اسرائيل تستعد للتوغل البري...عملية محدودة جغرافياً
مزاعم بدهم مواقع قوة الرضوان وتدمير نفق...الجيش في مواقعه
دعوات دولية لوقف النار...وعين التينة محجة للسياسيين
المركزية- اما وقد أميط اللثام عن الأجواء الضبابية التي غلفت مسار الحرب الحدودية الجنوبية وتأكد ان اي اجتياح بري اسرائيلي لم يحصل بعد ولم تعبر اي دبابة الى الداخل اللبناني، كما لم ينسحب الجيش اللبناني من مراكزه الحدودية الجنوبية لعدة كيلومترات انما نفذ اعادة تموضع لنقاط مراقبة امامية، فإن الانظار كلها متجهة جنوباً رصداً لتوقيت وطبيعة العملية المحدودة جغرافيا بحسب الزعم الاسرائيلي، والتداعيات التي ستخلفها ان لجهة مواجهتها من حزب الله او كيفية تعامل الجيش اللبناني معها، كون مهمته الاساس حماية حدود الوطن اضافة الى الموقف الرسمي،خصوصا ان مجمل الدول الصديقة للبنان تحذر من توغل مماثل كونه سيحرف الاوضاع في اتجاه آخر اشد خطورة مما هي عليه اليوم.
وفيما اصداء غارات الضاحية الجنوبية الليلية ما زالت تتردد نسبة لقوتها والدمار الهائل الذي خلفته، يستعد الجيش الاسرائيلي للتوغل البري في جنوب لبنان بعد ان نال الضوء الاخضر السياسي الاسرائيلي والاميركي لعملية محدودة مبدئيا، تقول مصادر عبرية انها لن تتوسع جغرافيا. واذ لم يسجل اي خرق للحدود اللبنانية او احتكاك بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله حتى لحظة كتابة هذه السطور، بحسب حزب الله، استمرت الغارات على الجنوب في حين حذر الجيش الاسرائيلي اهالي القرى الحدودية طالبا منهم مغادرة منازلهم... الجيش الإسرائيلي اعلن صباحا أن الفرقة 98 بدأت أنشطة موجهة ومحددة في منطقة جنوب لبنان، كما نشر مشاهد من تحضيرات قوات الفرقة. وقال: "قوات الفرقة 98، ومن بينها قوات لواء الكوماندوز والمظليين والمدرعات من اللواء 7، أجرت الاستعدادات على مدار الأسابيع الأخيرة لتنفيذ عملية برية في جنوب لبنان، والتي بدأت الليلة الماضية (الاثنين)".
حزب الله: في المقابل، اعلن حزب الله "اننا أطلقنا بنداء لبيك يا نصر الله صليات صاروخية من نوع "فادي 4" على قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الإستخبارات العسكرية 8200 ومقر الموساد التي تقع في ضواحي تل أبيب". واعلن انه استهدف تجمعاً للجنود الاسرائيليين قرب مستعمرة روش بينا. و"اننا استهدفنا تجمعاً للقوات الاسرائيلية في ثكنة دوفيف بصاروخ فلق 2ـ وتجمع لجنود العدو بين موقعي الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا بـ 32 صاروخ كاتيوشا". وإستهدف " تجمعاً لقوات العدو في موقع المطلة بقذائف المدفعية وأصابه إصابة مباشرة". واستهدف "الحزب" المطلّة ومستعمرة كفار جلعادي.
تدمير انفاق: وبعد الظهر، اعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري: استهدفنا عشرات الأطنان من المواد المتفجرة وممتلكات ومقار قيادية لحزب الله ، اضاف: عملياتنا في الأراضي اللبنانية ستستمر هذه الليلة، واكد ان : قيادة الشمال نفذت عشرات من عمليات الدهم لمواقع قوة الرضوان التابعة لحزب الله، مشيرا الى "اننا عثرنا على خريطة ونفق يتجه نحو حدود إسرائيل بهدف احتلال بلدات ظهرت على الخريطة".
الجيش لم يخل: الى ذلك، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: "مع استمرار العدو الإسرائيلي في اعتداءاته الهمجية المتزايدة على مختلف المناطق اللبنانية، تناول بعض وسائل الإعلام معلومات غير دقيقة حول انسحاب الجيش من مراكزه الحدودية الجنوبية لعدة كيلومترات في ظل تحضيرات العدو لتنفيذ عملية برية داخل الأراضي اللبنانية. يهم قيادة الجيش أن توضح أن الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب تنفذ إعادة تموضع لبعض نقاط المراقبة الأمامية ضمن قطاعات المسؤولية المحددة لها. كما تُواصل القيادة التعاون والتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان".
اليونيفيل: ليس بعيدا، اعلنت " اليونيفيل " في بيان ما يلي: "أبلغ الجيش الإسرائيلي قوات اليونيفيل يوم أمس عن نيته القيام بعمليات توغل برية محدودة داخل لبنان. ورغم هذا التطور الخطير، فإن حفظة السلام لا يزالون في مواقعهم. نحن نعمل بانتظام على تعديل وضعنا وأنشطتنا، ولدينا خطط طوارئ جاهزة للتفعيل إذا لزم الأمر. إن سلامة وأمن قوات حفظ السلام أمر بالغ الأهمية، ونذكّر جميع الأطراف بالتزاماتها إزاء احترام ذلك". اضاف البيان: إن أي عبور إلى لبنان يشكل انتهاكاً للسيادة اللبنانية وسلامة أراضي لبنان، وانتهاكاً للقرار 1701. إننا نحث جميع الأطراف على التراجع عن مثل هذه الأعمال التصعيدية التي لن تؤدي إلا إلى المزيد من العنف وإراقة المزيد من الدماء." واكدت "اليونيفل"إن" ثمن الاستمرار في مسار العمل الحالي باهظ للغاية". وشددت على" وجوب حماية المدنيين، وعدم استهداف البنية الأساسية المدنية، واحترام القانون الدولي". وحضت "الأطراف بقوة على إعادة التزام قرارات مجلس الأمن والقرار 1701 (2006) باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق لإعادة الاستقرار إلى هذه المنطقة".
بلاسخارت: ايضا، أشارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت التي زارت بكركي ورئيس التيار جبران باسيل إلى ان "ما كنّا نخشاه حصل. في ظل الضربات التي طالت كافة أرجاء لبنان، بما في ذلك في قلب بيروت والتوغلات عبر الخط الأزرق، يتصاعد العنف إلى مستويات خطيرة". وأكدت في بيان، ان "كل صاروخ يُطلق وكل قنبلة تُسقط وكل غارة أرضية تُنَفّذ، تُبعد الأطراف أكثر عن الغاية المتوخاة من قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006) كما تباعد بينهم وبين خلق الظروف اللازمة للعودة الآمنة للمدنيين على جانبي الخط الأزرق". وشددت على ان "دائرة العنف الجارية لن تحقق لأي طرف مبتغاه. لا زال هناك بصيص أمل لنجاح الجهود الدبلوماسية، لكن السؤال هل ستغتنم تلك الفرصة أم يجري اهدارها؟"
بوريل: بدورها، وزعت بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان، بيانا للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بعد الاجتماع الاستثنائي مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قال فيه: "إنَّها لحظة الحقيقة مع لبنان"، مضيفا: يجدِّد الاتحاد الأوروبي دعوته الى وقف فوري لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، ويدعو الطرفين إلى الالتزام بالتنفيذ الكامل والمتناسب لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، لضمان العودة الآمنة للسكان النازحين على كلا الجانبين من الحدود كجزء من تسوية تفاوضية أوسع.وقد سبق وأشرنا إلى الخسائر العديدة في صفوف المدنيين في لبنان، وتدمير البنى التحتية المدنية بما يرتب آثارا طويلة الأجل، وإلى هذا العدد الكبير من المهجرين داخليا. ومرة أخرى، أحثّ على احترام القانون الإنساني الدولي في جميع الظروف.ينبغي الآن إسكات الأسلحة، وينبغي أن يتكلم صوت الدبلوماسية وأن يسمعه الجميع. ويجب أن يتوقف إطلاق حزب الله للصواريخ والقذائف الأخرى على الأراضي الإسرائيلية، والذي بدأ في 8 تشرين الأول. ويجب ضمان سيادة كل من إسرائيل ولبنان". أضاف "إن أي تدخل عسكري آخر من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بشكل كبير، ويجب تجنّبه. ونحن نشعر بقلق بالغ إزاء خطر هذا التصعيد الإضافي للنزاع في جميع أنحاء المنطقة، ونحثُّ الأطراف في المنطقة على التحلّي بضبط النفس لصالح وقف التصعيد.لقد كنّا نتحدث عن كيفية حشد دعمنا الإنساني.
اخطر المحطات: في المواكبة السياسية، وبينما يعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة 11 من صباح يوم غد الاربعاء، جدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي "التأكيد أن لبنان يواجه واحدة من أخطر المحطات في تاريخه، حيث نزح حوالى مليون شخص من شعبنا بسبب الحرب المدمرة التي تشنها اسرائيل على لبنان". وشدد على "ان نعمل بشكل دؤوب بالتعاون مع المؤسسات التابعة للامم المتحدة والدول المانحة على تأمين الاحتياجات الأساسية للبنانيين النازحين، كما فعلنا خلال كل المراحل العصيبة التي مر بها لبنان". وكان رئيس الحكومة عقد اجتماعا في السراي مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة في اطار خطة الاستجابة الحكومية لأزمة النزوح الناتجة عن العدوان الاسرائيلي على لبنان. شارك في الاجتماع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالإنابة في بيروت كريستين كنتسن.
في عين التينة: في الغضون، سجلت حركة سياسية لافتة نحو عين التينة. فأكدّ النائب فؤاد مخزومي بعد لقاء كتلة تجدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "خيارنا هو مدّ اليد لتضامن وطني حقيقي غير مصطنع وأن تحمي الدولة جميع اللبنانيين"، لافتًا الى أن "زيارتنا للرئيس بري كانت للعب دور الإنقاذ وستليها زيارة إلى ميقاتي". وشدّد على أن "المطلوب هو المصارحة والحلول الجدية والجرأة واتخاذ القرارات الصائبة والتنسيق بين المؤسسات الحكومية للوقوف إلى جانب أهلنا وضبط التعديات على الممتلكات في بيروت". ودعا مخزومي "للتضامن الانساني ووضع حد للنزيف لعودة أهلنا الى مناطقهم بأمان والاتفاق على حماية اللبنانيين وعودة الجميع الى الدولة وفصل لبنان عن ملف المساندة". كما دعا "لانتخاب رئيس للجمهورية فوراً والالتفاف حول الشرعية". وقال: "طلبنا تحديد جلسة مفتوحة بدورات متتالية وتشكيل حكومة بعدها والمطلوب وقف إطلاق النار ومنع أيّ عمل عسكري ونشر الجيش على طول الخط الأزرق وتطبيق القرارات الدولية".
باسيل: ايضا، استقبل الرئيس بري رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. وشدد باسيل، على ان “بوحدتنا نتخطى ونتفادى الفتن"، معتبراً أن "في الجنوب، المقاومون يقومون بمهامهم أما في الداخل الابتعاد عن الفتن هو من مهامنا”. واعتبر باسيل أننا "أمام خطر إسرائيلي حقيقي وعندما نطالب بوقف إطلاق للنار فهذه المطالبة لتفادي الخطر، ونحن نعلم ما معنى السيطرة الإسرائيلية على أراضينا". وأوضح أن "عدم انتخاب رئيس للجمهورية اليوم هو خدمة لإسرائيل". وأكد أننا " لن نقبل بفرض رئيس على فئة معينة من اللبنانيين ومن السهل الاتفاق على رئيس بإمكانه أن يجمعنا ويوحدنا"، مشيراً إلى أن "مصلحة لبنان هي الاتفاق بأسرع وقت على انتخاب رئيس للجمهورية".
الجميل: وبحسب معلومات صحافية فإن رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميّل سيزور برّي غداً في عين التينة كما ستكون هناك زيارات عدّة من نواب المعارضة.