9:40 AM
متفرقات

تحيّة من الحركة الثقافية- أنطلياس الى جورج قرم

المركزية - أشارت الحركة الثقافية - انطلياس في الى ان "برحيل الدكتور جورج قرم يخسر الوسط الثقافي والأكاديمي واحداً من أبرز الشخصيّات الفكرية اللبنانيّة التي كان لها حضورها المميَّز على الصعيدين العربي والعالمي.

ففي بيت اتّسم بالإبداع الفنّي والثقافة الوطنية كانت نشأة الراحل، الذي نال أعلى الشهادات في الاقتصاد والقانون الدستوري والعلوم السياسية من عاصمة الثقافة باريس. وسرعان ما التحق ببعثة الأب لوبريه التي استمدّ منها مبادىء الإنماء الشامل والمتوازن. ثم، بتفاعله مع المطران غريغوار حداد والفيلسوف ناصيف نصّار، بلور موقفاً نضالياً مؤيّداً للعلمانيّة. وتعرّف على الأب يواكيم مبارك والدكتور حسن صعب، فتعمّق معهما في علاقة المسيحيّة بالإسلام. علّم في الجامعات اللبنانية واليسوعية والأميركية، وكُلِّف بمناقشة العديد من أطروحات الدكتوراه في أعرق الجامعات الأجنبية. كتب في أهمّ الصحف والمجلات العربية والأجنبية، وكانت مقالاته المتواترة في "لوموند دبلوماتيك" محطّ إعجاب الخبراء والديبلوماسيّين".

أضافت في بيان: "تمتّع الراحل الكبير بثقافة موسوعيّة سمحت له بأن يكتب في التاريخ المحلّي والعالمي وأن ينجز مؤلّفات قيّمة في العلوم الإجتماعية والاقتصادية والسياسية، وفي الانتروبولوجية وسوسيولوجيا الأديان وعلم التنمية، والجيوبوليتيك والعلاقات الدولية وسواها.

كان جورج قرم مثقّفاً ملتزماً بعلمانيّة الدولة والمجتمع، حريصاً على نشر التعليم والثقافة. وكان مدافعاً عن لبنان المجتمع والدولة في مواجهة مشاريع التفتيت والانهيار. وقد قدّمنا معه ومع الأب يواكيم مبارك والدكتور باسم الجسر ومثقفين آخرين مذكّرات بالغة الأهميّة الى مجلس الأمن الدولي والى المراجع الدولية المعنيّة دفاعاً عن القضيّة اللبنانية في أواخر سبعينيّات القرن الماضي.

توازياً، كان الراحل من أشدّ وأصدق المتحمّسين في الدفاع عن القضيّة الفلسطينية، وخير مَن دعم هذه القضيّة في المنصّات والمنابر والوسائل الإعلاميّة الدوليّة، معتمداً في ذلك على إتقانه اللغات الأجنبية، وعلى الأخص الفرنسية والإنكليزية.

ألّف عشرات الكتب تُرجم معظمها الى لغات عدّة. وبين عامَيْ 1998 و2000، عُيِّن وزيراً للمالية، فاعتمد برنامجاً إصلاحياً وقام بدفع متأخّرات الدولة للقطاع الخاص ونجح في تخفيض مستوى الفوائد وفي إعادة التوازن الى ميزان المدفوعات".

وتابع البيان: "سعى جورج قرم عبثاً الى الحؤول دون الهندسات المالية والى التخلّي عن الاعتماد على المساعدات الخارجية. وكان مع تنويع موارد الإقتصاد وإصلاح النظامين الضريبي والنقدي ومع تنمية الموارد البشرية عبر إصلاح وتطوير النظام التربوي والإدارة العامة، غير أن مساعيه هذه اصطدمت بقوى "ائتلاف الشركة القابضة" الحريصة، من جهة، على " تقاسمٍ الحصص" من منافع الحكم ومغانم الصفقات العامة، ومن جهة أخرى، على تأمين مصالح مختلف الأوصياء الخارجيّين على هذه القوى المختلفة ظاهرياً والمؤتلفة باطنياً.

في العام 2013، وفي إطار المهرجان اللبناني للكتاب، كان للحركة الثقافية – أنطلياس شرف تكريمه كواحد من أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي".

وختم: "لقد غاب عنّا جورج قرم، لكنّ فكره وعلمه وأخلاقه ومواقفه ستبقى نبراساً يضيء طريق المستقبل أمام الأجيال اللبنانية والعربية المتعاقبة، والساعية الى تحقيق النهضة والإنماء والى تخطّي التخلّف والانحطاط. فإلى عائلته وجميع قادريه أصدق التعازي، وحركتنا على يقين من أن أمثاله يبقون خالدين في ضمائر الشعوب والأوطان".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o