قبول الحزب تنفيذ القرارات الدولية ينسف مبرر وجود سلاحه
يوسف فارس
المركزية - بات واضحا ان ما حمله الموفد الرئاسي الأميركي اموس هوكشتاين الى لبنان من مقترحات اسرائيلية لاتعني العودة الى القرار 1701 بل الى القرار معدلا بما يسمح للجيش الإسرائيلي بتنفيذ أي عمل عسكري في لبنان لضمان عدم قيام حزب الله بإعادة التسلح . ووفق التقديرات فإن القرار 1701 يحد من قدرة إسرائيل على العمل في لبنان من الجو . اما في مقترح الاتفاق الجديد فتطالب إسرائيل بحرية العمل لسلاح الجو في جميع انحاء الأراضي اللبنانية . كما انها تطالب في الوثيقة بضمانة دولية من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا لتنفيذ الاتفاقية .لكن هناك فرصة ضئيلة في ان يحدث ذلك في هذه المرحلة حيث لا يبدو ان فرنسا ستنضم الى مثل هذا الاتفاق.
هيئة البث العبرية نقلت عن مسؤولين إسرائيليين ان تل ابيب مستعدة لان تكون اليونيفيل جزءا من تسوية سياسية في لبنان الا انه لا يمكن ان تكون القوة الوحيدة الموجودة في جنوب لبنان . وان إسرائيل تريد تغيير الواقع على حدودها عبر ادراج مهمة اليونيفيل تحت الفصل السابع بما يجعلها صاحبة الامرة على الجيش اللبناني ويمنحها صلاحية الردع والمداهمة لاي مكان تشاء واخلاء كل منطقة جنوب الليطاني من حزب الله .
عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى يسأل عبر "المركزية" اذا كان حزب الله على ما تسرب من عين التينة يقبل بتنفيذ القرارات الدولية واخرها القراران 1569 و1701 والتراجع الى الليطاني، عندها ما الفائدة او الهدف من تمسكه بسلاحه وقد سقطت مبررات وجوده الا اذا كان المراد استعماله في الداخل .حزب الله لم يلتزم القرارات الدولية كما إسرائيل على مدى عشرين عاما واكثر سعى خلالها الى التسلح وفاخر باتباعه لإيران وولاية الفقيه متجاوزا الدولة اللبنانية حتى اوصلنا الى الواقع السياسي والاقتصادي والعسكري القائم . لا هو استطاع الدفاع عن لبنان ولا حتى حماية نفسه واهله وبيئته الحاضنة التي هجرها الى اقاصي الشمال .مع ذلك لغاية الان لم يتعظ بعد ويتأكد ان الدولة القوية القادرة والعادلة هي الحاضنة لكل أبنائها وان قوة لبنان بوحدته وليس بالشعارات القومية والدينية التي يرفعها. العودة الى لبنان هي المطلوبة اليوم لمواجهة الطامعين بأرضنا ومياهنا . إسرائيل لا تخفي مطالبتها بما هو ابعد من القرارات الدولية تريد ضمانات من لبنان وأميركا وحتى من الأمم المتحدة واليونيفيل. إسرائيل قتلت اكثر من خمسين الف فلسطيني ودمرت غزة بالكامل وهي تعمل لتعميم هذه المشهدية على لبنان وسواه من الدول الأخرى وسط سكوت عالمي بعدما اقنعت الجميع بأنها تخوض حربا وجودية في وقت لا تزال حماس كما حزب الله تدعو الى الاستمرار بالقتال حتى القضاء عليها غير عابئين بما يجري حولهما .
ويختم لافتا الى ان التظاهرات عمت العالم بأسره تضامنا مع غزة في حين لم نجد استنكارا واحدا لتدمير لبنان باعتبار ان حزب الله هو من بادر لفتح النار على اسرائيل استجابة لمحور الممانعة وايران التي تركته وحيدا في المعركة . واشك في انها ستعيد اعمار ما تدمرمن قرى جنوبية وبقاعية .