وزيرة الدولة للتعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية إلى الشعب اللبناني: لستم وحدكم
المركزية - أكدت وزيرة الدولة للتعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية لولوة بنت راشد الخاطر خلال جولتها على المسؤولين، "وقوف قطر إلى جانب لبنان حكومة وشعبا ومؤسسات وطنية ولا سيما وزارة الصحة العامة التي تقوم مع الطواقم الطبية بدور بطولي. وقالت: "لا يخفى عليكم أن دولة قطر كانت ولا زالت داعمة للقوات المسلحة اللبنانية، هذه المظلة الوطنية التي تجمع كل اللبنانيين"، مشيرة الى أننا "نحتاج إلى وقفة جادة من المجتمع الدولي لوقف فوري لإطلاق النار".
السراي: وإستقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وزيرة الدولة للتعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية بعد ظهر اليوم في السراي، في حضور سفير قطر في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني والوفد المرافق.
وعن الجانب اللبناني حضر وزير الصحة فراس الأبيض ووزير البيئة ناصر ياسين.
وقد رحّب رئيس الحكومة بزيارة الوزيرة وما ترمز اليه من تأكيد وقوف دولة قطر المستمر الى جانب لبنان، ودعمها له لمواجهة هذه الظروف الصعبة.وطلب رئيس الحكومة نقل تحياته وشكره الى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على وقوفه الى جانب لبنان ودعمه المستمر له.كما طلب منها نقل تحياته الى رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني".
بعد اللقاء قالت الوزيرة القطرية: "سعدت جدا اليوم لتواجدي في بيروت، وكان لي لقاء مع دولة الرئيس نجيب ميقاتي ونقلت إليه تحيات صاحب السمو أمير دولة قطر وتحيات معالي رئيس رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثاني، وكذلك رسالة تضامن ورسالة محبة من دولة قطر قيادة وحكومة وشعبا للجمهورية اللبنانية وللشعب اللبناني الشقيق في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها جراء الاعتداءات من قوات الاحتلال الإسرائيلي.نحن نؤكد موقفنا الراسخ والثابت تجاه لبنان وسيادته وحقه في المحافظة على أمنه واستقراره وأمن مواطنه كذلك، كما ندين بشدة كل الاعتداءات ضد المدنيين اللبنانيين، ما كان اقوات الاحتلال الإسرائيلي أن تتمادى بهذا الشكل وأن توسع رقعة الصراع خارج إطار غزة لو أن المجتمع الدولي وقف وقفة جادة أمام ما كان يحدث في غزة، ثم رأينا بذلك توسيع رقعة الصراع والاعتداء إلى الضفة الغربية والآن إلى لبنان الشقيق. نحتاج إلى وقفة جادة من المجتمع الدولي لوقف فوري لإطلاق النار.ونذكّر في هذا السياق بما طالب به الرئيس الفرنسي وطالبت قبله الدول العربية بذلك بوقف تسليح قوات الاحتلال الإسرائيلية وإرسال العتاد والسلاح ، وكذلك الدعم في سياق هذه الحرب على غزة واليوم الحرب على لبنان".
اصافت: "في ما يتصل بسياق دعم دولة قطر للجمهورية اللبنانية، فان هذا الدعم هو قديم ومستمر إن شاء الله، وهو دعم لمؤسسات الدولة اللبنانية الوطنية للقوات المسلحة اللبنانية التي تلعب دورا محليا في هذا السياق ، وكذلك هو دعم اليوم للقطاع الصحي وقطاع الإغاثة".
اضافت: "اليوم أطلقنا الجسر الجوي من الدوحة إلى بيروت ،وكذلك إن شاء الله يستمر هذا الجسر، ونتوقع خلال هذا الشهر إرسال 10 طائرات c17 محملة بالمواد الطبية وكذلك مواد الايواء والمواد الغذائية، وتناقشنا في عدد من القطاعات التي قد تحتاج دعما خلال الفترة المقبلة ، وأؤكد مرة أخرى تضامن دولة قطر ودعمها لهذا البلد الشقيق العزيز على قلوب جميع العرب ، ونتمنى السلامة والتوفيق والازدهار للبنان الشقيق ولشعبه الغالي على قلوب جميع العرب".
مستشفى بيروت الحكومي: ثم جالت وزيرة الدولة للتعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية في مستشفى بيروت الحكومي الجامعي – الكرنتينا حيث اطلعت على وضع المرضى في المستشفى يرافقها وزير الصحة العامة الدكتور فراس الابيض ووزير البيئة ناصر ياسين.
وفي ختام الجولة كان مؤتمر صحافي مشترك استهله الوزير الأبيض بالكلمة التالية:
"إننا وفي صبيحة هذا اليوم الذي يتواصل فيه العدوان الاسرائيلي على أرضنا، وفيما نقوم في وزارة الصحة العامة بواحدة من المهمات الصعبة والتي تتمثل في إحصاء عدد الشهداء والجرحى، لا يسعني في بداية كلمتي سوى أن أطلب الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والخلاص لوطننا لبنان.
وسط هذا الوقت العصيب، تأتي وقفة دولة قطر النبيلة وهي ليست بغريبة فلطالما كانت حاضرة في الازمات لدعم أشقائها في لبنان. لذا نتقدم بالشكر الجزيل لدولة قطر الشقيقة، ولرئيسها سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، على وقفتهم الكريمة ومساعدتهم العاجلة التي وصلت إلى لبنان في هذا الوقت العصيب.
تأتي الاستجابة القطرية العاجلة اليوم من خلال تسيير جسر جوي يحمل دعماً طبياً وغذائياً ومواد إيواء، وهو ما يعكس عمق العلاقة الأخوية التي تجمعنا بدولة قطر. الرحلة التي نستقبلها اليوم هي الأولى ضمن سلسلة من الطائرات التي ستصل تباعاً، مما سيسهم في تغطية النقص في المواد الطبية والغذائية والذي نعاني منه حالياً.
لا تقتصر أهمية هذا الدعم على الجانب المادي فحسب، بل تحمل رسالة معنوية عميقة للشعب اللبناني، تقول له: "لست وحدك". إن هذه المساعدات تشكل رمزاً للتضامن والتآزر العربي في وقت يحتاج لبنان إلى كل دعم ممكن.
على الصعيد المادي، ومع الأعداد الكبيرة من المصابين التي تقترب من العشرة آلاف، والنازحين الذين فاق عددهم المليون ومئتي ألف، يمثل هذا الدعم دفعة حيوية للتخفيف من معاناة الشعب اللبناني.
ختاماً لا بد من التأكيد أن الحل الحقيقي لا يكون إلا بوقف فوري لإطلاق النار والعمل على إيجاد حلول ديبلوماسية، ونحن في لبنان نعوّل على جهود أشقائنا العرب، وفي طليعتهم دولة قطر، للوصول إلى حل ينقذ البلاد ويعيد الأمن والاستقرار."
ثم تحدث الوزير ناصر ياسين مستهلا كلامه بتوجيه الشكر لدولة قطر حكومة وشعبا ولصاحب السمو الأمير الشيخ تميم على المبادرة المهمة التي تأتي في وقت عصيب جدا لتأمين الحاجات الملحة الانسانية طبيا وإغاثيا. أضاف أن هذه المساعدات سترسل تباعا وبشكل تدريجي خلال أيام قليلة إلى مستحقيها في كل المناطق حيث يبلغ عدد النازحين مليونا ومئتي الف شخص وهناك أكثر من الف مركز إيواء.
وفي كلمتها أكدت الوزيرة القطرية انها محملة برسالة تضامن ومحبة للبنان وشعبه الشقيق ضد العدوان الوحشي الذي طال لبنان وجزءا من بنيته التحتية ومستشفياته. وقالت انه لولا تقاعس المجتمع الدولي تجاه غزة لما تجرأ العدو الإسرائيلي على توسيع اعتداءاته ضد دولة ذات سيادة.
وأكدت الخاطر وقوف قطر إلى جانب لبنان حكومة وشعبا ومؤسسات وطنية ولا سيما وزارة الصحة العامة التي تقوم مع الطواقم الطبية بدور بطولي. وقالت: "لا يخفى عليكم أن دولة قطر كانت ولا زالت داعمة للقوات المسلحة اللبنانية، هذه المظلة الوطنية التي تجمع كل اللبنانيين".
وتابعت قائلة: اسمحوا أن أقول كلمة. يبدو أن الاحتلال يعيش وهما بأنه يستطيع تفريق الصفوف العربية وهو بذلك واهم. هناك وحدة في الصف العربي تجاه هذا العدوان الذي هو ضد كل الأعراف والشرائع الدولية وهو مدان ومستنكر جملة وتفصيلا.
اضافت الوزيرة القطرية ان ادعاءات الاحتلال بأنه يستهدف طيفا او مناطق معينة هي ادعاءات غير دقيقة إذ ان غالبية الضحايا من المدنيين.
وأكدت الخاطر استمرار دعم دولة قطر مشيرة إلى بدء الجسر الجوي لحمل مواد غذائية وطبية إضافة إلى العمل على خطط متوسطة وبعيدة المدى من أجل احتواء الازمة الانسانية لأكثر من مليون ومئتي الف نازح في فترة زمنية قصيرة.
ولفتت الوزيرة القطرية إلى أن العمل لا يقتصر فقط على الإغاثة العاجلة بل على خطط متوسطة وبعيدة المدى.
وجددت المطالبة بوقفة جادة من المجتمع الدولي لوقف النار.