفرض هدنة لمدة 21 يوماً، فإن مسار الاوضاع يبدو عاد الى المربع الاول بفعل عزم رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو على المضي قدما في حربه ضد الحزب حتى القضاء عليه كما زعم، وتاليا لا بدّ من توقع تصاعد وتيرة المواجهات الى الحد الاقصى فيكون شهرا تشرين الاول والثاني الاصعب والاخطر على الاطلاق، خصوصا ان ما اطلق من مواقف تبدأ من ايران مع المرشد علي خامنئي وتصل الى بيروت مع خطاب نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الثاني بعد اغتيال حسن نصرالله تؤشر الى عدم التراجع لا بل استمرار المواجهة.

في قراءة اجراها دبلوماسي اميركي عبر "المركزية"  اكد ان الادارة الاميركية السابقة منذ ايام الرئيس باراك اوباما او حتى قبله مع الرئيس الاسبق جيمي كارتر اخطأت حينما راهنت على المكون الشيعي لتقليم اظافر السنية السياسية في المنطقة ووضعت الطرفين في حال مواجهة.. رهان دفعت وتدفع واشنطن ثمنه منذ لحظة التحول في مواقفها السياسية والامنية والاقتصادية في هذا الاتجاه . فبعدما اعتبرت ان السنة هم مصدر الارهاب في المنطقة غداة حوادث 11ايلول عام 2001 تبين لها بالوقائع ان الشيعة يصدرون الارهاب، تنفيذا لسياسة الادارة المناهضة للمكون السني ، فكانت حرب العراق واغتيل صدام حسين بذريعة امتلاكه اسلحة الدمار الشامل.وكان اغتيال رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري عام 2005.  اغتيالان تركا ندوبا بالغة في الجسم العربي والخليجي في شكل خاص وبلغت تداعياتهما خسارة حلفاء واشنطن لاسيما دول الخليج ،سياسيا واقتصاديا ونفطيا اذ قررت هذه الدول التوجه شرقا الى روسيا والصين، مقابل تنامي نفوذ ايران في الأقليم.

على الاثر، يضيف الدبلوماسي ، اتخذت الادارة الاميركية القرار باجتثاث اذرع ايران المسلحة في المنطقة اي الميليشيات الشيعية ، بعدما زار الرئيس دونالد ترامب السعودية فور انتخابه خلفا لاوباما، فانسحب من الاتفاق النووي الايراني الموقع عام 2015 من قبل دول الـ 5 +1 مع ايران وعقد صفقة نفطية اقتصادية مع السعودية بقيمة 550 مليار دولار. الا انه لم يتمكن من استكمال مشروعه بإعادة العلاقات الاميركية -العربية الى سابق عهدها، اي قبل حقبة اعتماد واشنطن على الدول الشيعية بقيادة ايران في مواجهة الدول السنية.

ويكشف الدبلوماسي ان الادارة الاميركية العميقة التي تمنع امتلاك ايران النووي ، تسعى بقوة راهناً الى ازالة  اذرعها المسلحة في المنطقة، وهي مقتنعة بهذه السياسة واتخذت قرارها. فإما استسلام النظام لمؤسسات الدولة وانهاء اي سلاح خارج الشرعية ، والا انهاء الاذرع بالقوة. سيناريو يطبق في لبنان راهنا على يد بنيامين نتنياهو الذي تتقاطع مصالحه مع مصالح واشنطن، ولو ان الاهداف ليست كلها متطابقة.

ويوضح ان زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر تنبه الى القرار الاميركي والمتغيرات ، فانكفأ عن الساحة السياسية، وفي التوقيت نفسه تبلغ مسؤول لبناني بارز بالمعطيات اياها والقرار الاميركي ، وابلغها للحزب الا انه  فشل في اقناع حسن نصرالله بالعودة الى الدولة والبقاء تحت كنفها ووجوب العمل على تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته لانقاذ الحزب ولبنان، فكان ان دفع الثمن غاليا واقحم بيئته وناسه في اتون نار ، لن ينقذها منه لا مواقف عباس عرقجي التي فرملت الاندفاعة الرسمية نحو البيان الثلاثي ولا كلام المرشد الايراني عن المواجهة وربط جبهتي لبنان بغزة ولا ما استتبعهما اليوم من خطاب لنائب الامين العام للحزب نعيم قاسم. فالآتي اعظم ، وعلى لبنان الرسمي حسم الموقف قبل فوات الاوان واعلان وقف النار وفصل الجنوب عن غزة والجنوب عن الاستحقاق وانتخاب رئيس جمهورية يتولى قيادة البلاد في اسرع وقت.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o