المطارنة الموارنة: نطالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته لوقف إطلاق النار فوراً وتطبيق القرار 1701
طالب المطارنة الموارنة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته لوقف إطلاق النار فوراً وتطبيق القرار 1701، وللمبادرة سريعا إلى فتح المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية لان لبنان أمام استحقاقات مصيريّة.
وناشد المطارنة الموارنة الدول والمؤسسات الدولية مساندة الجهود الرسمية في لبنان للتخفيف من آثار النزوح.
عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية.
وفي ختام الاجتماع أصدروا بياناً جاء فيه: "يقف الآباء بذهولٍ وألم بالغَين، أمام هول الكارثة التي حلّت بلبنان من جراء استباحة أراضيه جنوبًا وساحلاً وجبلاً وبقاعًا، وهذا السيل الذي لا يهدأ من القتل والتخريب والتدمير الذي غالبًا ما أصاب مدنيين أبرياء. وإذ يدينون العدوان الإسرائيلي المُتمادي، والذي خلّف مئات من الشهداء والضحايا، لاسيما منهم الأمين العام لحزب الله السيِّد حسن نصر الله وجمهرة من كبار معاونيه، يسألون الله الرفق بلبنان والرحمة لمَنْ رحلوا إلى دياره والشفاء للجرحى، ويطالبون المجتمع الدولي بتحمُّل مسؤولياته بالعمل على وقف إطلاق النار فورًا وتطبيق القرارات الدوليّة ولاسيما القرار 1701، وإراحة البلاد وأهلها من ويل التجاذبات الإقليمية والدولية التي ترتهنها لمصالح لا تمت إليها بصلة".
أضاف البيان: "يرى الآباء أن من المُلِحّ العاجل مُبادَرة المجلس النيابي إلى القيام بواجبه الوطني بعد طولِ انتظارٍ وكثير من المُعاناة، بحيث يتمّ انتخابُ رئيسٍ جديد للجمهورية يكتمل به عقد المؤسسات الدستورية. فلبنان أمام استحقاقاتٍ مصيرية عليه أن يواجهها بتضامنٍ وطني فعلي وبتقيُّدٍ صارم بنصوصه الدستورية والميثاقية، التي عصمته من السقوط في أوقات الشدّة، وجعلت من قراره السيِّد الحر الوفاقي مصدر خلاصه دومًا".
وتابع: "يثمّن الآباء الجهوزيّة والجهود التي بذلتها الجهات الرسميّة والقطاع الطبّي لإستقبال النازحين ومعالجة الجرحى على الرغم من الأوضاع الإقتصاديّة الخانقة، ويحيّون المواقف الشعبية العفوية الصادقة والمُحِبّة، التي قام بها أبناء المناطق الخارجة عن مسرح الأحداث، باستقبال أهلها النازحين بعيدًا عن آلة الموت. ويُناشِدون الدول والمؤسّسات الدوليّة مُسانَدة هذه الجهود الرسميّة والشعبيّة العاملة على التخفيف من آثار النزوح حتى تحقُّق العودة الكريمة الآمنة إلى الأرجاء المكتوية اليوم بنار العنف الأعمى"، مشيرا الى ان "الكنيسة تقف إلى جانب شعبها الجريح وخصوصًا المهجّرين من خلال أبرشيّاتها ورهبانيّاتها ومؤسّساتها، وخصوصًا من خلال كاريتاس لبنان، التي هي ذراع الكنيسة في خدمة المحبّة".
ًواستكمل: "يُبدي الآباء ارتياحهم إلى الموقف الوطني المُشرِّف الذي اتّخذته قيادة الجيش من خلال الإجراءات الميدانية الآيلة إلى ضبط أيِّ فلتانٍ مُحتمَل بدافع الظروف الاستثنائية الدقيقة التي تمرّ بها البلاد. ويأملون بتجاوب المواطنين معها، كما مع المؤسسات الأمنية المختلفة المُستنفَرة لهذه الغاية"، مؤكدا ان "أمام الفاجعة التي تعصف بلبنان، يدعو الآباء كلّ اللبنانيين إلى صحوةِ ضميرٍ تزيد من عناصر وحدتهم وتوقهم إلى الخلاص بالتحلُّق حول دولتهم الواحدة وتدبُّر أمورهم بما يرتفع إلى سوية الوطنية الخالصة التي تنظر إلى لبنان وطنًا لا بديل منه، وعليهم واجب صيانة دوره ورسالته والعمل بموجبهما".
وختم البيان: "يشكر الآباء الله على علامة الرجاء الجديدة في هذه الظروف الصعبة، والمتمثّلة بإعلان قداسة الطوباويّين الشهداء الإخوة المسابكيّين، في الفاتيكان الأحد 20 تشرين الأوّل، ويدعون المؤمنين إلى مواكبة هذا الحدث بالصلاة وبالتأمّل بفضائل المسابكيّين الذين ثبتوا في إيمانهم وشهدوا للسيّد المسيح حتى الإستشهاد. في هذا الشهر المكرس لإكرام العذراء مريم سيدة الوردية، يتوجّه الآباء إلى أبنائهم وبناتهم وذوي الإرادة الصالحة من اللبنانيين برجاء تكثيف الصلوات من أجل خروج لبنان من محنته المُتعاظِمة وعودة حضوره الآمن والكريم والحر إلى المدى المشرقي كما العالمي".