1:14 PM
خاص

لحماية أمنه وشعبه..العراق يحاول تحييد نفسه!

لورا يمين

المركزية- أصدرت فصائل "تنسيقية المقاومة العراقية" آواخر حزيران 2024 بيانا شديد اللهجة سبق الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها القوات الأميركية في العراق، أكدت فيه استعدادها لاستخدام كافة السبل من أجل إنهاء ما وصفته بـ"الاحتلال الأميركي للعراق، والتحكم بالقرار الأمني والاقتصادي"، معلنة رغبتها بـ"تحقيق السيادة الكاملة". وجاء موقف الفصائل العراقية بعد جولات من النقاشات ضمن لجنة ثنائية أعلن عن تشكيلها رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني في كانون الثاني 2024. وناقشت هذه الجلسات مسألة مستقبل القوات الأميركية والتابعة للتحالف الدولي في العراق، حيث بدا واضحا عدم رضى الفصائل العراقية المدعومة من إيران عن المباحثات، التي وصفتها وسائل إعلام محسوبة على الفصائل بـ"مباحثات بلا نتيجة"، واتهمت واشنطن بالمماطلة.

لكن منذ ايام، والخميس الماضي تحديدا، أعلن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، عن تأجيل موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة أميركا من البلاد، بسبب التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة، إن المنطقة ما زالت تحت فوهة النيران، وإن العراق يقف بالضد من أي حروب في المنطقة. كما أعرب حسين عن قلقه من شدة التوترات في المنطقة وما يحصل في غزة، مؤكدا أن العراق وتركيا يدعمان وقف إطلاق النار في غزة.

وبين هاتين المحطتين، اي بيان الفصائل وموقف حسين، استأنفت الاطراف الموالية لايران عملياتها العسكرية ضد القوات الأميركية واستهدفت اكثر من مرة، قاعدة عين الاسد.

رغم ذلك، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، قرار الحكومة كان بإرجاء طلب انسحاب قوات التحالف من العراق. يمكن القول والحال هذه، تتابع المصادر ان العراق لا يزال يحاول للوقوف في نقطة وسطية بين المتصارعين الكبار في المنطقة وتحديدا بين ايران واميركا. فبغداد ناقشت في مطلب خروج هذه القوات التي يزعج وجودها الفصائل الايرانية، وقبلت بمطلب الانسحاب ايضا، بما يرضي الجانب الايراني في العراق، لكن في الوقت ذاته، وبما ان وجود هذه القوات لا يزال حاجة اميركية خاصة في ظل الغليان الإقليمي، وافقت بغداد على "تأخير" هذا الانسحاب. هذه الوسطية، وفق المصادر، جيدة وتبقى افضل من الانحياز لصالح محور في شكل كامل ونافر، غير ان الخيار الامثل لاي دولة كي تزدهر وتحمي نفسها وشعبها، هي استقلالها التام وتحييد نفسها عن حلبة الملاكمة الجارية في المحيط، ومنع اي طرف خارجي من التدخل في شؤونها، وإلا دفعت اثمان هذه المواجهة، كما هي الحال في لبنان اليوم، تختم المصادر.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o