1:50 PM
خاص

غزة دُمِرت وحماس تدعي الانتصار من الانفاق ..هل يريد الحزب هذه المشهدية للبنان؟

يوسف فارس  

المركزية – يبقى لبنان قبلة الحركة الدبلوماسية العربية والغربية وسعيها الحثيث لتجنيبه الحرب الكبرى. فقد حط في بيروت في الاونة الاخيرة كل من الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين حاملا شعار التهدئة ووزيري الخارجية الفرنسي والبريطاني ستيفان سيجورنيه ودايفد لامي للحث على عدم التصعيد ويبدو انهم نجحوا في ذلك الى حد ما . واخيرا وليس اخرا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ليؤكد حرص مصر على استقرار لبنان وأمنه خصوصا وان المنطقة على قاب قوسين من حرب شاملة وسط محاولات للحؤول دونها تتقدمها مفاوضات تجري في الدوحة والقاهرة يعتريها الكثير من الغموض والمصداقية اضافة الى نيات وافعال اسرائيلية واضحة لافشال اي اتفاق يوقف عدوانها على غزة.

وعلى رغم الاجواء الايجابية التي اعلنها البيان الاميركي المصري القطري بأن الطريق اصبح ممهدا لاتفاق وانقاذ الارواح وتقديم الاغاثة لغزة وتهدئة التوترات الاقليمية، فإن الجانب الفلسطيني لم ير اي نتيجة بناءة من المفاوضات هذه، في حين ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يناور بتقديم مقترحات سرعان ما يتخلى عنها ليأتي بشروط جديدة تعجيزية لوضع الكرة في ملعب حماس واظهارها بأنها الجهة التي تحبط الوصول الى اتفاق .

عضو كتلة الجمهورية القوية النائب نزيه متى يقول لـ "المركزية "، ان المعطيات العسكرية اظهرت استعادة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو زمام الامور في المنطقة والعالم .عسكريا قضى للاسف على غزة وسكانها في وقت تدعي حماس من الانفاق الصمود واستمرار القتال حتى اخر فلسطيني . على الصعيد اللبناني نفذ رده الاستباقي على رد حزب الله الذي جاء عاديا بعدما اغتال معظم قادته العسكريين ودمر القسم الاكبر من القرى الجنوبية والعديد من مخازن اسلحته في الجنوب والبقاع ما دفع حزب الله الى تعميم صورة لاحد افاقه على طريقة ما يجري في غزة حيث تعرض صور الانفاق في حين لم يعد على الارض فوقها لا بشر وحجر .السؤال هل يريد حزب الله تعميم هذه المشهدية في لبنان المدمر اصلا نتيجة التحاقه بمحور الممانعة ونهجها التعطيلي في وقت اهمل فيه كل اشكال التحصين السياسي والوطني والصحي والاقتصادي . كما الحال راهنا من لبنان الى سوريا واليمن والعراق وسائر دول الممانعة التي تفتقر لادنى مقومات الحياة ؟

وعن رد ايران وحزب الله  على اسرائيل يقول ان طهران ادركت مسبقا اي شرك يريد نتنياهو جرها اليه ووضعت الحزب في الصورة، فكان الرد المدروس غير المطاول للمدنيين  من لبنان بما لا يعطي نتنياهو وحكومته ذريعة استدراجهما لحرب واسعة لا تريدها الادارة الاميركية الراهنة لعدة اسباب اقلها انتخابية .

ويختم لافتا الى ان لبنان بات مرتبطا بشكل او  اخر بمصير غزة. ولن ينعم بالسلم والامان قبل ان يعرفهما القطاع، على ما يؤكد حزب الله ومعه الدولة اللبنانية القائمة على مجلس نيابي معطل وحكومة تصريف اعمال في خدمة الثنائي ."

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o