هاريس تدعم "هدنة اللقاح" في غزة وتكلف فريقاً بالمتابعة
يقول ناشطون في المجموعات الأميركية - العربية المناهضة للحرب على غزة، إنهم يشكلون قوة انتخابية يحتاج إليها الحزب الديمقراطي. ويشيرون إلى تغييرات طرأت على إدارة الحملة الخاصة بنائبة الرئيس كاميلا هاريس. ويُنقل عن هؤلاء أن البيت الأبيض لا يتعامل بجدية مع مطالبهم باتخاذ مواقف «فعالة تقود إلى وقف الحرب».
لكنّ فرقاً حصل مع فريق هاريس، ينسبه الناشطون إلى أن الفريق الداعم لإسرائيل صار يعبّر عن ضيقه من بعض «تصرفات» نائبة الرئيس. ورغم أن الشخصيات العربية تقول إنه ليس لديها أي وهم حيال موقف أي إدارة أميركية من إسرائيل. ويجري الحديث وسط هذه الشخصيات عن أن هاريس تضغط من خلال اتصالات خاصة لإلزام إسرائيل بتوفير «ممرات أكثر أماناً وأكثر استدامة» للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. كما بحثت في اتصالات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الآلية المطلوبة لإنجاز برنامج اللقاح ضد شلل الأطفال. وهي تلعب دوراً لانتزاع «هدنة إنسانية تمتد بين عشرة أيام وأسبوعين».
ويظهر من بعض التعليقات أن بين المنظمات العربية – الأميركية، من يعتقد بأن هاريس تختلف قليلاً عن بايدن في مقاربة الملف، وينسب إلى هؤلاء أنهم «يقدّرون» عدم وقوع هاريس تحت الضغوط ورفضها حضور خطاب بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس، وأنها تعمّدت بأن تكون «باردة» خلال اللقاء معه، و«أصرت» على الإشارة إلى أن العمليات الإسرائيلية قتلت الكثير من المدنيين».
وبحسب مصادر "الأخبار"، فإن هاريس كلّفت فريقاً بالاطلاع على استعدادات المنظمات الدولية المعنية ببرنامج اللقاحات. وتمّ إبلاغها من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بأن هناك برنامج عمل تشرف عليه وكالات «الأونروا» و«اليونيسف» ومنظمة الصحة العالمية، لتحضير نحو 40 فريق عمل، تشمل أطباء وممرضين وعناصر لوجستية، من أجل حملة تلقيح واسعة في القطاع، تستهدف نحو 700 ألف طفل فلسطيني، على أن تترافق مع زيادة المساعدات الطبية وإعادة تجهيز بعض المراكز الطبية المتوقفة عن العمل.
وبحسب أحد المسؤولين المدنيين في غزة، فإن هذه المهمة تتطلب هدنة فعلية، لأن الوصول إلى التجمعات الأهلية، يتطلب آلية معقّدة بعض الشيء، كما يتطلب من الفرق أن تتوجه إلى حيث يتواجد النازحون الفلسطينيون، وهو ما يفرض إقناع قوات الاحتلال بالسماح لعدد كبير من الآليات الطبية بالدخول إلى القطاع، إضافة إلى إدخال كميات كافية من الوقود لتخزين اللقاحات في مراكز محددة، لعدم تعريضها للتلف.
ويبدو أن الجهات المدنية في غزة ليست واثقة من أن الاحتلال سيسهّل هذه العملية، وأن الخوف يكمن في السماح بعملية جزئية تقتصر على كمية قليلة، ثم يصار إلى تعطيل العملية بذرائع متنوعة، ويعود الوضع إلى ما هو عليه. وبحسب المؤشرات الواردة من القطاع، فإن أي إحصاءات دقيقة غير متوفرة الآن، حول عدد الذين أصيبوا بالشلل بين الأطفال نتيجة غياب هذه اللقاحات.