"الأمن": الوطن الحضن والهوية.. فلنعمل كي لا يضيع
المركزية - صدر العدد الجديد لمجلة "الأمن" التي تصدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وتناول قضية الوطن، الهوية كي لا نضيّعها، وجاء في افتتاحيته:
الوطن هويتنا..
قامت الهويّة الوطنيّة للدولة اللبنانيّة حين اجتمعت الهويّات المختلفة ووافقت على كيان الدولة.
لكنّ التنازع بين الهويّات المختلفة استمرّ رغم الانصهار الوطني، فكانت لكلّ هوية مخاوفها واصطفافاتها، وكان للصراعات الإقليمية والدولية التأثير الكبير على أحداث كثيرة أصابت الكيان اللبناني.
ولكنّ السؤال الذي يُطرح: هل يجب أن يسير لبنان دائمًا على حافة الخطر؟
فلا يمكن لهذا البلد أن يبقى أسير التجاذبات والمصالح الدولية.
ولا يمكن للعنف أن يرسم مصير الناس فالعنف يتناقض مع ثقافة الحياة بكلّ أبعادها.
ما نفع الوطن بدون أمان ؟
ما قيمة الدول بدون استقرار؟
الاستقرار السياسي يقوم على تحقيق التوازن بين مختلف المكوّنات على أسس ثابتة.
والاستقرار الاقتصادي يساهم في تحسين مستوى المعيشة ويقوم على سياسات مالية ونقدية مستدامة.
والاستقرار الأمني يكون من خلال دعم المؤسسات العسكرية والأمنية الشرعية لحماية المواطنين والمقيمين.
لا يمكن لأيّ بلد أن ينمو ويزدهر ولا يمكن لأيّ اقتصاد أن يتعافى في ظلّ الاضطرابات والحروب.
علينا جميعًا أن نبعد عن كاهلنا الويلات والمآسي.
علينا جميعًا أن نحافظ على مميّزات الوطن وقيمه الروحية والانسانية.
علينا جميعًا أن نبعد الأخطار عنه بوحدتنا ووعينا واستقلالنا عن كلّ ارتهان مدمّر.
علينا جميعًا أن نكون للبنان أولا وأخيرًا.
فالهوية الحقيقية هي هوية الوطن...
كي لا يضيع الوطن..
وكتب رئيس تحرير المجلة العميد الركن شربل فرام عن الوطن كي لا نضيّعه، فقال:
هل يمكن لطيور أيلول المهاجرة أن تعكس وجهتها؟
هل يمكن لأوراق الشجر الصفراء أن تلزم أغصانها؟
هل يمكن للبيوت ألَّا تنهدم؟
هل يمكن للدماء ألَّا تذهب هدرًا؟
هل يمكن للكتاب أن يقلب صفحته الأخيرة؟
هل يمكن للوطن أن يبتعد عن حافة الموت؟
هل أنّ من يملك الجواب، يملك الإرادة ويملك القرار؟
كثيرة هي الأحداث التي مرّت في تاريخ البلد.
أحداث سبّبت الويلات وأزهقت الأرواح.
أحداث اغتالت الأحلام وقوّضت الازدهار.
أحداث تكرّرت بغير وجوه وغير أدوار.
لكنّ الألم كان ذاته في كلّ زمان وكلّ مكان.
مللنا من التجربة ذاتها والتضحية ذاتها.
مللنا من تكرار الجنوح وتكرار الانتحار.
هلمّوا إلى حضن الخلاص.
هلمّوا إلى حضن الحياة.
هلمّوا إلى الفرح.
ماذا ينفع الإنسان إذا ربح العالم وخسر نفسه؟
ماذا ينفع القوم إذا ضاع الوطن؟